أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، في تصريحات لقناة “الحرة” استمرار التحقيقات فيما يتعلق بـ”فاجعة” استهداف منتجع سياحي في محافظة دهوك، مؤكدا جاهزية القوات للدفاع عن سيادة البلاد، أمام أي اعتداء او تهديدات خارجية، مطالبا تركيا باحترام سيادة الأراضي العراقية.
وقال رسول في مقابلة مع برنامج “بالعراقي”، الأحد، إن وفدا من القوات المسلحة ووزارة الخارجية العراقية زار مكان الحادث منذ اللحظات الأولى للفاجعة، مضيفا أن “هناك تحقيقا بهذا الموضوع يجرى حاليا”.
وأثار القصف، الذي تسبب بمقتل 9 مدنيين وإصابة 23 بجروح، غضب الرأي العام العراقي، لا سيما أن غالبية الضحايا من وسط وجنوب البلاد، الذين يتوجهون إلى المناطق الجبلية في كردستان المحاذية لتركيا، هرباً من الحرّ.
وأوضح: “نحن بالتأكيد كعسكر نمتلك خبرات للقيام بهذا التحقيق، بعضنا يعمل في المؤسسة العسكرية منذ 35 عاما”، مشيرا إلى أن “نقاطا معينة في التحقيق تعرض على القائد العام للقوات المسلحة، ويبقى القرار لدى القيادة العسكرية لاتخاذ ما تراه مناسبا”.
وكان العراق قد أعلن توجيه رسالة تتضمن شكوى إلى مجلس الأمن، مطالبا إياه “بعقد جلسة طارئة لبحث الاعتداء التركي”، بحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية.
وقال رسول لقناة “الحرة”: “بالنسبة لموضوع مجلس الأمن، لا أعلم تفاصيل بشأن من سيشارك في هذه الجلسة، وماذا سيحدث، لكن هذا عمل تابع لوزارة الخارجية التي أُثني على جهودها”.
وأضاف أنه “كانت هناك الكثير من الخروقات التي أبلغت وزارة الخارجية العراقية بها الأمم المتحدة بما يخص القصف التركي”.
وتنفي تركيا علاقتها بالقصف، فيما قالت وزارة الخارجية العراقية إن “جميع المؤشرات تؤكد مسؤولية أنقرة عن الاعتداء”.
وتشن أنقرة التي تقيم قواعد عسكرية في شمال العراق، عمليات عسكرية ضد متمردي حزب العمال المتمركزين في مخيمات تدريب وقواعد خلفية له في المنطقة.
وقال رسول لقناة “الحرة”: “أعتقد أنه على تركيا أن تحترم السيادة العراقية كما نحترم سيادة الأراضي التركية”.
“قنبلة نووية”
من جانب آخر، وصف رسول، مخيم الهول في سوريا “بالقنبلة النووية”، ودعا المجتمع الدولي للتحرك بهدف حل هذا الملف الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.
ويعاني مخيم الهول، الواقع في شمال شرق سوريا، الخاضع للسيطرة الكردية، انعدام أمن متزايدا ويحكم على الأطفال المحتجزين فيه بحياة بلا مستقبل.
وقال رسول إن “مخيم الهول، يحوي نساء وأطفالا، إنهم يعملون الآن على تجنيد هؤلاء الأطفال بشكل غير طبيعي”، معتبرا أنهم “قنبلة نووية”.
وقال “أؤكد أنهم ليسوا فقط قنبلة موقوتة، وإنما قنبلة نووية إن لم يتخذ إجراء بحقها، لأنه سينتج جيل جديد من هؤلاء الأطفال، أقسى من داعش بعشرات المرات”.
وأضاف: “على كل دول العالم، أن تأخذ موقفا شجاعا في موضوع رعاياها”، مشيرا إلى أن “هناك جنسيات كثيرة في المعسكر”.
وكان يفترض أن يكون مخيّم الهول مركز احتجاز مؤقت قبل المحاكمة، لكن ما زال هناك نحو 56 ألف شخص محتجزين هناك، معظمهم من السوريين والعراقيين، بعضهم على صلة بتنظيم داعش الذي سيطر على مناطق كاملة من العراق وسوريا عام 2014.
أما البقية فهم مواطنون من دول أخرى، بينهم أطفال، وأقارب آخرون لمقاتلين في داعش.