التخطي إلى المحتوى

«الصحة العامة» هو مصطلح يشير إلى الحالة الجسمانية والجسدية التي تشير إلى عافية أو علة الجسد أو خلو البدن من جميع أنواع الأمراض أو العاهات التي تؤثر بشكل أو بآخر على وظائفه الحيوية والبيولوجية والفسيولوجية، هذا ما يخص مفهوم الصحة العامة، وحديثنا هنا يتناول موضوع ومصطلح الصحة النفسية وعلاقته بالأمراض النفسية وقد سعينا في هذا المقال الموجز أن نصحح مفاهيم نفسية مغلوطة علقت بالأذهان على مدى سنوات طويلة وأزمنة عديدة عاش الكثيرون من خلالها واكتسبوا معلومات ومفاهيم نفسية تكونت لديهم ولم يتحققوا منها إن كانت على صواب أو على خطأ!
وسوف نستعرض هنا بعض هذه المفاهيم النفسية المغلوطة ونضع مقابلها المفاهيم النفسية الصحيحة:
1- الاعتقاد بأن معنى الصحة النفسية هو المرض أو المريض النفسي وذلك يرتبط بالضرورة بشخص معني بالخلل العقلي أو النفسي الذي يعيق حياته الشخصية ويمنع تفاعله الاجتماعي السليم بالمحيطين به، والصحيح أن الصحة النفسية تعني قدرة الأفراد على اتباع الطرق والإجراءات المناسبة في تعاملهم مع مجريات حياتهم اليومية بما يكفل لهم حل مشكلاتهم وأزماتهم وإنهائها بطريقة سوية تكفل لهم الشعور بالرضا والسعادة وتحقيق مطالبهم الشخصية والاجتماعية بنسق سليم وصحيح.
2- الأمراض النفسية أمراض ليس لها دلالات إكلينيكية أو مؤشرات رقمية إحصائية أو هي بالأساس أمراض وهمية أو روحية، الصحيح أن جميع الأمراض النفسية بلا استثناء لها أساس عضوي يمكن معاينته والوقوف عليه وتحليله ولها أساس بيولوجي وفسيولوجي قوي.
3- المريض النفسي عادة هو شخص يميل إلى العدوانية والعنف أو العزلة والانطواء أو هو فرد غير سوي ومضطرب في علاقاته الاجتماعية والصحيح أن هناك العديد من العلماء والأدباء والمفكرين كانوا يعانون من بعض الأمراض النفسية ومع ذلك عاشوا فاعلين ومنتجين ومؤثرين في بيئاتهم ومجتمعاتهم، ولم يعقهم أو يوقفهم المرض النفسي.
4- التحليل النفسي هو نوع من تخدير المريض يتطلب تغييبه عن الوعي وإجراءات معينة تحت إشراف طبي بجرعات دوائية محددة، والصحيح أن التحليل النفسي يعتبر أحد أهم طرق العلاج النفسي الذي يستخدم كعلاج للتعبير عن المشاعر المؤلمة وخبرات الماضي المكبوتة لكشف الذات الداخلية وتعرية المواد والموضوعات اللاشعورية المسببة للضنك النفسي ويتطلب ممارسا متخصصا بالتحليل ومتدربا بكفاءة على تطبيق فنياته.
5- العزلة والخجل والخوف غير المبرر تنم عن ضعف في الشخصية والشعور بالهزيمة النفسية للشخص المعني، والصحيح أنه قد يصادف أن يعاني كل شخص منا في فترة من فترات حياته شعور العزلة ومحدودية العلاقات الاجتماعية والخوف من خوض تجارب جديدة وهذه مشاعر اعتيادية لا تنم بالضرورة عن ضعف بالشخصية أو قلة ثقة بالذات.
6- الصحة النفسية عملية مطلقة لكل شخص بمعنى أن كل فرد هو سوي في جميع جوانب شخصيته التي تشمل الجانب الاجتماعي والانفعالي والنفسي والجسمي وهذا يعني أنه صحيح نفسيا !! والصحيح أن الصحة النفسية عملية نسبية تختلف من شخص لآخر والصحة النفسية لا تعني أبدا الخلو من المرض النفسي أو انعدامه فطبيعة الحياة هي عبارة عن مجريات ومنعطفات وتفاعلات ومواقف تؤثر في حياة الشخص وبالتالي يتأثر بها.
7- مريض الاكتئاب هو شخص غير فاعل ومحبط ومضطرب في سلوكه وشخصيته وهو بالضرورة منغلق على نفسة وقد يؤدي به الأمر في مراحل متقدمة إلى التفكير بالتخلص من حياته أو الانتحار! والصحيح أن الاكتئاب مرض وجداني يلامس العواطف والمشاعر والانفعالات ويصيب النساء أكثر من الرجال بدرجات مختلفة وتختلف نسب الإصابة به ودرجة الإصابة ونوع الاكتئاب وشدته وغالبا يتم علاجه بعقاقير تحسن المزاج وهو مرض ناتج عن اضطرابات في الكيمياء الدماغية وهو يعالج بالأدوية المعدلة لمستوياتها فقط!!
8- الأمراض النفسية هي أمراض وراثية بحتة تنتقل عبر المورثات والسمات الجينية ذات الصبغة البيولوجية، الصحيح أن الأمراض النفسية قد تكون وراثية في بعض الحالات المحدودة والمعلومة من قبل المختصين وبعض الحالات وهي الحالات العظمى ذات منشأ بيئي وأسري واجتماعي وحتى ثقافي وفكري.
9- الأمراض النفسية أمراض لا يمكن التعافي منها وهي محدودية شديدة في نسبة الشفاء تماما من آثارها أو مضاعفاتها، والصحيح أن المرض النفسي كأي مرض عضوي يشخص ويقيم من قبل المعالج المختص وتوضع له خطة وبرنامج علاج دوائي أو سلوكي أو معرفي وعند الالتزام بالتوصيات والتعليمات المحددة يمكن تجاوزه شأنه في ذلك شأن أي مرض جسدي آخر.
10- لكي تكون شخصا خاليا من العيوب النفسية عليك أن تكون شخصا جذابا ومحبوبا ومرحبا به ومرغوبا فيه من قبل الآخرين والمحيطين، الصحيح أن تحرص في علاقاتك على مبدأ الود والاحترام المتبادل، وكن على طبيعتك البشرية وسماتك الشخصية دون تكلف فلست مجبرا أن ترضي كل شخص تتفاعل أو تتعامل معه في محيطك ولست مضطرا أن تكسب محبة وثقة الآخر.
@Turkyah3000

Scan the code