أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– حين أفادت تقارير بأن نادي الهلال السعودي خطط لتقديم عرض بقيمة 1.1 مليار دولار للتعاقد مع نجم كرة القدم الفرنسي كيليان مبابي، بما فيها 332 مليون دولار لناديه باريس سان جيرمان، بالإضافة إلى راتب مذهل قدره 775 مليون دولار، وذلك لمدة عام واحد فقط، تصاعدت الانتقادات ووصفها النقاد بأنها “غسيل رياضي”.
ربما كان مبابي قد رفض العرض في يوليو، ولكن نيمار جونيور قال نعم للهلال بعد شهر، حيث انتقل النجم البرازيلي من باريس سان جيرمان في صفقة تبلغ حوالي 98.5 مليون دولار (90 مليون يورو) مع بعض الإضافات، بحسب تقارير متعددة.
أنفقت أندية الدوري السعودي للمحترفين ما يقرب من مليار دولار في فترة انتقالات قياسية، وبحسب “ديلويت” قد استحوذت على 94 لاعبًا أجنبيًا من الدوريات الأوروبية الكبرى: الدوري الفرنسي، الدوري الإسباني، الدوري الإيطالي، الدوري الألماني، والدوري الإنجليزي.
على الرغم من السجل السيئ للدولة العربية في مجال حقوق الإنسان، فإن فورة الإنفاق السعودي لتحويل دوري كرة القدم المحلي إلى منافسة حقيقية مرصعة بالنجوم تظهر مدى جدية طموح المملكة.
أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنه لا “يهتم” بوصف استثمارات البلاد في الرياضة بأنها “غسيل رياضي”. وقال محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بُثت فجر الخميس: “حسنًا، إذا كان الغسيل الرياضي سيزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1%، فسأستمر في ممارسة الغسيل الرياضي”.
وعندما سُئل عما إذا كان منزعجًا من استخدام هذا المصطلح، تابع محمد بن سلمان: “لا أهتم. لقد حققت نموًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1% من خلال الرياضة، وأهدف إلى تحقيق 1.5% أخرى. سمها ما شئت، سوف نحصل على نسبة 1.5% تلك”.
اجتذبت الأندية السعودية، التي استحوذ صندوق الاستثمارات العامة السيادي في البلاد (PIF) على العديد منها، بالفعل بعضًا من أكبر الأسماء في هذه الرياضة.
يريد الدوري السعودي الممتاز من خلال جذب بعض من أكبر نجوم العالم إلى دول الخليج “تحفيز القدرة التنافسية داخل وخارج الملعب”، على الرغم من حرصه على التأكيد على أن هؤلاء اللاعبين الأجانب سيساعدون في تطوير “المواهب السعودية الشابة”.
كان صندوق الاستثمارات العامة الذي تسيطر عليه الحكومة قد زاد القيمة التراكمية لهذه الأندية الأربعة ما يقرب من خمس مرات خلال فترة الانتقالات الصيفية هذه، مما جعلها الأكثر قيمة في البلاد، وفقًا لتقديرات موقع “ترانسفير ماركت”.
قال الكثير من النجوم البارزين الآخرين نعم بلهفة للدوري السعودي للمحترفين، ولا سيما الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2022 كريم بنزيما الذي انضم إلى الاتحاد في نهاية عقده مع عملاق كرة القدم الإسباني ريال مدريد.
وفقًا لبيانات “ترانسفير ماركت”، أنفقت الفرق الأربعة المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة ما يقرب من 900 مليون دولار (835.1 مليون يورو) على شراء نخبة اللاعبين الدوليين مع اقتراب فترة الانتقالات الأوروبية من نهايتها، ما جعلها ضمن أفضل 20 ناديًا في العالم من حيث الإنفاق على الانتقالات إلى جانب عمالقة كرة القدم من إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا.
