آخر تحديث قبل 3 ساعة
قالت تايوان إن الصين أرسلت 27 طائرة مقاتلة إلى منطقة دفاعها الجوي وإن 22 منها عبرت خط الوسط الفاصل بين الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي والصين، وسط تصاعد في التوتر في المنطقة.
و أعربت الصين عن غضبها إزاء زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان، وهي أرفع زيارة لمسؤول أمريكي إلى الجزيرة منذ 25 عاما، من خلال الإعلان عن مجموعة من المناورات العسكرية التي ستجريها حول تايوان.
واستدعت الخارجية الصينية السفير الأمريكي في بكين وأوقفت العديد من الواردات الزراعية من تايوان.
وتعتبر بكين تايوان أرضا صينية، لكن تايوان ترفض مزاعم الصين وتتعهد بالدفاع عن نفسها.
وفي أحدث تصعيد للتوتر عبر مضيق تايوان الحساس، قالت تايوان إنها أرسلت طائرات ونشرت أنظمة صاروخية “لمراقبة” الأنشطة الصينية في منطقة دفاعها الجوي.
وكانت تايوان قد اشتكت خلال السنوات الأخيرة من المهام المتكررة التي يقوم بها سلاح الجو الصيني بالقرب من الجزيرة ، وخاصة في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة الدفاع الجوي التايواني.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن المهمة الأخيرة للصين تضمنت إرسال 16 طائرة مقاتلة من طراز سوخوي-30 و 11 طائرة من طرز أخرى.
وقال مصدر مطلع على خطط تايوان الأمنية لوكالة “رويترز” إن الـ 22 طائرة التي عبرت خط الوسط لم تحلق في عمق المنطقة العازلة غير الرسمية.
وفي العادة لا تعبر الطائرات من كلا الجانبين خط الوسط.
وقالت تايوان في وقت مبكر الأربعاء إن جانبا من المناورات العسكرية الصينية المقررة ستجرى داخل منطقة الدفاع الجوي والبحري التايوانية التي تمتد لمسافة 12 ميلا بحريا، وهي خطوة غير مسبوقة وصفها مسؤول عسكري كبير في تايوان بأنها “تصل إلى مستوى الحصار البحري والجوي لتايوان”.
وقالت بيلوسي في ختام زيارتها لتايوان إن الصين لا يمكنها منع قادة العالم من زيارة الجزيرة.
وقالت بيلوسي في بيان: “من المؤسف أن تايوان مُنعت من المشاركة في الاجتماعات العالمية، وكان آخرها اجتماع منظمة الصحة العالمية، بسبب اعتراضات من قبل الحزب الشيوعي الصيني”.
وأضافت: “في الوقت الذي يمكنهم (الصينيون) منع تايوان من إرسال قادتها إلى المنتديات العالمية، فإنهم لا يستطيعون منع قادة العالم أو أي أحد من السفر إلى تايوان للتعبير عن الاحترام لديمقراطيتها المزدهرة ولإبراز نجاحاتها العديدة ولكي نعيد التأكيد على التزامنا بالتعاون المستمر”.
ردود فعل دولية
وفي ردود الفعل الدولية، أعرب وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى عن قلقهم إزاء “الأفعال التهديدية” من جانب الصين بخصوص مضيق تايوان.
وحذروا، في بيان رسمي، من أن أفعال الصين “تخاطر بحدوث تصعيد غير ضروري” ودعوا بكين إلى عدم السعي إلى “تغيير الوضع الراهن من جانب واحد بالقوة” في المنطقة.
وكانت بيلوسي قد غادرت تايوان في وقت مبكر الأربعاء، بعد زيارة عدّتها الصين “استفزازية”.
وقالت خلال الزيارة إن الوفد الأمريكي “جاء ليقول بشكل لا لبس فيه إننا لن نتخلى عن التزامنا تجاه تايوان وإننا فخورون بصداقتنا الدائمة”.
وأكدت رئيسة تايوان تساي إنغ ون الأربعاء على أن بلادها “لن تتراجع” في مواجهة تهديد الصين.
وخلال لقاء مع تساي في تايبيه، قالت بيلوسي إنها جاءت إلى المنطقة “بسلام”، مؤكدة في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزاماتها حيال الجزيرة الديموقراطية التي تعيش تحت التهديد الدائم بغزو صيني.
تدريبات بالذخيرة الحية
وفي الولايات المتحدة، قال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن زيارة بيلوسي تتماشى مع سياسة الولايات المتحدة وهي التأكيد على وحدة الصين (صين واحدة) ولا داعي لتحويل (زيارة بيلوسي) إلى أزمة.
كانت وسائل إعلام حكومية في الصين قد أكدت في وقت سابق أن الجيش سيجري تدريبات بالذخيرة الحية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الأربعاء، مع منع جميع السفن والطائرات المدنية من دخول مناطق التدريبات.
كما أوقفت الصين الاستيراد من 35 منتجاً للبسكويت والمعجنات التايوانيين، في تحذير قبيل زيارة بيلوسي.
ويعد البسكويت والمعجنات من العناصر التجارية الهامة بين تايوان والصين، بما في ذلك هونغ كونغ.
وكان حوالى ثلثي الصادرات من تايوان في عام 2021 من البسكويت والمعجنات بقيمة إجمالية 646 مليون دولار، حسبما ذكرت وسائل الإعلام التايوانية.
وفي عام 2020، بلغت القيمة 660 مليون دولار ومثلت 37 في المئة من إجمالي الصادرات.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 100 شركة في تايوان ستضطر إلى التوقف عن التعامل مع الصين بعد سريان العقوبة.
ما هي سياسة “الصين الواحدة”؟
منذ عام 1979، وافقت الولايات المتحدة على الاعتراف بسياسة “الصين الواحدة”.
هذا يعني أن الولايات المتحدة تعترف بموقف الصين، وأن هناك حكومة صينية واحدة فقط.
وبموجب هذه السياسة، تتمتع الولايات المتحدة بعلاقات رسمية مع الصين، وليس تايوان.
لكن الولايات المتحدة لا تزال تدعم الجزيرة وقد وعدت بمساعدتها في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك إمدادها بالأسلحة.
وتمثل سياسة “صين واحدة” حجر الزاوية الرئيسي للعلاقات الصينية الأمريكية.
ويهدد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين باستخدام القوة، إذا أعلنت تايوان استقلالها رسميًا.