الجوع هو إشارة طبيعية تصدر عن الجسم دلالة على حاجته للطعام. فعندما تنخفض مستويات السكر في الدم تفرز المعدة هرمون الجوع “الغريلين” الذي يدفعنا إلى تناول الطعام، وعند الامتلاء تفرز هرمون الشبع “الليبتين”.
لكن معظمنا قد يتناول الوجبات الخفيفة في الحفلات بدون تفكير، أو الحلوى فقط لأنها تبدو لذيذة، على الرغم من أننا لا نشعر بالجوع فعلاً.
في الحقيقة تربط الدراسات الجوع بأعضاء مختلفة من الجسم، فوفقاً لموقعيNutritionist Resource وThe Mindfulness Project هناك سبعة أنواع مختلفة من الجوع تتعلق بأجزاء مختلفة من الجسم، وتشمل العيون والأنف والفم والمعدة والخلايا والعقل والقلب. ويساعد فهم هذه الأنواع ودوافعها على ضبط الجوع وإيجاد طريقة أكثر وعياً في تناول الطعام.
أولاً جوع العين
تشير دراسة في مجلة Brain and Cognition إلى الارتباط الوثيق بين البصر وتناول الطعام. فرؤية بعض الأطعمة الشهية يُحفزنا -في بعض الأحيان- للأكل لأننا نستمتع بالشكل الذي يبدو عليه الطعام المقدم. فالوجبة المقدمة بشكل جيد ستجذبنا دائماً أكثر من غيرها بغض النظر عما تحتويه. لذا تلجأ المطاعم ومنتجو الأطعمة إلى استراتيجية تحسين منظر الطعام سواء من خلال طريقة عرضه أو عن طريق الصور لزيادة جاذبية المنتجات، وبالتالي تشجيع الناس على شرائها واستهلاكها.
هناك سبعة أنواع مختلفة من الجوع تتعلق بأجزاء مختلفة من الجسم، وتشمل العيون والأنف والفم والمعدة والخلايا والعقل والقلب. يساعد فهم هذه الأنواع ودوافعها على ضبط الجوع وإيجاد طريقة أكثر وعياً في تناول الطعام
يرى الخبراء أن إحدى طرق إشباع جوع العين يتم بأن نمتّع أعيننا بالطعام عن طريق أخذ بضع دقائق للنظر إليه والتركيز على مظهره وعلى الأطباق والطاولة والمناديل، وذلك قبل البدء بتناوله.
ثانياً جوع الأنف
أكدت دراسة نشرتها مجلة Physiology &Behavior الدور الجوهري لرائحة الطعام في تحسين التذوق وتحفيز الشهية. يحدث جوع الأنف عند التعرض لرائحة مغرية، كرائحة الخبز الطازج أو رائحة طبق مفضل أو قهوة محببة، والتي تجعل معظمنا يفكر في تناول الطعام، حتى لو لم نكن جائعين بالفعل. إذ يرسل الأنف رسائل للمخ الذي يرسل بدوره رسائل للمعدة فتشعر بالجوع.
يُنصح لإرضاء جوع الأنف بالتدريب على تحسس رائحة الطعام والتوقف مؤقتاً قبل تناول الطعام للاستمتاع بالروائح قبل البدء في تناوله، لنكون أكثر تقديراً ووعياً بما نأكله.
ثالثاً جوع الفم
يعتمد جوع الفم على الأحاسيس المبهجة التي تتوق إليها براعم التذوق عن طريق تناول أنواع مختلفة من الأطعمة. فقد يشعر الشخص أنه يريد أن يتناول الفشار أو المشروب الغازي أو مشروب دافئ أثناء مشاهدة الفيلم، أو رقائق البطاطس أو حلوى أثناء رحلة طويلة.
يحدث جوع الفم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين يتناولون الطعام بشكل متكرر وبدون تفكير. ومفتاح إشباع جوع الفم هو زيادة الوعي، فعندما يشعر الانسان بالجوع في الفم فعليه أن يفكر فيما إذا كان يتناول الطعام لإشباع جوع حقيقي أم مجرد تناول الطعام للشعور بطعم ممتع.
