التخطي إلى المحتوى

خبرني – لطالما اعتبر تطور دماغ الإنسان أكبر سمة مميزة لزيادة ذكاء الجنس البشري وهيمنته اللاحقة على هذا الكوكب، حيث تميزت المليوني سنة الأخيرة من تطور الإنسان بزيادة حجم دماغه بمقدار أربعة أضعاف تقريباً.

لكن مجموعة متزايدة من الأدلة أشارت مؤخراً إلى أن دماغ الإنسان تغير بطريقة غير متوقعة إذ تضاءل حجمه في وقت ما بعد نهاية العصر الجليدي الأخير، وفق ما كشف العلماء.

وفي هذا الشأن أوضح جيريمي دي سيلفا، أستاذ علم الإنسان القديم في كلية دارتموث، أن معظم الناس يعتقدون أن تطور الدماغ يحدث طريقة خطية إذ ينمو ثم يستقر ويتوقف لاحقاً، مشيراً إلى أن ذلك غير صحيح إذ فقد الإنسان أنسجة دماغية تعادل حجم حبة ليمونة واحدة.

ولمعرفة ذلك استخدمت مجموعة من الباحثين بقيادة دي سيلفا مزيجاً من بيانات العينات الأحفورية والحديثة لتحديد أن فقدان المادة الرمادية والذي حدث منذ ما بين 3000 إلى 5000 عام، وفقاً لبحث نُشر في يونيو في مجلة Frontiers in Ecology and Evolution.

وافترض العديد من علماء الأنثروبولوجيا في البداية أن التغييرات تزامنت مع ظهور الممارسات الزراعية منذ حوالي 10000 عام، والتحول العالمي بعيداً عن الصيد وجمع الثمار.

فيما أشارت التواريخ الأحدث لمجموعة ديسيلفا إلى عصور مزدهرة للحضارات القديمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، وهي مجتمعات معقدة يعتقدون أنها ربما لعبت دوراً في الانكماش الذي حدث للدماغ.

وأفاد العلماء بأن أدمغة الإنسان ظلت بنفس الحجم تقريباً في متوسط الحجم، أي حوالي 1450 سنتيمتراً مكعباً، على مدار الـ 150 ألف عام الماضية تقريباً، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

في حين انخفض هذا المتوسط بسرعة بنحو 10%، أو ما يصل إلى 150 سنتيمتراً مكعباً، على مدار آلاف السنين القليلة الماضية.

انخفاض حجم الإنسان

ووجدت مجموعة ديسيلفا أن حجم الدماغ البشري لم يتقلص بشكل عام فحسب، بل انخفض أيضاً بالنسبة إلى حجم الجسم، ما يشير إلى أن انخفاض حجم الدماغ ليس مجرد نتيجة ثانوية لتقلص أجسادنا.

واقترح الباحثون أنه ربما تكون حاجتنا إلى الحفاظ على دماغ كبير، لتتبع المعلومات المتعلقة بالطعام والعلاقات الاجتماعية والحيوانات المفترسة وبيئتنا، قد تراجعت أيضاً خلال آلاف السنين القليلة الماضية لأننا تمكنا من تخزين المعلومات خارجياً عبر أعضاء آخرين في دوائرنا الاجتماعية ومدننا وجماعاتنا الاجتماعية.

كذلك من المحتمل أن يتم تعزيز هذا الاتجاه من خلال استخدامنا في الوقت الراهن للكتب والأجهزة الشخصية والإنترنت كمصادر معلومات مماثلة، وفقاً لكريس سترينجر، عالم الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي في لندن وكريستوف كوخ، عالم الأعصاب في معهد ألين، وهو معهد في سياتل.

وعلى الرغم من أن متوسط طول الإنسان قد زاد على ما يبدو في القرون القليلة الماضية، إلا أن سترينجر قال إن جنسنا البشري أصبح أقصر وأخف وزنا وأصغر حجما بشكل ملحوظ في السنوات العشرة آلاف الماضية بعد ارتفاع درجة حرارة المناخ، وانخفضت أحجام الدماغ تبعا لذلك.

وختم قائلا “لكن ربما لا تكون هذه هي القصة بأكملها”.!

Scan the code