وكان الهلال وحده قد دفع أكثر من 378 مليون دولار (353 مليون يورو)، أي أكثر من باريس سان جيرمان وأرسنال، مما يجعله ثاني أكبر منفق هذا العام.
وينضم اللاعبون الذين تم الاستحواذ عليهم حديثًا إلى كريستيانو رونالدو الفائز بجائزة الكرة الذهبية خمس مرات، والذي لديه عقد مع النصر لمدة عامين حيث يحصل على مبلغ مذهل يقدر بـ 200 مليون دولار سنويًا، وفقًا لوسائل الإعلام السعودية المملوكة للدولة، مما يجعله حاليًا لاعب كرة القدم الأعلى أجرًا في العالم.
يلعب اليوم 21 من أغلى لاعبي كرة القدم في المملكة العربية السعودية من حيث قيمة الصفقة -جميعهم من النجوم العالميين- في الأندية المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
على الرغم من النفقات المالية، لا يزال الدوري السعودي للمحترفين يلتزم الصمت بشكل متعمد بشأن تفاصيل مقامرته المالية، حيث أكد كارلو نهرا، الرئيس التنفيذي للعمليات، لـ CNN Sport أنه “ليس من الميزة التنافسية للدوري” الإعلان عن الرواتب المقدمة للاعبين والمدربين.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة أصولا تحت الإدارة بقيمة 777 مليار دولار، وفقاً لأحدث بياناته، مع طموحات أن تصل إلى تريليون دولار في غضون بضع سنوات. وكان قد استحوذ في عام 2021 على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، قبل التركيز على الاستثمارات في الداخل. يعد النادي الآن أيضًا من بين الأكثر إنفاقًا على اللاعبين.
تحاول الأندية السعودية غير المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة أيضًا لفت أنظار اللاعبين الكبار، حيث عرض على قائد ليفربول السابق جوردان هندرسون، 33 عامًا، راتبًا مذهلًا قدره 870 ألف دولار (700 ألف جنيه إسترليني) أسبوعيًا، وفقًا لتقارير متعددة، بما يقدر بنحو 15 مليون دولار (12 مليون جنيه إسترليني) للانتقال من ليفربول إلى فريق الاتفاق السعودي.
وفي مقابلة حديثة مع صحيفة “أتليتيك”، قال هندرسون إن هذه الأرقام “ليست صحيحة”.
وقال سايمون تشادويك، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في كلية “سكيما” لإدارة الأعمال، لشبكة CNN: “الإشارة في الأساس هي أننا نعني الأعمال التجارية”.
قال تشادويك، واصفًا نهج السعودية في أن تصبح قوة رياضية عظمى: “لدينا الكثير من المال لدرجة أنه بالنسبة للاعب يقترب من نهاية مسيرته، يمكننا أن ندفع له 700 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، أو أي شيء آخر يتقاضاه، ولدينا كريستيانو رونالدو وما زلنا موجودين في السوق من أجل لاعبين آخرين”، مضيفًا أنه لا يوجد سقف للتكلفة.
حب السعوديه لكرة القدم
تسير المملكة العربية السعودية على خطى العديد من الدول الأخرى بما فيها الصين وقطر، في استثمار مبالغ كبيرة من المال لمحاولة تحويل نفسها إلى مراكز قوة في كرة القدم.
ويبقى أن نرى ما إذا سوف يكون للاستثمار السعودي المعزز تأثير دائم أم سيشبه شيئاً كالجهد المكلف لتغيير العلامة التجارية.
شارك المنتخب السعودي في عدة بطولات لكأس العالم، وفازت أندية البلاد بالعديد من الألقاب الآسيوية. تم الترحيب بانتصار السعودية على الأرجنتين خلال كأس العالم في قطر العام الماضي باعتباره أحد أعظم المفاجآت في تاريخ البطولة، حيث منح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إجازة وطنية تقديراً للفوز.
