في مشهد يثبت الفلتان الأمني في منطقة البقاع شرق لبنان و”تسلّط” تجار المخدرات والأسلحة على الدولة وأجهزتها الأمنية، انشغل اللبنانيون على مدى اليومين الماضيين بتسجيل صوتي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد أخطر تجار المخدرات في بعلبك المدعو رمزي زعيتر والمعروف بـ”أبو فيصل” وهو يهدد الجيش وعناصره وبعض العشائر اللبنانية بقتل أولادهم والتنكيل بهم لقيامهم بمداهمة منزله في حي الشراونة أثناء غيابه.
يتباهى بتجارة المخدرات
أتى كلام زعيتر على خلفية مداهمة الجيش لمنزله بحي الشراونة في بعلبك، الذي يضم كبار المطلوبين، علماً أن منزله مجاور لمنزل الفار من وجه العدالة المطلوب “أبو سلّة” الذي سبق واشتبكت معه القوى الأمنية منذ أكثر من شهرين من أجل توقيفه إلا أنه فرّ لجهة مجهولة.
ولعل “اللافت” بالتسجيل الصوتي للمدعو “أبو فيصل” أنه يتباهى بتجارة المخدرات “حتى الموت”، على حد قوله، وبأنه “المموّل الرئيسي في لبنان”، متحدياً الدولة بتوقيفه ومهدداً ضباط الجيش إذا فعلوا ذلك.
ما يطرح علامات استفهام حول جرأته بتهديد الدولة برمتها غير آبه بالعواقب، في وقت أن الجيش اللبناني أعلن الحرب على تجار المخدرات “دون هوادة”.
مُفتعل مشاكل
ويحفل السجل الأمني للمطلوب “أبو فيصل” بالكثير من المخالفات والاعتداءات على القانون والمواطنين.
في الإطار، أوضح مصدر أمني لـ”العربية.نت” أن “رمزي صبحي زعيتر ناشط في تجارة المخدرات ومن أكبر مستورديها من الخارج ومروجيها في الداخل، وهو ناشط في افتعال المشاكل وفرض الخوات على الأشخاص والمرافق العامة آخرها أمس، حيث أقدم وشقيقه على الاعتداء على عمّال في مستشفى “ابن سينا” في منطقة بعلبك لأخذ الكهرباء بالقوة”.
ولفت إلى أن “أبو فيصل مطلوب بموجب عدة وثائق إطلاق نار في اتجاه منازل عناصر أمنية وإطلاق نار وقذائف نتج عنه إصابة مدنيين، كما أقدم على إطلاق نار في اتجاه مستشفى ابن سينا”.
تهديد بقتل أطفال الضباط
وبالإضافة إلى “مفاخرته” بتجارة الممنوعات، هدد المطلوب “أبو فيصل” بأنه سيقتل أطفال الضباط الذين لبسوا الأقنعة أثناء مداهمة منزله وقاموا بشتم النساء داخله، وأنه سيدفع مئات آلاف الدولارات لمعرفة هوياتهم، حسب ادعائه.
في السياق، أكد المصدر الأمني: “سنواصل حربنا على تجار المخدرات من بينهم المطلوب “أبو فيصل” زعيتر الذي داهمنا منزله أكثر من مرة وهو الآن فار من وجه العدالة”.
“الجيش لا يحتاج لغطاء سياسي”
من جهة ثانية، أوضح محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر لـ”العربية.نت” أن “الجيش لا يحتاج إلى غطاء من أي جهة سياسية للقيام بواجباته الأمنية، وهو وضع خطة أمنية في المنطقة تختلف عن سابقاتها لجهة تنفيذ عمليات أمنية متفرّقة من دون الحضور الأمني الظاهر على الأرض”.
وقال إن “قضية المطلوب “أبو فيصل” زعيتر تتم معالجتها بالطريقة اللازمة بغض النظر عن التهديدات التي أطلقها بحق الجيش وضباطه، وتهديداته مردها إلى تضييق الخناق حوله من قبل الجيش”.
يشار إلى أن تهديدات “أبو فيصل” زعيتر أعادت تسليط الضوء على حالة الفلتان الأمني الحاصل في منطقة البقاع، وتحديداً في محافظة بعلبك-الهرمل، حيث تسرح وتمرح العصابات وتجار المخدرات والأسلحة على مرأى من الدولة وأجهزتها، وهو ما دفع مسؤولين ورؤساء أحزاب معارضين إلى توجيه أصابع الاتهام إلى ميليشيا حزب الله كون محافظة بعلبك-الهرمل تعد أحد أبرز معاقله ويؤمن الحماية لهؤلاء التجار.
عناصر من حزب الله في لبنان (أرشيفية من فرانس برس)
“أبو سلّة تصدر المشهد الأمني”
ومنذ شهرين، تصدّر حي الشراونة ضمن محافظة بعلبك-الهرمل المشهد السياسي من خلال المداهمات التي نفذها الجيش بهدف الإطباق على واحد من أبرز “بارونات المخدرات” علي منذر زعيتر الملقب بـ”أبو سلة”.
وفي حين كاد الجيش يُطبق على “معسكرات” المطلوب “أبو سلّة”، خرج وكيل المرشد الإيراني علي خامنئي في لبنان، محمد يزبك، بتصريح أمهل فيه الجيش ساعة لوقف ملاحقة المطلوبين وإلا..”.