التخطي إلى المحتوى

رجّح أكاديمي تركي بارز تعرض بلاده لانهيار اقتصادي سريع مثلما حصل في سريلانكا، مستنداً بتوقعاته هذه إلى ارتفاع معدلات التضخم، وهو أمر سبق أن حذّر منه محليون آخرون في تركيا التي تعاني أزمة اقتصادية منذ سنوات فاقمتها الحرب الروسية ـ الأوكرانية أكثر فأكثر، فهل من الممكن أن يحدث انهيار مالي سريع في البلاد؟

البروفيسور التركي وعالم الاقتصاد كوركوت بوراتاف، لم يستبعد حصول انهيار اقتصادي في تركيا مشابه لما حصل في سريلانكا، لاسيما أن العملة المحلية تتراجع مجدداً أمام العملات الأجنبية، الأمر الذي سيستمر لبضعة أشهر أخرى، بحسب البروفيسور التركي.

وتوقع بوراتاف أن تتراجع الليرة التركية أمام الدولار الأميركي لتتجاوز عتبة الـ 25 ليرة أمام الدولار الواحد في الأشهر المقبلة رغم توقعاته بتسجيل تعويض جزئي في عجز التجارة الخارجية بفضل عائدات السياحة في فصل الصيف.

وتعليقاً على ذلك قال الخبير المالي والاقتصادي التركي آرينتش يلدان، إن “الليرة التركية من المحتمل أن تتراجع أكثر في الفترة المقبلة على خلفية التوقعات الضعيفة بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وسوء إدارة الاقتصاد التركي، وهو ما يعني تفاقم الأزمة الاقتصادية الحالية”.

وأضاف لـ “العربية.نت” أن “البنك المركزي التركي شارك توقعاته للتضخم اليوم وتظهر استمرار التضخم المرتفع في نطاق 80-85٪ حتى أواخر شهر أكتوبر المقبل، وتبدو هذه التقديرات الرسمية هشة ومتشائمة للغاية، الأمر الذي ينذر باحتمال المزيد من الفوضى المالية”.

ولم يستبعد الخبير المالي والاقتصادي حدوث مشاكل أمنية حال استمرار الأزمة الاقتصادية الراهنة في تركيا. وقال في هذا الصدد إن “تكرار ما حصل في سريلانكا في تركيا، هو أمر من الصعب تنبؤه، إلا أنه يمكن لاستمرار الأزمة الاقتصادية أن تتيح الفرص أمام حدوث مشاكل أمنية”.

وكان محافظ البنك التركي شهاب كافجي أوغلو، قد قال اليوم الخميس إن تضخم المستهلكين سيتباطأ إلى 19.2%، في نهاية العام المقبل قبل أن يصل إلى 8.8% في عام 2024. والهدف الرسمي للبنك هو 5%.

كما كشف كافجي النقاب عن أحدث توقعاته وتقرير التضخم الفصلي في مؤتمر صحافي في أنقرة.

وقال إن تضخم أسعار المستهلكين في تركيا ظل أعلى من الاتجاه المتوقع في يونيو/حزيران لكن التضخم الأساسي أظهر توقعات أكثر إيجابية.

وأضاف كافجي أوغلو في استعراضه للتقرير الفصلي عن التضخم أن مساهمة الطلب في خفض التضخم ستصبح أكثر وضوحاً في النصف الثاني من هذا العام.

وكانت آخر البيانات الرسمية قد كشفت أن معدل التضخم السنوي في تركيا قفز إلى أعلى مستوى في 24 عاماً عند 78.62% في يونيو، وهو أعلى بقليل من التوقعات، مدفوعاً بتأثير الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار السلع وتراجع الليرة منذ أزمة ديسمبر.

وذكر معهد الإحصاء التركي، إن أسعار المستهلكين ارتفعت 4.95% على أساس شهري مقارنة مع توقعات استطلاع لوكالة “رويترز” عند 5.38%. وسنوياً، كان من المتوقع أن يبلغ تضخم أسعار المستهلكين 78.35%.

Scan the code