“البادية حياتي” بتلك العبارة لخّص المواطن السعودي، مبارك النماصي، الذي يعمل منقذاً ضمن فرق إنقاذ التائهين في الصحاري عمله، بعد أن ورث عن أسرته أسرار الاستدلال بين كثبان الرمال.
وفي حديثه مع العربية أوضح أنه أنقذ إلى الآن أكثر من 10 تائهين في الصحراء من سعوديين أو غير سعوديين من رعاة الغنم، لافتاً إلى أنه فور تلقيه بلاغاً سواء من الأمن أو من فرق الإنقاذ يتحرك بشكل فوري.
الأخ مبارك النماصي يقدم لنا نموذجاً من الشجاعة والإنسانية، وقصصاً من #العمل_التطوعي شاهدة على قيم المجتمع السعودي وأصالته.
شكراً له، ولجميع المتطوعين والمتطوعات الذين خصصوا الكثير من أوقاتهم؛ لخدمة دينهم ومجتمعهم، ونسأل الله أن يجعل ما يقدمونه في ميزان حسناتهم. pic.twitter.com/7wOdgB2iyb— أحمد سليمان الراجحي (@Ahmed_S_Alrajhi) August 19, 2022
وعلى الرغم من تعب ومشقة البحث شدد على أنه يجد متعة كبيرة في البحث والغوص في الصحاري. ولفت إلى أن رحلة البحث تبدأ عادة عبر الاعتماد على المعلومات المتوافرة لديهم عن آخر إشارة تواصل من خلالها المفقود مع معارفه، ومنها ينطلق مصطحباً معه حبالًا وطعامًا ومياهًا لنجدة المفقود حال العثور عليه.
كما أكد أنه يشعر بالفخر والسعادة لتمكنه من القيام بهذا العمل الإنساني. وأوضح أن نجاحه في مهمته الصعبة هذه يعود إلى معرفته التامة بالأرض وحفظ الاتجاهات فيها عن ظهر قلب سواء في الليل أو النهار.
شعور لا يوصف
أما عن الشعور لحظة انتشار أي مفقود فأكد أنه لا يوصف، معرباً عن تطلعه للاستمرار في تطوعه هذا وأمله في إنقاذ المزيد من مفقودي الصحراء.
أما عن بداية مسيرته في التطوع، فأشار إلى أنها بدأت في صحراء النفود الكبرى عندما عثروا على مفقود متوفى، وشاهد صدمة أسرته، فقرر حينها المساعدة في البحث عن المفقودين.
كما أضاف أن حياته في البادية والترحال عمقت معرفته بالمناطق الوعرة والسهلة سواء ليلا أو نهارا، على الرغم من أن صحراء النفوذ في المملكة وعرة وصعبة على من لا يعرف مكانها.
من الصحراء
ولعل خطورتها أيضاً تكمن بحسب النماصي في أن العديد من الناس يقصدونها للتنزه، فيعلقون أحياناً في تلك البادية الأشبه بالبحر!
نصائح للتائهين
أما عن نصائحه للتائهين، فشدد على وجوب تزود كل من يسير في طريق النفوذ بالماء والزاد الكافي لوقت طويل حتى يتمكن من البقاء على الحياة أكبر قدر ممكن، فضلاً عن ضرورة حمله ما يمكنه من إشعار نار لتسهيل الاستدلال عليه.
وتابع حديثه مؤكداً أن أصعب المواقف خلال عمليات الإنقاذ عند وفاة بعض العالقين بسبب العطش، والعثور عليهم بعض لحظات قليلة من لفظ أنفاسهم الأخيرة.
وختم حديثه موضحاً أن كل ما يقوم به بمجهود شخصي ومن ماله الخاص، إلا أنه في بعض الأحيان يتلقى دعماً “بالوقود” من بعض رجال الأعمال.
يشار إلى أن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أحمد الراجحي، كان أثنى أمس الجمعة على الدور الذي يقوم به “النماصي”، مقدماً الشكر له ولجميع المتطوعين والمتطوعات الذين خصصوا الكثير من أوقاتهم لخدمة مجتمعهم.