يمكن لمباريات الأندية أن تجتذب حشودًا كبيرة في دول الشرق الأوسط. قال تشادويك: “على سبيل المثال، في مباراة الاتحاد ضد الهلال، أنت تتحدث عن جذب جماهير تقدر بـ 40 و50 و60 ألف شخص، يمكن مقارنة هذه المباريات من حيث الحجم بمباراة تشيلسي ضد أرسنال، ومانشستر يونايتد ضد مانشستر سيتي”.
وفقًا لكيران ماغواير، المضيف المشارك لبودكاست The Price of Football، إن شراء اللاعبين النجوم، الذين يمكن القول إن بعضهم قد تجاوزوا ذروة حياتهم، يوفر أيضًا فوزًا سهلاً للفرق السعودية.
أضاف ماغواير: “من وجهة نظر السلطات السعودية، هم يحصلون على منتج جاهز. الجميع سمع عن بنزيما، لقد سمع الجميع عن كريستيانو رونالدو وما إلى ذلك”.
لا تنتهي الطموحات الرياضية السامية للمملكة العربية السعودية عند الدوري السعودي للمحترفين أو نيوكاسل يونايتد. تستضيف البلاد كأس العالم للأندية 2023، وتسعى لاستضافة كأس آسيا 2027.
كما أشارت العديد من التقارير الإعلامية إلى أن المملكة كانت تدرس تقديم عرض لاستضافة كأس العالم للرجال 2030 إلى جانب اليونان ومصر، على الرغم من تقارير أشارت إلى أنها تدرس سحب ترشيحها.
في الوقت نفسه، وافق الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم على عقد سيشهد إقامة كأس السوبر الإسباني في المملكة العربية السعودية حتى عام 2029، وهي صفقة ستكسب الهيئة الحاكمة الإسبانية ما بين 35-45 مليون يورو (38-48 مليون دولار) في السنة.
جذاب للشباب
تتمتع المملكة العربية السعودية بتعداد سكاني شاب للغاية: فقد كشف أحدث إحصاء سكاني للبلاد أن 32.2 مليون شخص يعيشون في البلاد، ما يقرب من 42% منهم من الرعايا الأجانب، و51% من سكان السعودية تحت سن 30 عامًا. تقول السلطات السعودية إن أكثر من 80% من هؤلاء السكان يلعبون أو يحضرون أو يتابعون كرة القدم، الرياضة الوطنية.
ويوضح تشادويك أن حكومة المملكة العربية السعودية تشعر بالقلق إزاء احتمال تحول أفراد المجتمع الأصغر سناً إلى التطرف أو ظهور مشاعر مناهضة للحكومة مثل تلك التي ظهرت في الربيع العربي، وتتطلع إلى أن تقدم لسكانها صناعة كرة قدم مزدهرة لإرضائهم.
يضيف تشادويك أنه رغم أن صناعة كرة القدم تولد فرصًا للعمل، والإيرادات، وعائدات التصدير والاستثمار الداخلي، فإن “الأمر الأكثر أهمية هو أمن العائلة الملكية”.
حقق الربيع العربي، وهو موجة من الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2011، نتائج مختلطة. تمت الإطاحة بأربع طغاة عرب في ليبيا واليمن ومصر وتونس، مما قدم إحساسًا قصيرًا بالنصر للمحتجين، ولكن منذ ذلك الحين، أدت الحروب الجديدة إلى تراجع الحركات الشعبية في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، أعقبت الانتفاضات الفاشلة في البحرين وشرق المملكة العربية السعودية حملات قمع استمرت لسنوات والحرب الأهلية المستمرة في سوريا.
قال تشادويك: “ما بدأنا نراه في المملكة العربية السعودية الآن هو ظهور عقد اجتماعي جديد. إن العقد الاجتماعي يلبي بشكل أساسي احتياجات الجيل Z”.
وأوضح تشادويك: “هل تريد رونالدو؟ لقد حصلت عليه. هل تريد بعضًا من أفضل فرق كرة القدم في العالم؟ لقد حصلت عليها. هل تريد أن يأتي كأس العالم إلى السعودية؟ لقد حصلت عليه.. لكن لا تسألنا”.
