دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لضحايا زلزال المغرب والفيضانات التي شهدتها مناطق في ليبيا وسط تساؤلات إن كان ينطبق عليهم تصنيف “الشهداء” في الإسلام الأمر الذي اثار تفاعلا ، وفيما يلي نستعرض لكم آراء مفتيي السعودية الراحلين، عبدالعزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين ومفتي مصر، شوقي علام.
عبدالعزيز بن باز:
قال مفتي المملكة العربية السعودية الراحل وفقا لما هو منشور على موقعه الرسمي: ” يقول النبي صل الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل بالطاعون فهو شهيد، ومن قتل في البطن فهو شهيد وهكذا الغريق شهيد، وهكذا صاحب الهدم شهيد، وهكذا من مات في سبيل الله، وهكذا من قتل مظلوما دون ماله أو دون دينه أو دون أهله فهو شهيد كما جاء في الحديث الصحيح، والمعنى أن له أجر الشهداء لكنه يغسل ويصلى عليه، وإنما الذي لا يغسل ولا يصلى عليه شهيد المعركة في قتال الكفار، الذي يموت في المعركة يقتل في المعركة لا يغسل ولا يصلى عليه، بل يدفن في ثيابه من غير تغسيل ولا صلاة كما فعل النبي صل الله عليه وسلم بشهداء أحد..”
وتابع ابن باز: “أما من سواهم كالغريق الذي يموت بالغرق أو بالهدم أو بمرض الطاعون والعياذ بالله انتشر الطاعون أو بالهدم أو وجع البطن مبطون أو مات في سبيل الله غير القتيل هؤلاء يغسلون ويصلى عليهم، ولهذا لما طعن عمر وتوفي بعد أيام غسل وصلي عليه، وهكذا عثمان وهكذا علي، فالمقتول ظلما يغسل ويصلى عليه، وهكذا إذا مات بسبب الهدم انهدم عليه جدار أو سقف أو دعسته سيارة انقلبت السيارة أو صدم هذا صاحب الهدم يغسل ويصلى عليه، وهكذا من مات بوجع البطن يغسل ويصلى عليه شهيد، وهكذا من مات بسبب مرض الطاعون، وهو مرض شديد يأخذ في مراقي الإنسان يصيب الناس في مراقهم، والغالب أن من أصيب بذلك الغالب عليه الموت فهو شهيد، وهذا من كرم الله وفضله لأن هؤلاء يعطون أجر الشهداء وإن ماتوا على فرشهم، وفق الله الجميع”.
محمد بن صالح العثيمين:
قال مفتي السعودية الراحل وفقا لما نشر على موقعه الرسمي: “مَن مات بهدم، أو حرق، أو غرق فهو شهيد صحيح، صح به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يعطى حكم الشهيد المقتول في سبيل الله، فإن الشهيد المقتول في سبيل الله يغفر له كل شيء إلا الدين، والشهيد المقتول في سبيل الله لا يُغسَّل ولا يُكفّن ولا يُصلى عليه، ويُدفن في ثيابه بدمائه، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم سنة أحد؛ لأنه يبعث يوم القيامة وجرحه يثغب دماً؛ اللون لون الدم والريح ريح المسك؛ ولأن المقتول في سبيل الله لا يفتن في قبره؛ أي لا يأتيه الملكان يسألناه عن ربه ودينه ونبيه اكتفاء بالمحنة العظيمة التي حصلت له في الجهاد في سبيل الله، حيث عرض رقبته وعرض نفسه للتلف والهلاك؛ إعلاء لكلمة الله عزَّ وجلَّ، فكفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة، وهذه الأحكام لا تثبت للشهيد الذي مات بالأسباب التي ذكرها السائل، لكن يرجى له أن يكون شهيداً..”
شوقي علام:
أوضح مفتي مصر وفقا لما نشرته دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي: “المقرر أن الشهداء على ثلاثة أقسام؛ الأول: شهيد الدُّنيا والآخرة: الَّذي يُقْتَل في المعركة والدفاع عن الأوطان، وهو المقصود من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قاتلَ لِتَكُونَ كلِمةُ اللهِ هيَ الْعُليا فهوَ في سبيلِ اللهِ» متفقٌ عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وتسمى هذه الشهادة بالشهادة الحقيقية.. والثاني: شهيد الدُّنيا: وهو مَن قُتِلَ كذلك، ولكنه قُتِلَ مُدْبِرًا، أو قاتل رياءً وسُمعةً، ونحو ذلك؛ فهو شهيد في الظاهر وفي أحكام الدنيا.. والثالث: شهيد الآخرة: وهو مَن له مرتبة الشهادة وأجر الشهيد في الآخرة، لكنه لا تجري عليه أحكام الشهيد من النوع الأول في الدنيا مِن تغسيله وتكفينه والصلاة عليه؛ وذلك كالميِّت بداء البطن، أو بالطَّاعون، أو بالغرق، أو الهدم، ونحو ذلك، وهذه تُسمَّى بالشهادة الحُكْمية”.