يعتمد جوع الفم على الأحاسيس المبهجة التي تتوق إليها براعم التذوق عن طريق تناول أنواع مختلفة من الأطعمة، وبغض النظر عن حاجة الجسم
كما يساعد مضغ الطعام جيداً قبل بلعه في السيطرة على جوع الفم، إذ توصي دراسة نشرتها مجلة Nutrients بالمضغ الجيد لأنه يطيل فترة تناول الطعام ويؤدي إلى الشعور بالشبع بعد تناول كمية أقل.
رابعاً جوع المعدة
قرقرة البطن هي إحدى الطرائق الرئيسية التي تعطي دلالات على الجوع، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن جسمنا يحتاج إلى الطعام. فإشارات الجوع الصادرة من المعدة قد تكون مجرد تذكير بالأوقات المعتادة التي نأكل فيها الوجبات.
ينصح للتغلب على حالات جوع المعدة بتقييم درجة الجوع قبل البدء في تناول الوجبة ثم مرة أخرى أثناء الوجبة. في البدء يمكن تجريب تجاهل الشعور بالجوع والانتظار لاكتشاف إن كان الشعور سيستمر.
ينصح موقع The Mindful Project بالتدرب على تقييم درجة الجوع من واحد إلى 10، إذ يشير الرقم واحد الى أن الشخص جائع جداً، و10 ممتلئ جداً، وإن كانت الدرجة الخامسة فهي لا تشير إلى جوع حقيقي في المعدة.
خامساً جوع العقل
يعتمد جوع العقل على أفكارنا وعلى صوتنا الداخلي الذي يخبرنا أن نوعاً واحداً من الطعام جيد ونوع آخر سيء. ويتأثر الجوع العقلي بما نقرأه ونسمعه عن الأكل الصحي، فيوثق النظام الغذائي وآراء خبراء التغذية والمدونات الصوتية وما إلى ذلك. فمثلاً الدهون ضارة، البيض يسبب الكوليسترول، يجب تناول الزبادي قليل الدسم.
تجاوز هذه الحالة يتطلب اليقظة الذهنية التي تساعد على قراءة الأفكار الفعلية للعقل. بالإضافة الى التخلص من الكثير من الضوضاء المحيطة بنا فيما يتعلق بالأكل الصحي، والتركيز بدلاً من ذلك على ما يحتاجه جسمنا حقاً.
سادساً الجوع الخلوي
هذا النوع من الجوع يعكس ما تحتاج اليه أجسامنا من العناصر الغذائية، فعند حدوث نقص ببعضها قد تزداد الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بها. فعلى سبيل المثال إذا كنتِ تتبعين نظاماً غذائياً يقيد بشكل كبير مجموعات غذائية معينة (مثل الكربوهيدرات أو البروتين أو الدهون) فقد تشعرين بالرغبة الشديدة في تناولها.
وينصح في حالة الجوع الخلوي الاستماع إلى ما يحاول الجسم إخبارنا به وتلبيته والتأكد من تناول نظام غذائي يوفر جميع العناصر الغذائية. فقد أثبتت دراسة نُشرت في مجلة Nutrition Journal أن اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالمغذيات يقلل الشعور بالجوع ويخفف بشكل كبير المعاناة التي ترافقه.
سابعاً جوع القلب (الجوع العاطفي)
هو أكثر أنواع الجوع شيوعاً، ففي كثير من الأحيان يرتبط ما نأكله ومتى نأكله بمشاعرنا، فقد نتوق إلى بعض الأطعمة المريحة لأنها مرتبطة بذكريات سعيدة كالحلوى التي اعتدنا تناولها عندما كنا أطفالاً، أو كاستجابة للمشاعر السلبية.
الجوع الخلوي هو الحقيقي، لأنه يعكس ما تحتاج إليه أجسامنا من العناصر الغذائية، فإذا كنا نتبع نظاماً غذائياً يمنع أنواع معينة من الأغذية مثل الكربوهيدرات أو البروتينات أو الدهون، سنشعر بالرغبة الشديدة في تناولها
بحسب موقع MAKE SMALL CHANGES يرتبط جوع القلب بشكل كبير بالحالة النفسية، من مثل الشعور بالملل أو الوحدة أو الضغط النفسي، إذ يسود الاعتقاد أن الطعام سيساعد على تجنب تلك المشاعر.
