قال خبراء في الفضاء وعلم الفلك إن حطام الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة اقترب جدا من دخول الغلاف الجوي للأرض، وسط تنبؤات حول مكان سقوطه.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن افتقار الصين لتقنيات توجيه مسارات الصواريخ نحو الأرض يترك الاحتمال المزعج بأن حطام هذا الصاروخ يمكن أن يسقط في منطقة مأهولة بالسكان، مما قد يتسبب في أضرار بالممتلكات وإصابات وحتى وفيات.
متى سيسقط الصاروخ؟
تتوقع شركة Aerospace Corporation، وهي منظمة غير ربحية تقوم بالبحث والتحليل بما في ذلك تتبع الحطام الفضائي، بأن تبدأ عودة الصاروخ إلى الأرض، هذا السبت، على الساعة 2:16 ظهرا (المنطقة الزمنية الشرقية للولايات المتحدة) فوق المحيط الهندي.
لكن عدم اليقين لا يزال كبيرا، إذ يصل فارق الدقة هنا إلى أكثر من خمس ساعات، ولأن الحطام يستغرق 1.5 ساعة فقط للدوران حول الأرض، لا يزال من الممكن أن تكون نقطة العودة غير محددة ويمكن أن تكون في أي نقطة من أنحاء الكوكب.
وبينما لم تقدم وكالات الفضاء الصينية بيانات عامة عن المسار المداري لجسم الصاروخ، فإنها لا تتوقع أين ومتى سيعود مرة أخرى.
ما هو الخطر ؟
إذا كنت فوق خط عرض 41.5 درجة شمالا أو في القارة القطبية الجنوبية أو الطرف الجنوبي لأميركا الجنوبية تحت خط عرض 41.5 درجة جنوبيًا، فأنت في أمان تام، حسب الصحيفة الأميركية.
كما أن الصاروخ لا يمر فوق أوروبا أو جزء كبير من شمال إفريقيا.
حتى إذا كنت تعيش في مكان ما حيث يمر الصاروخ، فليست هناك “فرصة” مؤكدة أن تقع عليك قطعة من حطام الصاروخ، لكن فرص سقوطه على أحد تظل موجودة.
صاروخ صيني جديد يخرج عن السيطرة ويهوي باتجاه الأرض.. وواشنطن تراقب مساره
من المتوقع أن تسقط بقايا صاروخ صيني على الأرض الأسبوع المقبل، وفقًا لقيادة الفضاء الأميركية، التي تتعقب مساره منذ بداية عودته.
قال تيد مولهاوبت، خبير الحطام الفضائي في شركة Aerospace Corporation: “هذا مصدر قلق حقيقي.. لا ينبغي للصينيين أن يفعلوا هذا”.
لكنه عاد وأضاف: “هذا ليس مدعاة للذعر.. لا أحد يجب أن يتجول مرتديا خوذة”.
ويبقى من الصعب تقدير مقدار المخاطر التي يشكلها الصاروخ لأن تفاصيل تصميمه مجهولة وهي التي تحدد مقدار الحطام الذي قد ينتج عند إعادة دخوله إلى الأرض.
ولم تقدم وكالات الفضاء في الصين أية تفاصيل عن القضية أو تقديراتها للمخاطر.
“ربما راهنوا على أن خطر عمليات الإطلاق ليس كبيرا بما يكفي لتبرير تكاليف تغيير طريقة عمل الصاروخ” يقول تقرير نيويورك تايمز.
وكان هناك إطلاقان آخران من Long March 5B. سقطت القذيفة الأولى على قرى في ساحل العاج في غرب إفريقيا مما تسبب في بعض أضرار في الممتلكات ولكن دون وقوع إصابات، أما الثاني فتناثر في المحيط الهندي.
أين سيقع؟
محمد شوكت عودة، المشرف على برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية، ومدير مركز الفلك الدولي قال في تفسيره العلمي لعودة حطام الصاروخ الصيني المرتقبة اليوم، إن أول ما يحدث عند سقوط الأقمار الصناعية نحو الأرض، هو ارتفاع حرارتها لدى احتكاكها مع الغلاف الجوي فترتفع حرارتها وتبدأ بالتفكك،
وعندما تصل إلى ارتفاع 78 كم تنفجر بسبب شدة الضغط والحرارة وتبقى مشتعلة حتى ارتفاع حوالي 50-40 كم.
وخلال هذه الرحلة، يضيف هذا المختص، “من 120 كم وحتى 40 كم يشاهد في السماء كجرم لامع جدا ومشتعل ويتكون من عدة قطع مضيئة”.
بعد ذلك، تختفي الإضاءة ويكمل سقوطه نحو الأرض سقوطا حرا ولا تمكن مشاهدته إلى أن يصطدم بها.
ويضيف “لا يصل إلى الأرض إلا 10% إلى 40% فقط من كتلة القمر الصناعي الأولية بسبب ما ذكر سابقا”.
رغم ذلك، وبسبب حجم هذا الحطام الكبير فإن ما تبقى منه قد يشكل خطرا على المكان الذي سيسقط عليه حصرا، وحيث أن الماء يشكل 71% من مساحة الأرض، فإن نسبة سقوطه في البحر هي 71% أيضا.
وبحسب تحليل هذا المختص، لا يمكن لأي جهة في العالم معرفة المكان والموعد الذي سيسقط فيه هذا الحطام بالضبط.
يقول عوده إن التنبؤ تشوبه عديد عوامل عدم الدقة لأسباب مختلفة منها معرفة الهيئة التي سيدخل فيها الحطام إلى الغلاف الجوي.
خارطة لأماكن السقوط المتوقعة
الموقع الرسمي لمركز الفلك الدولي نشر خريطة تضمنت احتمالات سقوط الحطام، لكنه قال إنها مرشحة للتغير من حين لآخر نزرا لتغير مساره وتغير جميع المعطيات المتعلقة به، وبحجمه، وسرعته.
وتشير الخارطة التي نشرها المركز إلى موقع سقوط الحطام المتوقع بحسب توقعات برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية، التابع له.
وبحسب المركز، فإن جميع الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في مدارات منخفضة ينتهي بها المطاف بسقوطها نحو الأرض وذلك بسبب احتكاكها المستمر مع الغلاف الجوي.
وحوالي 70% من سقوط الأقمار الصناعية الفعالة غير متحكم به، أي أنه يسقط في وقت ومكان غير محدد.