ويوافق ماغواير على ذلك، مشيرًا إلى أن الاستثمار في كرة القدم “يمكن اعتباره جزءًا من خطة اجتماعية واقتصادية أوسع بكثير، تديرها السلطات السعودية”.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك “زيادة كبيرة في عدد السعوديين الذين اعتقلتهم السلطات، على سبيل المثال، بسبب نشر تعليقات سلبية على وسائل التواصل الاجتماعي حول البلاد” هذا العام، حسبما قال تشادويك لشبكة CNN.
قالت منظمة العفو الدولية “أمنستي” لشبكة CNN إنها وثقت التراجع في حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك حملة القمع المتصاعدة ضد حرية التعبير والاستخدام المتزايد لقوانين مكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية لإسكات المعارضة. وقالت المنظمة إنها وثقت بين عامي 2022 و2023 زيادة في الملاحقات الجنائية مقارنة بالسنوات السابقة.
وفي عام 2022، أبلغت منظمة العفو الدولية عن أكبر عدد من عمليات الإعدام السنوية في البلاد منذ 30 عامًا، حيث تم إعدام 196 شخصًا.
أوضح جيمس دورسي، مؤلف The Turbulent World of Middle East Soccer، أن “السمعة مهمة من حيث جذب الاستثمار الأجنبي، ومحمد بن سلمان، بقدر ما لديه من قوة مالية كبيرة، يحتاج إلى الاستثمار الأجنبي لتحقيق التنوع”.
تعد المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، ولا يزال ما يقرب من ثلثي دخلها يأتي من بيع الوقود الأحفوري. ولكن مع انخفاض أسعار النفط بانتظام إلى ما دون ما تحتاجه الدولة الخليجية لتحقيق التوازن في ميزانيتها، فقد ركزت جهودها على محاولة جلب الاستثمارات من الخارج إلى جانب جهودها لرفع أسعار النفط.
وفقًا لتشادويك، تشير التوقعات إلى أنه أمام المملكة حوالي 20 عامًا لتنويع اقتصادها لضمان أنها أكثر مرونة، ليس أقلها تمويل مشاريع رؤية 2030، بما في ذلك مدينة نيوم التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، ومدينة طولها 106 أميال تسمى “ذا لاين” وخطة مستقبلية لتجديد العاصمة.
وقال ماغواير: “جزء من الرؤية الكبرى لمحمد بن سلمان، وتطلعه إلى عام 2030، أن لديه الرغبة في جعل المملكة العربية السعودية أقل اعتمادًا على الموارد الطبيعية للنظر إلى اقتصاد ما بعد الوقود [الذي يشمل] السياحة والترفيه. إذا تمكنت المملكة العربية السعودية من أن تصبح مركزًا للأحداث الرياضية الكبرى، فهذه طريقة لجذب الاهتمام للبلاد”.
تواصلت شبكة CNN مع وزارة الرياضة السعودية للتعليق على الادعاءات القائلة إن المملكة تقلل من أهمية حقوق الإنسان، وتستثمر في كرة القدم كوسيلة “لغسل صورتها بالرياضة”.
رداً على الانتقادات السابقة بشأن “الغسيل الرياضي” المزعوم في المملكة العربية السعودية، قال وزير الرياضة في المملكة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل: “الأشخاص الذين لا يعرفون المملكة العربية السعودية، ولم يذهبوا إلى المملكة العربية السعودية من قبل، يخرجون ويتحدثون عنها كما لو أنهم عاشوا هناك لمدة 30 أو 40 عامًا. لذلك أقول للناس دائمًا: تعالوا إلى السعودية. تعالوا وانظروا إلى السعودية”.
وأضاف: “انظروا إلى ما هي عليه، شاهدوا الناس، قابلوا الناس. انظروا إلى ما تفعله البلاد من أجل مستقبل الشعب السعودي، ثم يمكنكم أن تنتقدوا بقدر ما تريدون”.