كيف نميز بين الجوع العاطفي والجوع الحقيقي؟
التمييز قد لا يكون سهلاً، لذلك ينصح موقع هيلثلاين (healthline) بالتعرف على إشارات كل نوع بهدف تجنب الجوع العاطفي
مؤشرات الجوع الحقيقي
• هو الجوع الذي نشعر به بعد الانقطاع مدة كافية عن الطعام، فنشعر بالرغبة في الأكل والحصول على الطاقة التي يحتاجها الجسم.
• الشعور بالامتلاء بعد تناول الطعام، والقدرة على التوقف عن الأكل.
• عدم الشعور بالذنب بعد الانتهاء من تناول الطعام.
• يبدأ الجوع بالتدريج ويزداد ببطء مع مرور الوقت.
• يمكن تناول أي نوع من الطعام، فجميع أنواع الأطعمة تبدو مناسبة بما فيها الطعام الصحي من الخضار والفاكهة.
مؤشرات الجوع العاطفي
• الجوع العاطفي يدفعنا لتناول الطعام لإشباع الرغبات النفسية والعاطفية بدلاً من إشباع حاجة حقيقية للجسم.
• قد نشعر بالشبع، ولكن ذلك لا يمنعنا من الرغبة في تناول المزيد من الطعام.
• الشعور بالذنب والتأنيب بعد الانتهاء من تناول الطعام.
• الشعور بالجوع بشكل فجائي.
• يجعلنا نتوق لتناول أنواع محدد من الأطعمة، وتحديداً الأكل غير الصحي مثل الأطعمة الجاهزة والمقليات والشيبس والحلويات الغنية بالسكريات مثل الكيك، والشوكولاتة، والمعجنات.
كيف يمكن التوقف عن الأكل العاطفي؟
قد يكون من الصعب تغيير عادة الأكل العاطفي، لكن من الممكن التخفيف منها باتباع الطرق التالية:
البدء بوصف المشاعر وتذكر ما حصل لتجنب الأكل العاطفي. ويمكن تسجيل الأوقات ووصف المشاعر التي كنتم تتناولون فيها الطعام دون الشعور بالجوع الجسدي. ما الذي كان يحدث؟ ما هي المشاعر الملاحظة عندما شعرتم بالرغبة في تناول الطعام؟ إذا لاحظتم أنكم تأكلون دائماً عندما تشعرون بالتوتر أو الملل، فلا بد من التفكير بطرق للتحكم في التوتر أو الملل. وتالياً بعض الحلول.
• ممارسة الرياضة ساعة على الأقل يومياً، لأنها تزيد إفراز هرمونات السعادة.
• ممارسات اليقظة الذهنية مثل الجلوس بهدوء والتركيز على تمارين التنفس.
• الاستماع إلى الموسيقى الهادئة المفضلة.
• الاتصال بصديق أو الخروج لنزهة مع الأصدقاء.
• تناول كوب من الأعشاب المهدئة، مثل النعناع أو البابونج أو الشاي الأخضر.
من بين أنواع الجوع السبعة، ما هو أكثر نوع جوع يهاجمكم؟ وما هو الجوع الذي لا تقاومونه أبداً؟
• تناول كميات كافية من البروتين، لأنه يحفز إنتاج هرمونات الشبع ويقلل مستويات هرمونات الجوع. والحرص على تناول كميات كافية من الخضار والفواكه لغناها بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم، وبالألياف اللازمة لتحسين الهضم.
• الحصول على ساعات كافية من النوم، إذ يؤثر النوم على الحالة المزاجية للشخص ويساعد في تنظيم إفراز هرمون الجوع “الغريلين” ويضمن إنتاج مستويات كافية من هرمون الشبع “اللبتين”.
• تناول كميات كافية من الماء، يساعد شرب الماء على تقليل الشعور بالجوع بين الوجبات الرئيسية، كما يزيد من الشعور بالامتلاء بعد تناول الوجبة. وتناول الماء مهم لعدم الخلط بين الشعور بالجوع والعطش الذي يحدث أحياناً، وهو ما يعني أن الشخص يمكن أن يتناول الطعام في الوقت الذي يجب أن يشرب فيه الماء حقاً.