التخطي إلى المحتوى

تاريخ النشر:
02 أغسطس 2022 16:41 GMT

تاريخ التحديث: 02 أغسطس 2022 18:30 GMT

فك باحثون أمريكيون، اليوم الثلاثاء، لغز معدن بركاني نادر يُسمى ”تريديميت“ اكتُشف على سطح كوكب المريخ.

وأثبتت خطوة الباحثين تلك أن ”الكوكب الأحمر كان مسرحًا لثوران بركاني قوي منذ أكثر من ثلاثة مليارات من السنين“، بحسب تقرير نشره موقع ”العلوم والحياة“ الناطق باللغة الفرنسية.

وجاء هذا الإثبات بعد أن جرى فحص عينات أخذتها مركبة ”كوريوزيتي روفر“، المصممة للقيام بمهام المراقبة والتحليل، ويبلغ وزنها 899 كيلوغراما، وهي واحدة من أثقل المركبات على الكوكب الأحمر.

وأطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ”ناسا“ المركبة في الـ26 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر لعام 2011، وذلك على متن صاروخ أطلس الخامس، وهبطت في الـ6 من شهر آب/ أغسطس لعام 2012 في فوهة ”غيل“ على سطح المريخ.

وتحمل ”كوريوزيتي“ على متنها مجموعة كاملة من الأدوات العلمية، التي تستخدم للعثور على أي آثار للمياه وتحليل الصخور وقياس تماثل الجزيئات والتقاط صور عالية الدقة.

وتوفر المركبة، وفقًا لتقرير الموقع، كاميرا مجهرية ونظام تحليل طيفي، ومقياس طيف الأشعة السينية، إضافة لمختبري تحليل يمكن لأحدهما إجراء التحليلات المعدنية لتربة المريخ والتحليلات العضوية الأخرى.

وبين التقرير أن فوهة ”غيل“، التي يبلغ قطرها 155 كيلومترًا، نتجت من اصطدامها بجسم كبير يشبه الكويكب منذ 3.8 إلى 3.5 مليار سنة، وهو ما أظهره وجود تل يصل ارتفاعه إلى أكثر من 700 متر، وفي وسط الحفرة يوجد أيضًا ”أيوليس مونس“، وهو جبل يبلغ ارتفاعه 5.5 كيلومتر ويُعرف أيضًا باسم جبل ”شارب“.

وكانت الفوهة، وفقًا لما نقله الموقع عن ”ناسا“، خزانًا ضخمًا للمياه تغذيه أنهار المريخ لملايين السنين.

وفي عام 2016 اكتشفت مركبة ”كيوريوزيتي“ معدنًا بركانيًا يسمى ”تريديميت“.

وفوجئ الباحثون حينها لأنهم لم يتوقعوا العثور على هذا النوع من المعادن، وهو نادر بالفعل على الأرض.

ويعدّ ”تريديميت“ نوعا من ”السيليكا“ البلورية التي تتشكل على الأرض في بعض البراكين عندما تتلامس الحمم شديدة السخونة مع مياه البحر ويتشكّل أثناء الانفجارات البركانية المتفجرة، مثل انفجار جبل سانت هيلين في الولايات المتحدة، الذي وقع في الـ18 من شهر مايو/أيار لعام 1980.

وأوضح التقرير أن البراكين الموجودة على كوكب المريخ هي براكين بازلتية تنتج حممًا غنية بالمغنيسيوم والحديد، لكنها فقيرة جدًا في ”السيليكا“.

وأكد أن ”الشروط اللازمة لتصنيع شكل ثلاثي الأبعاد غير موجودة على المريخ، حيثُ لا توجد حركات تكتونية للصفائح، ولا آثار للبراكين السيليكية وحتى كمية أقل من المياه بكميات كافية لاختراق تربة المريخ بعمق والمشاركة في عملية تكوين جسم ثلاثي الأبعاد“.

وأشار إلى أنه رغم ذلك ليس هناك شك في وجود جسم ثلاثي الأبعاد على سطح المريخ، إذ حددت أدوات التحليل الموجودة على متن المركبة ”كوريوزيتي“ كيميائيًا طبيعة المعدن وحللت هيكله البلوري باستخدام الأشعة السينية.

كما أكد الباحثون أن الجسم ثلاثي الأبعاد، الذي اكتشفته ”كيوريوزيتي“ على سطح المريخ، يأتي من انفجار بركاني متفجر واحد وقع منذ ما بين 3 و3.7 مليار سنة، لافتين إلى أن ذلك يحدث عندما تصل درجة حرارة الوسط الغني بالسيليكا إلى 870 درجة مئوية.

وبينوا أنه ”عندما تصل درجة الحرارة إلى 1470 درجة مئوية يتحول التريديميت إلى كريستوباليت“.

وتابعوا: ”عُثر على هذين المعدنين بواسطة ”كيوريوزيتي“ في طبقة واحدة من صخور المريخ، ووجد فريق العلماء أيضًا الفلسبار والأوبالين السيليكا، وهما صخران شائعان في المناطق البركانية“.

وبرر العلماء ظهور المعدن بالقول إنه منذ 3 مليارات سنة كانت المياه تتدفق على الكوكب الأحمر لملء الأحواض والفوهات.

”وتدريجيًا أدى تبريد الجيب الصخري إلى ظهور معادن غنية بالسيليكا، وفي مرحلة ما انفجرت حجرة الصهارة وجلبت مياه الفوهة إلى الصهارة الغنية بالسيليكا ذات درجة الحرارة العالية جدًا، وتم بذلك استيفاء الشروط لإنشاء جسم ثلاثي الأبعاد“، وفق الباحثين.

وأكد التقرير أن ”الباحثين مقتنعون بأن المريخ لا بد أن يكون فيه نشاط بركاني أكثر تعقيدًا مما يعرفونه حاليًا، ومن المفترض أن تمكّن البعثات المستقبلية من معرفة المزيد عن هذا النشاط البركاني المريخي“.

Scan the code