نقص الشفافية: السعودية تهدد بأنظمة جديدة لحوكمة الرياضة
لقد أحدثت المملكة العربية السعودية بالفعل اضطرابًا في صناعة الغولف، ومع كرة القدم، كما قال ماغواير لشبكة CNN “يشعرون بأنهم يستطيعون القيام بذلك على نطاق أصغر، ولكن ربما، في نهاية المطاف، لإثارة المزيد من الاهتمام من حيث جذب الأنظار إذا سلكوا الطريق نفسه”.
قام صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي تسيطر عليه الحكومة السعودية في عام 2021 بتمويل LIV Golf، بتكلفة قدرها 2 مليار دولار، مما أدى إلى جذب العديد من أفضل لاعبي الرياضة بعيدًا عن جولةPGA ومقرها الولايات المتحدة وجولةDP العالمية ومقرها أوروبا من خلال تقديم جوائز مالية كبيرة بالدولار، حيث أثار جيمي دون عضو مجلس إدارة PGA tour، مخاوف من أن ينتهي بهم الأمر إلى “امتلاك لعبة الغولف”.
في وقت سابق من هذا العام، أعلنت PGA tour ومقرها الولايات المتحدة أنه من المقرر أن تدخل في شراكة مع LIV Golf المدعومة من السعودية، مما أنهى الخلاف الذي أعاق لعبة المحترفين للرجال على مدار العام الماضي، مع تحذير من أن الهيئة الإدارية للرياضة ليس لديها خيار آخر سوى التوصل إلى الهدنة للاحتفاظ بقدر من السيطرة.
وقال في جلسة استماع مثيرة للجدل بمجلس الشيوخ بشأن الهدنة بين الجولتين: “لديهم أفق غير محدود ومبلغ غير محدود من المال”.
عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، استبعد ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، التهديد التنافسي الذي يمكن أن يشكله الدوري السعودي للمحترفين.
وقال الشهر الماضي: “على حد علمي، مبابي و[إيرلينغ] هالاند لا يحلمان بالمملكة العربية السعودية. لا أعتقد أن أفضل لاعبين في ذروة حياتهما المهنية سيذهبان إلى المملكة العربية السعودية”. وأضاف “عندما يتحدث الناس معي عن اللاعبين الذين ذهبوا إلى هناك، لا أحد يعرف أين يلعبون”.
أما مدرب ليفربول، يورغن كلوب، فقد اتخذ وجهة نظر مختلفة، مشيرًا إلى حقيقة أن فترة الانتقالات الصيفية السعودية تظل مفتوحة بعد أن ترى الأندية الأوروبية إغلاق فترتها: “لا أعرف مدى استقرارها وأعتقد أن الأسبوعين المقبلين سيظهران مدى التحدي، لأنه مهما يحدث هناك لا يمكن لأحد أن يتفاعل بعد الآن”.
وأضاف: “لا أعرف إلى أين سيؤدي ذلك، لكن الأمر يبدو وكأنه تهديد أو قلق لأنني لا أستطيع أن أرى كيف ننكر ذلك حقًا في هذه اللحظات، ماذا يمكننا أن نفعل؟”.
ومع ذلك، يقول مدير كرة القدم الجديد في الدوري السعودي للمحترفين، مايكل إيمينالو، إن ما تفعله كرة القدم السعودية “لا يختلف عما فعله الدوري الإنجليزي الممتاز”.
وقال إيمينالو في بيان صحفي أرسل إلى CNN: “كان هناك وقت عندما كان كل شيء يتعلق بإيطاليا. كان هناك وقت عندما كان كل شيء يتعلق بإسبانيا. ما نبحث عنه في الصناعة هو فرصة للمنافسة، والتنافس على نطاق متساو وتحسين كل ما هو موجود في الصناعة”.
