تمضي شركة أمازون في صفقة استحواذ على One Medical كجزء من جهودها للتوسع في أعمال الرعاية الصحية، حيث تدير One Medical سلسلة تضم أكثر من 150 عيادة رعاية أولية في أكثر من 12 مدينة أميركية، وتقدم خدمات عبر الإنترنت والهاتف المحمول. وستدفع أمازون 18 دولاراً للسهم، مما يضع قيمة الصفقة عند حوالي 3.9 مليار دولار.
سيوسع الاستحواذ الذي يجب أن يوافق عليه المنظمون ومساهمو One Medical قبل نهايته، بشكل كبير خدمات الرعاية الأولية التي تقدمها أمازون بالفعل من خلال علامتها التجارية Amazon Care.
قال محلل إنسايدر إنتليجنس، راجيف ليفينثال، إن وجود أمازون “أصبح أقوى بكثير حيث تصل خدمات One Medical إلى ما يقرب من 800000 عضو في 25 سوقاً أميركية”، مضيفاً أن الاستحواذ سيجعل أمازون منافساً وثيقاً لـ CVS Health وجهود Walgreen للتوسع في الرعاية الأولية.
في الوقت الحالي، يمكن لمرضى Amazon Care تلقي زيارات منزلية لفحص الإنفلونزا وCOVID-19 والتطعيمات والرعاية الوقائية والوصفات الطبية والعلاج لمجموعة من الحالات وحجز المواعيد عبر الإنترنت.
وبعد إطلاق Amazon Care في العام 2019، واصلت الشركة جهودها في 2020 من خلال إطلاق صيدليتها الخاصة على الإنترنت. إذ تقدم صيدلية أمازون الأدوية لمن لديهم تأمين أو بدونه، وتوصلها إلى منازل العملاء.
مخاوف الأميركيين
تقدم وان ميديكال، واحدة من أفضل خدمات الرعاية الطبية الأولية للعملاء، خاصة مع القدرة على جدولة مواعيد في الوقت الفعلي في نفس اليوم أو الحصول على إحالة سريعة إلى أحد المتخصصين.
فبالإضافة إلى سنوات عديدة من زيارات العيادات والمحادثات الافتراضية، استخدم تطبيق الهاتف المحمول لتسجيل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب أثناء الراحة، والتحقق من نتائج المختبرات الخاصة بالمستخدمين وتجديد الوصفات الطبية حسب الحاجة، مقابل رسوم عضوية قدرها 199 دولاراً سنوياً.
المفاجئ أنه لم يتخيل أحد أن تمتلك أمازون شركة وان ميديكال، إذ إن نهمها للبيانات يجعلها تحاصر كل شخص بتوصيات للكتب والأجهزة، وحتى اقتراحات الأفلام، كما أن المساعد الصوتي أليكسا، يمكنه إخبارك بحالة الطقس، إلا أن الأمر ينتقل حالياً إلى بياناتك الصحية الأكثر حساسية.
ويشير سعر الصفقة إلى علاوة بنسبة 77% على سعر إغلاق سهم وان ميديكال في اليوم السابق للعرض.
كما كتب أحد الأعضاء على تويتر: “بعد تجربة إيجابية على نطاق واسع مع One Medical، ألغيت العضوية اليوم. لا أثق في أمازون في التصرف بحسن نية مع بياناتي الصحية”.
القانون وثقة العملاء
تأسست شركة One Medical في العام 2007 ومقرها في سان فرانسيسكو، وتقدم خدمات سريرية في 16 سوقاً أميركية، مع 3 أسواق أخرى قريباً، وفقاً لموقعها على الإنترنت. في نهاية العام الماضي، بلغ عدد أعضاء الشركة 736000 عضو.
ورداً على استفسار عن هذه القصة، قدمت أمازون الحد الأدنى من مستوى الضمان بأنها ستلتزم باللوائح الحكومية، بموجب قانون التأمين الصحي لقابلية النقل والمساءلة (HIPAA)، والتي تحد من كيفية استخدام الشركة للمعلومات الصحية المحمية، ويتضمن ذلك جميع معلومات التعريف الشخصية بالإضافة إلى التاريخ الطبي ونتائج الاختبارات المعملية والبيانات الصحية الأخرى.
من جانبه، قال متحدث باسم أمازون في رسالة بريد إلكتروني: “وفقاً لما يقتضيه القانون، لن تشارك أمازون أبداً المعلومات الصحية الشخصية لعملاء One Medical خارج One Medical لأغراض الدعاية أو التسويق لمنتجات وخدمات أمازون الأخرى دون إذن واضح من العميل”.
وأضاف: “في حال إغلاق الصفقة، سيتم التعامل مع المعلومات الصحية المحمية بموجب قانون HIPAA الخاصة بعملاء One Medical بشكل منفصل عن جميع شركات أمازون الأخرى، وفقاً لما يقتضيه القانون”.
بعبارة أخرى، من المفترض أن يبقى كل شيء تعرفه One Medical عن المريض في تلك الصومعة المحمية.. مهما كان الملف الشخصي الذي بنته أمازون عنه وعن عائلته، من عادات التسوق وتفضيلات السفر إلى العروض التي تشاهد في عطلات نهاية الأسبوع، فلن يختلط ببياناته الصحية.
على الرغم من القوانين، سيتعين على أمازون العمل بجد لإقناع المستهلكين – والسياسيين على الأرجح – بأن نواياها صافية وأن هدفها الرئيسي هو المساعدة في “تحسين تجربة الرعاية الصحية بشكل كبير خلال السنوات العديدة القادمة”.
وجنباً إلى جنب مع أقسام البيع بالتجزئة والحوسبة السحابية العملاقة، أنشأت أمازون نشاطاً إعلانياً مربحاً للغاية حقق إيرادات تزيد عن 31 مليار دولار العام الماضي ونمت بنسبة 58%. تأتي معظم هذه الأموال من العلامات التجارية التي تدفع دولارات كثيرة للترويج لمنتجاتها على منصة أمازون، حيث يصبح التنافس أعلى.
وتسيطر أمازون على ما يقرب من 13% من سوق الإعلانات عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، متخلفة فقط عن غوغل وفيسبوك، وفقاً لـ Insider Intelligence.