التخطي إلى المحتوى

في ظل تواصل التظاهرات التي دعا لها التيار الصدري في العراق رفضا لمرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة، تداولت صفحات وحسابات عراقية على مواقع التواصل فيديو قيل إنه يظهر انضمام حشد من أنصار التيار الصدري إلى الاحتجاجات. لكن هذا الفيديو منشور في الحقيقة عام 2019 أثناء الاحتجاجات الواسعة التي شهدها البلد آنذاك.

ويظهر في الفيديو حشد من المتظاهرين يحملون أعلاما عراقية ورايات حمراء، وتسمع هتافات تعلن وصول “الكعباوية”، أو أبناء عشيرة بني كعب، إحدى أكبر عشائر جنوب العراق، إلى مكان تظاهر أو اعتصام، ويسمع أحد الموجودين في المكان قائلا “حيّا الله بني كعب”.

وجاء في التعليقات المرافقة “عشيرة بني كعب تلبي دعوة الصدر”.

جاء في التعليقات المرافقة “عشيرة بني كعب تلبي دعوة الصدر”

ويأتي تداول الفيديو بهذا السياق في ظل استمرار التظاهرات والاحتجاجات التي دعا لها زعيم التيار الصدري اعتراضا على تسمية الإطار التنسيقي، الذي يضم فصائل موالية لإيران، لشخصية يعتبرها مقربة من نوري المالكي، خصمه السياسي، لرئاسة الوزراء، هو محمد شياع السوداني.

ومع تواصل الاحتجاجات واعتصام أنصار الصدر داخل البرلمان الذي اقتحموه قبل أيام، ظهر هذا الفيديو على مواقع التواصل، ما يوحي – أو يدعي صراحة – أنه يصور واحدة من التظاهرات الحديثة في العراق.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول قديم ولا شأن له بالأحداث الأخيرة، وأظهر التفتيش عن مشاهد منه على محركات البحث أنه منشور عام 2019، ما ينفي أن يكون حديثا مثلما ادعت المنشورات المضللة.

ويمكن العثور على الفيديو نفسه على صفحة تحمل اسم “إمارة بني كعب- الموقع الرسمي” يتابعها أكثر من عشرين ألف شخص.

 

ونُشر هذا الفيديو تحديدا في الرابع من نوفمبر عام 2019 تحت عنوان “تظاهرات بني كعب في بغداد ساحة التحرير”.

وفي ذلك الحين، كان العراق يعيش على وقع انتفاضة شعبية هي الأكبر في تاريخه الحديث، ضد النظام السياسي الذي اتهمه المحتجون بالفساد، وتطورت في ما بعد لتشهد مواجهات مع القوات الأمنية ومسلحين أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة عشرات الآلاف بجروح.

وسبق أن أصدرت منصة “تقنية من أجل السلام” المعنية بالرد على الأخبار المضللة، تقريرا فندت فيه هذا الادعاء وبينت أصل الفيديو من عام 2019.

فيديو مواجهات حديثة في محيط المنطقة الخضراء؟

وفي سياق متصل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا في العراق، فيديو ادعى ناشروه أنه لمواجهات بين القوات الأمنية ومناصري “الإطار التنسيقي” المنافس للتيار الصدري، خلال التظاهرة التي نظمت، الاثنين، قرب المنطقة الخضراء في بغداد. إلا أن الفيديو في الحقيقة يعود لمواجهات خلال تظاهرة تلت الانتخابات البرلمانية عام 2021.

ويظهر في الفيديو عدد من المتظاهرين يرمون الحجارة باتجاه عناصر أمن يحتمون بدروعٍ. وجاء في النص المرافق “عاجل اشتباكات بين القوات الأمنية ومتظاهري الإطار التنسيقي في المنطقة الخضراء”.

جاء في النص المرافق "عاجل اشتباكات بين القوات الأمنية ومتظاهري الإطار التنسيقي في المنطقة الخضراء"

جاء في النص المرافق “عاجل اشتباكات بين القوات الأمنية ومتظاهري الإطار التنسيقي في المنطقة الخضراء”

وحظي هذا الفيديو بمئات آلاف المشاهدات من صفحات عراقية عدة بالتزامن مع تظاهر الآلاف من مناصري الإطار التنسيقي، المنافس للتيار الصدري، الاثنين، قرب المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، فيما يواصل مناصرو الصدر اعتصامهم في البرلمان.

وتصاعد التوتر إثر رفض مقتدى الصدر لترشيح محمد شياع السوداني (52 عاما) من قبل الإطار التنسيقي، الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران، لرئاسة الوزراء. واقتحم مناصرو التيار الصدري البرلمان مرتين خلال أقل من أسبوع، وباشروا داخله اعتصاما، السبت.

في المقابل، تظاهر الآلاف من مناصري الإطار التنسيقي بعد ظهر الاثنين، عند الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات حكومية ومقرات دبلوماسية غربية ومقر البرلمان.

وقامت قوات الأمن برش المياه على المتظاهرين لمنعهم من عبور الجسر، بحسب صحفيي فرانس برس.

حقيقة الفيديو

إلا أن الفيديو المتداول لا يوثق مواجهات جديدة خلال هذه التظاهرات، وبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث عنه إلى أنه منشور في مواقع التواصل وضمن بث قنوات إخبارية عدة  تتحدث عن احتجاجات ضد نتائج الانتخابات النيابية، في الخامس من نوفمبر 2021.

وفي ذاك اليوم قتل شخص وأصيب أكثر من مئة آخرين بجروح إثر مواجهات بين قوى أمنية ومتظاهرين مناصرين لفصائل موالية لإيران كانوا يعترضون على نتائج الانتخابات النيابية، وذلك عندما حاول المحتجون اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة في وسط العاصمة، بعد انتخابات برلمانية سجلت فيها القوى الموالية لإيران تراجعا.

Scan the code