وقال كارلو نهرا، الرئيس التنفيذي الجديد للدوري السعودي للمحترفين، لشبكة CNN، إن هناك منطقًا وراء استراتيجية الدوري المتمثلة في المال، ولا مانع من جذب النجوم العالميين.
وأضاف: “لا يمكننا أن نتوقع أن ندفع القيمة السوقية لإغراء الناس بالمجيء إلى هنا في هذه المرحلة المبكرة من تطورنا”.
لكن المحللين يقولون إن الفرق يكمن في مستوى الشفافية، الذي “ببساطة غير موجود في المملكة العربية السعودية”، كما أوضح تشادويك لشبكة CNN.
لدى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) قواعد اللعب المالي النظيف (FFP) بشأن إنفاق الفرق، في حين أن الدوري الأمريكي لكرة القدم لديه حد أقصى لرواتب أنديته.
وقال نهرا لشبكة CNN إن البلاد تريد في نهاية المطاف أن يكون 0.3% من ناتجها المحلي الإجمالي من كرة القدم لجعلها مماثلة لما يشكله الدوري الإنجليزي الممتاز بالنسبة لاقتصاد المملكة المتحدة ارتفاعًا من قيمتها الحالية القريبة من الصفر حاليا.
وأوضح ماغواير: “ليس لديهم فرصة للوصول إلى هذا الرقم في الوقت الحالي”، لكنه أضاف أن الدوري السعودي للمحترفين ربما ينتقل إلى المراكز العشرة الأولى في الدوريات المحلية في العالم. وأضاف “هذا ممكن بالنظر إلى حجم الأموال التي ينفقونها”.
وتابع ماغواير قائلا: “أعتقد أنهم واقعيون، لا يقولون إنهم سيتفوقون على الدوري الإسباني أو الدوري الإنجليزي الممتاز أو الدوريات الأوروبية الكبرى”.
عندما قارن معهد “بيترسون” للاقتصاد الدولي صناديق الثروة السيادية في العالم بناءً على معايير تشمل الحوكمة والشفافية والمساءلة في عام 2019، سجل صندوق الاستثمارات العامة أقل بكثير من المتوسط في مقياس يجمع بين هذه المعايير، وجاء ضمن العشرة الأدنى من بين 64 صندوقًا، أعلى بقليل من صندوق الاستثمار الروسي المباشر.
تواصلت CNN مع صندوق الاستثمارات العامة للحصول على مزيد من التعليقات حول استثماراته في الرياضة، وخاصة كرة القدم والغولف، والانتقادات حول افتقاره إلى الشفافية.
وأثار تشادويك مخاوف بشأن كيف أن الافتقار إلى القواعد المالية التي تؤثر على الأندية السعودية قد يخفف من لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، وكذلك تلك الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز، أو يؤثر على أنظمة إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وقد أثار الافتقار إلى الشفافية في صندوق الثروة السعودي بالفعل الشكوك في مجالي الغولف والمجال السياسي في الولايات المتحدة. في وقت سابق من هذا الصيف، أطلقت اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات بمجلس الشيوخ تحقيقًا حول اتفاقية جولة PGA مع LIV Golf التي يسيطر عليها صندوق الاستثمارات العامة.
وقال تشادويك لشبكة CNN إنه طالما لا توجد منظمة مستقلة تراقب التقارير المتعلقة بالمساعي المالية لكل دوري، “فلا أحد يعرف على وجه اليقين ما هي المعلومات المالية الدقيقة”.
قول تشادويك: “هذا الفراغ [من المعلومات]، وعدم اليقين مغلف بقشرة من جماعات الضغط، التي تهدف إما إلى المبالغة في تضخيم أو التقليل من قيم انتقالات اللاعبين ومعلومات الرواتب لأنها تخدم غرضًا سياسيًا”.
وأضاف: “يبدو الأمر كما لو أن لاعبي كرة القدم أصبحوا نوعا من البيادق الجيوسياسية في بعض النواحي”.