التخطي إلى المحتوى

قضت محكمة أميركية، الجمعة، بالسجن مدى الحياة على مواطن كندي مولود في السعودية بتهمة الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي.

بالإضافة إلى العمل كمقاتل وإعدام جنديين سوريين شخصيًا نيابة عن داعش، عمل المواطن الكندي، محمد خليفة، كمترجم رئيسي في إنتاج دعاية داعش والراوي الناطق باللغة الإنكليزية في العديد من مقاطع الفيديو العنيفة للتنظيم، بحسب وزارة العدل الأميركية.

وبحسب وثائق المحكمة، فإن خليفة، الملقب بأبي رضوان الكندي، وأبو مثنى المهاجر، خدم في أدوار بارزة داخل التنظيم اعتبارا من عام 2013 واستمر حتى القبض عليه من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في يناير 2019 وذلك خلال اشتباكات بين مقاتلي تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن خليفة البالغ من العمر 39 عاما، كان “شخصية فعالة” في إنتاج محتوى دعائي باللغة الإنكليزية لصالح تنظيم داعش، بما في ذلك تعليقات صوتية ومنشورات إلكترونية خلال السنوات التي سيطر فيها التنظيم على أجزاء متفرقة من سوريا والعراق.

وقال ممثلو الادعاء إن خليفة كان الراوي باللغة الإنكليزية في 15 مقطع فيديو دعائيا لتنظيم داعش، بما في ذلك بعض أكثر الأفلام تأثيرا وعنفا.

واعترف خليفة بأنه ظهر في المشاهد الأخيرة من فيلمين وثائقيين عن تنظيم داعش – “نيران الحرب: القتال قد بدأ للتو” و”نيران الحرب (الجزء الثاني): حتى الساعة الأخيرة” – وهو يعدم جنود سوريين أجبروا على حفر قبورهم.

وكان ممثلو الادعاء قد طالبوا بتوقيع أقصى عقوبة بالسجن مدى الحياة، فيما طلب محامو خليفة الحكم بالسجن 20 عاما، مشيرين إلى أنه قتل جنديين سوريين ولم يقتل أميركيا وأن لديه زوجة وثلاثة أطفال.

وطبقا للصحيفة الأميركية، فإن نص النظام الأساسي الذي اتُهم بموجبه خليفة لا يشترط أن يكون الضحايا الذين قتلوا أميركيين.

ووصف قاضي المحكمة الجزئية الأميركية، توماس سيلبي إليس الثالث، خليفة بأنه “المزمار الذي عزف على اللحن”، مما مكن تنظيم داعش من الوصول إلى المتحدثين باللغة الإنكليزية في الولايات المتحدة وأوروبا من خلال الدعاية العنيفة.

وقال المدعون الفدراليون إن المقاطع الدعائية كانت فعالة.

ولد خليفة في السعودية وعاش في كندا منذ صغره، إذ حصل على شهادة جامعية في تكنولوجيا أنظمة الكمبيوتر في تورنتو ثم بدأ بمشاهدة محاضرات لشخصيات متطرفة عبر الإنترنت خلال الربيع العربي مما قادته في النهاية إلى سوريا.

واعترف خليفة بأنه انضم إلى تنظيم داعش في عام 2013 وتم أسره عام 2019 بعد معركة بالأسلحة النارية مع قوات سوريا الديمقراطية. وأقسم بالولاء لزعيم التنظيم الإرهابي، أبو بكر البغدادي مرتين.

وقال ممثلو ادعاء اتحاديون في بيان الحكم إن “الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وظفت وسائل الإعلام والدعاية ببراعة كجزء من حملتها الإرهابية خلال الفترة 2013-2018″، حيث إن خليفة “خدم كواحد من أكثر دعاة الدولة الإسلامية إنتاجًا (للمقاطع) خلال تصاعد التنظيم الإرهابي” و”شارك شخصيا في أعمال عنف متطرفة لتعزيز أهداف داعش”.

وأضافوا: “عندما أتيحت له الفرصة للاستسلام لقوات سوريا الديمقراطية في سوريا عام 2019، ألقى المتهم عدة قنابل يدوية وأطلق النار (عبر سلاح) من طراز AK-47 على جنود سوريين لمواصلة حملته القاتلة لصالح داعش”.

في المقابل، جادل إدوارد أونغفارسكي، محامي خليفة، بأن عقوبة السجن مدى الحياة ستكون “مفرطة للغاية”. ورفض التعليق على قرار القاضي إليس.

Scan the code