التخطي إلى المحتوى

ربما ستصبح هذه واحدة من أكثر الصور شهرة في تاريخ الرياضة الإنكليزية: لاعبة منتخب كرة القدم كلوي كيلي تخلع قميصها على طريقة الرجال احتفالا بإحراز هدف، وتعدو في سعادة عامرة، في حمالة صدر بيضاء من صناعة “نايكي”.

الصورة جاءت بالتزامن مع تتويج إنكلترا، الأحد، ببطولة أمم أوروبا للسيدات لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها، بعد فوزها على ألمانيا 2-1 في مباراة تاريخية، بملعب ويمبلي الشهير شهدت حضورا جماهيريا حطم الرقم القياسي لأي مباراة نهائية لهذه البطولة القارية، على مستوى الرجال أو السيدات.

الانتصار الذي احتفى به الإنكليز بشكل استثنائي أثار تساؤلات من نوع آخر يرتبط بأمر أنثوي تماما، هو تأثير “حمالات صدر” اللاعبات، ودورها في انتصار “اللبؤات” التاريخي، وهو اللقب الشهير للمنتخب الإنكليزي للسيدات.

قبل انطلاق “اليورو”، قدم خبراء وصفات خاصة بحمالات الصدر للاعبات إنكلترا، لزيادة إحساسهن بالراحة خلال المباريات، وضمان حصولهن على الدعم المناسب، ووفقًا لأحدث بياناتهم، فقد تكون حمالات الصدر هذه، قد عززت الأداء الرياضي للاعبات أيضًا.

ونقلت “الغارديان” عن البروفيسور جوانا ويكفيلد-سكور، من جامعة بورتسموث، التي قادت المشروع، قولها: “تشير الدلائل إلى أن حمالات الصدر الرياضية لها فوائد في الأداء، وفوائد للراحة، وفوائد صحية، لذلك أقول إنها لا تقل أهمية، في تدريب الإناث، عن ما يقدمه المدربون”.

وخلال الفترة التي سبقت أولمبياد طوكيو، وأولمبياد المعاقين عام 2021، قدمت ويكفيلد-سكور وزملاؤها وصفات طبية لـ 112 رياضية بريطانية. وقبل ذلك كان معظم الريا ضيات يستخدمن حمالات صدر فضفاضة غير ملائمة، توفر دعما محدودا، وقد أبلغ الكثيرمنهن عن الإحساس بألم في الثدي.

وبعد 4 أسابيع، من استخدام الحمالات الجديدة، أفادت 87% من الرياضيات باستفادتهن من الوصفات الطبية، وقال 17% إنها حسنت من أدائهن الرياضي.

وقالت ويكفيلد-سكور: “كنا سعداء لأن ذلك يعني أنهن لاحظن اختلافًا في أدائهن في الملاعب، أو في أي مكان آخر، وكان هذا الاختلاف نتيجة لتغيير حمالات الصدر”.

وتندرج حمالات الصدر الرياضية على نطاق واسع في واحدة من فئتين: هناك حمالات ضاغطة تساعد على تقليل حركة الثدي عن طريق الضغط بشكل مسطح على الصدر، وحمالات الصدر المغلفة التي تدعم كل ثدي في “أكواب” فردية.

وقالت ويكفيلد سكور: “تعتبر حمالات الصدر الرياضية الضاغطة ذات النمط العلوي شائعة جدًا في كرة القدم”. “يمكن أن تكون فعالة بشكل معقول لصاحبات الصدور الصغيرة، ولكن هناك أيضًا بعض حمالات الصدر الهجينة التي تبدو وكأنها بلوزة قصيرة، لكنها تضمن مزيدا من الدعم، وهو ما كانت ترتديه كلوي (كيلي)”.

وهذا الدعم مهم، إذ أشارت الأبحاث السابقة إلى أن ارتداء حمالة صدر غير مناسبة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات متعددة، من ألم الثدي وترهل الأنسجة إلى تهيج الجلد.

كما تبين أن الركض بصدرية ضعيفة الدعم يعمل على تقصير خطوات المرأة بما يصل إلى 4 سم، وهو ما يوازي إضافة ميل كامل إلى بسباق الماراثون.

وتضيف ويكفيلد-سكور: “أظهرت أبحاثنا أيضًا انخفاضًا في نشاط العضلات في الجزء العلوي من الجسم نتيجة لعدم ارتداء حمالة صدر مناسبة، مما يعني أن (استخدام النوع المناسب) يمكن أن يتيح الاستمرار لفترة أطول قليلاً في جلسات التدريب قبل حدوث الشعور بالإرهاق”.

وتوضح حسب الغارديان: “إذا كنت تمارسي الرياضة وكان الثديان يتحركان كثيرًا  فأنت تعملي بشكل أكبر في الجزء العلوي من جسمك لمحاولة إيقاف هذه الحركة.”

وقبل يورو السيدات، قدمت ويكفيلد-سكور تعليمًات عامة بشأن حمالات الصدر للاعبات منتخب إنكلترا،  تلتها جلسات فردية. وقالت: “نظرنا إلى احتياجاتهمن من حمالات الصدر وأي مشكلات تواجههن مع حمالات الصدر الرياضية ، ثم وصفنا لهم حمالات الصدر الرياضية (المناسبة) بما في ذلك حمالة الصدر الرياضية التي رأينا كلوي تعرضها للجميع”.

“لقد كانت حمالات صدر جاهزة ، لكننا وجدنا أن اللاعبات يقدرن حقًا المعلومات المتعلقة بالحمالات الملائمة، والأنماط التي تناسبهن بشكل أفضل. هناك بعض المنتجات الجيدة حقًا التي يمكن أن تفيد مع نخبة الرياضيين”.

وإلى جانب دفع المزيد من النساء على ممارسة كرة القدم، ربما تكون كيلي، قد دفعت عن غير قصد إلى ازدهار مشتريات حمالة الصدر الرياضية.

وحسب الأرقام المعلنة فقد ارتفعت المبيعات بنسبة 140% خلال عطلة نهاية الأسبوع ، بينما كانت هناك زيادة بنحو عشرة أضعاف في عمليات البحث على غوغل عن “حمالة الصدر الرياضية” من نايكي، عقب المباراة النهائية.

واعتبرت ويكفيلد-سكور أن هذا ليس بالأمر السيء، مشيرة إلى أن ذلك يمكن أن يدفع الشركات لمزيد من البحث والتطوير، وتابعت: “أعتقد أن العامة يمكنهن الحصول على فوائد حقيقية من ارتدائها، ويمكن ارتداؤها طوال اليوم”.

Scan the code