“تجسس” وحيازة مخدرات” تهمتان وضعتا أميركيين اثنين وراء القضبان في روسيا، مع أمل الإفراج عنهما بموجب صفقة تبادل سجناء محتملة تم الحديث عنها مؤخرا.
وتشير تقارير إلى أن الصفقة تتعلق بإطلاق سراحهما مقابل تاجر أسلحة روسي، يدعى فيكتور بوت، ويقضي حاليا عقوبة بالسجن لمدة 25 عاما في الولايات المتحدة.
وذكرت شبكة “سي أن أن”، الأربعاء، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عرضت مبادلة محتملة له بنجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر (31 عاما)، والجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية، بول ويلان (52 عاما)، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
من هي بريتني غرينر؟
تعتبر غرينر، المولودة في عام 1990 في هيوستن بتكساس، من أفضل لاعبات السلة في العالم، وقد فازت مع فريقها Phoenix Mercury ببطولة الرابطة الوطنية لكرة السلة للسيدات في عام 2014.
وحصلت مع المنتخب الوطني للسيدات على ذهبية أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو، وفي ألعاب 2020 في طوكيو التي أقيمت في عام 2021.
سافرت غرينر إلى موسكو في وقت سابق، هذا العام، للمشاركة في بطولة لكرة السلة، وأثناء عودتها في 17 فبراير، طلب منها موظفو مطار شيريميتيفو الدولي فتح حقائبها، وعثروا بداخلها على زيت القنب في عبوات خاصة بالسجائر الإلكترونية، فتم اعتقالها، ووجهت السلطات إليها تهمة “حيازة المخدرات”.
وكان لافتا أن اعتقالها تم قبل أسبوع واحد فقط تقريبا من غزو روسيا لأوكرانيا. ولقيت قضيتها اهتماما كبيرا في واشنطن، حيث احتجت وزارة الخارجية الأميركية على اعتقالها ووصفته بأنه “غير قانوني”، وفق “سي أن أن”.
وفي 23 مارس، تمكن مسؤول في السفارة الأميركية في موسكو من مقابلتها للمرة الأولى منذ احتجازها وقال إنها بـ”صحة جيدة”.
وفي احتفالات عيد الاستقلال الأميركي في الرابع من يوليو، كشفت أسرتها عن رسالة بعثت بها لبايدن، وطلبت فيها “ألا ينساها هي والأميركيين الآخرين” وقالت: “من فضلك! إفعل كل ما في وسعك لإعادتنا إلى الوطن”.
وخلال شهادتها أمام محكمة روسية، الأربعاء، أكدت اللاعبة أنها لم تحصل، بعد توقيفها، على حقوقها القانونية التي يكفلها لها القانون الروسي، مثل توضيح نوعية التهم الموجهة إليها، وإيصالها بمحام فور الاعتقال.
وقالت غرينر إنها وقعت على وثائق لم تفهما، واضطرت لاستخدام “ترجمة غوغل” على هاتفها، ولم تحصل على ترجمة كاملة لما كان يحدث في التحقيقات، وقالت: “أتذكر ذات مرة كان هناك كومة من الأوراق التي يحتاجها المترجم ليترجمها لي. ألقى نظرة سريعة ثم قال الكلمات ذاتها “بشكل أساسي، أنت مذنبة”.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أقرت بالذنب في التهمة في محاولة لتخفيف عقوبتها، والتي قد تصل إلى 10 سنوات في السجن، لكن لدى ظهورها، الأربعاء، نفت التهمة، وشهدت بأنها لا تعرف أن العبوات في حقيبتها كانت تحتوي على زيت القنب، وقالت: “ما زلت لا أفهم حتى يومنا هذا كيف انتهى بها الأمر في حقائبي”.
بول ويلان.. موظف أمن متهم بـ”التجسس”
أما بول ويلان، وهو من ولاية ميشيغان ويحمل الجنسيات الأميركية والبريطانية والكندية، فقد كان مسؤولا أمنيا في شركة أميركية لقطع غيار السيارات، عندما أوقف في فندق في موسكو، في ديسمبر 2018، بتهمة امتلاك مواد حساسة.
وأدين بالتجسس، في يونيو 2020، وحكم عليه بالسجن 16 عاما، في محاكمة وصفها مسؤولون أميركيون بأنها “غير عادلة”، بينما نفى هو هذه التهمة.
وفي العام الماضي، صرح في مقابلة أجريت معه من سجنه بأنه ضحية “دبلوماسية الرهائن”، وقال إن “خطف مواطن أميركي غير مقبول في أي مكان في العالم”.
وأضاف في المقابلة التي أجرتها معه “سي أن أن”: “هذه ليست قضية ضدي، إنها قضية روسيا ضد الولايات المتحدة، وعلى الولايات المتحدة أن ترد على وضعية دبلوماسية الرهائن هذه وأن تحلها بأسرع وقت ممكن”.
وحصلت المقابلة قبل أسبوعين من موعد لقاء أول مرتقب بين بايدن ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في جنيف، في خضم توتر شديد ساد العلاقات بين البلدين.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، أن واشنطن قدمت عرضا “هاما” لروسيا لإطلاق السجينين، كاشفا أنه سيتحدث هاتفيا إلى نظيره الروسي، سيرغي لافروف، للمرة الأولى منذ غزو أوكرانيا.
وقد انخرطت الولايات المتحدة وروسيا في عملية تبادل سجناء، في أبريل، خلال الحرب الأوكرانية، وتم إطلاق سراح جندي المارينز السابق، تريفور ريد، مقابل الطيار الروسي، كونستانتين ياروشينكو، المدان بتهريب المخدرات في الولايات المتحدة.
وقالت ماريا بلاغوفولينا، محامية غيرنر، إنه من وجهة نظر قانونية “سيكون التبادل ممكنا بعد توصل المحكمة إلى حكم”، معربة عن أملها “في عودة غرينر إلى الوطن قريبا”.
وأعربت عائلة ويلان، في بيان، عن تقديرها لجهود إدارة بايدن، وعن أملها في أن تقبل روسيا هذا العرض من أجل إطلاق سراحه.