سلط موقع بي بي سي سبورت الضوء على تركي آل الشيخ مالك نادي ألميريا الإسباني قبل المواجهة المرتقبة لفريقه الأول لكرة القدم أمام برشلونة، السبت، ضمن منافسات الجولة 13 من الدوري الإسباني.
ووصف الموقع ألميريا بالفريق المتواضع، قبل أن يتحول إلى فريق شاب وجائع بعد شرائه من قبل تركي آل الشيخ عام 2019، وعن ذلك قال الموقع: «من العدل أن نقول إن ألميريا لم يكن يومًا نجمًا في كرة القدم الإسبانية، أو الاندية الأندلسية الكبيرة مثل ملقة وريال بيتيس وإشبيلية».
وأضاف الموقع: «قضى ألميريا معظم فتراته في الدوريات الصغرى باستثناء 4 أعوام في الدوري الإسباني بين عامي 2007 و 2011، وتضمن ذلك حصوله على المركز الثامن عام 2008 تحت قيادة المدرب أوناي إيمري»
وتابع الموقع: « تغير كل ذلك في صيف عام 2019 عندما تم شراء ألميريا الذي كان يتأرجح في منتصف دوري الدرجة الثانية مقابل 20 مليون يورو (17.2 مليون جنيه إسترليني) من قبل تركي آل الشيخ ، الذي أعلن على الفور عن طموحاته النبيلة»
واستعرض الموقع الخطوات التي اتخذها تركي آل الشيخ للنهوض بفريق ألميريا، وأبرزها التعاقدات مع لاعبين بارزين، ومنها الدولي الشاب الإنجليزي أرفين أبياه مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني من نوتنجهام فورست والمهاجم الأوروجوياني الشاب غير المعروف وقتها داروين نونيز.
ولفتت التحركات المكثفة لتركي آل الشيخ أنظار ومحبي نادي ألميريا، ومنهم الإنجليزي توني براون الذي كان يحمل تذكرة ألميريا الموسمية لمدة 5 أعوام، وعن ذلك قال براون لموقع بي بي سبورت:« لقد وصل تركي آل الشيخ إلى الميريا مع الكثير من الوعود حول كيف كان ينوي ضم النادي إلى الدوري الإسباني ثم كرة القدم الأوروبية. وهذا ما دفع الناس إلى الانتباه».
وأضاف براون: «لقد أحضر فريق إدارة كامل لإدارة النادي وقام بالكثير من العمل لتحديث الملعب، تم إغلاق الجوانب المفتوحة لذلك يبدو وكأنه ملعب مناسب وهو أكثر راحة».
وزاد : «يرى الناس رجلاً يفي بكلمته ، يبذل قصارى جهده لتحقيق ما قال إنه سيفعله، لقد حضر الكثير من المباريات مرتديًا قميص الميريا. عندما يخرج إلى المدرج ، يحظى دائمًا بالتشجيع ويتم ترديد إسمه».
ووفقا لموقع بي بي سبورت فإن تركي آل الشيخ عين محمد العاصي مديرا تنفيذيا للنادي، وأوكل إليه مهمة المتابعة اليومية في محاولة منه لإثبات أن عملية شراء النادي الإسباني لا علاقة له باي بسياسات القوة العالمية.
وفي هذا الصدد، نقل الموقع تصريحات لمحمد العاصي الذي سبق له العمل مع تركي آل الشيخ في نادي بيراميدز المصري، وأوضح فيها أن اهتمام تركي بالميريا لا علاقة له بسياسات القوة العالمية ، حيث قال وقتها لصحيفة الباييس الإسبانية: «إذا أرادت السعودية شراء ناد لعرض صورتها ، فإنها ستشتري فالنسيا ، وليس ألميريا. هذا هو مشروع فردي».
واستطرد العاصي: «إذا تخيلت أن هذا مشروع ألميريا مثل مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان ، فهذه هي نكتة العام، وإذا تم اعتمادي من قبل الحكومة السعودية ، فسوف أشتري مانشستر يونايتد ، ولن أضيع وقتي في الدرجة الثانية الإسبانية على أمل الحصول على ترقية سأشتري نادٍ مقابل مليار وليس 21 مليون».
وأشار موقع بي بي سي سبورت إلى تأثير فيروس كورونا على عمل تركي آل الشيخ في موسمه الأول مع ألميريا، لكن الموقع لم يغفل الدور الإنساني لمالك ألميريا خلال فترة الجائحة، والتبرعات الكبيرة من المعدات الطبية للمستشفى المحلي في المدينة، ومساهماته لبنوك الطعام، الأمر الذي جعله يستحوذ على قلوب وعقول المشجعين داخل وخارج الملعب.
ورأى الموقع أن التعاقد مع فرنسيس روبي مدرب اسبانيول وريال بيتيس شكل نقطة تحول كبيرة في مسيرة النادي الأندلسي بعد أن عانى الفريق من تذبذب المستوى خلال فترة تعاقب فيها خمسة مدربين منهم خوسيه جوميز مدرب ريدنيج الإنجليزي السابق، وجوتي أسطورة ريال مدريد.
ونجح روبي في الوفاء بالجزء الأول من تعهد تركي آل شيخ – حسب تعبير موقع بي بي سي سبورت – حينما صعد به إلى الدوري الإسباني، وتحدث الموقع عن مشوار الفريق في الدوري هذا الموسم، والمصاعب التي واجهها، وأبرزها العقم الهجومي بعد بيع النيجيري عمر صادق، المهاجم، الى ريال سوسيداد.
وقال الموقع: «النتائج المتراجعة لألميريا لم تؤثر على ثقة تركي آل الشيخ في المدرب روبي، وكافئه الأخير بثلاثة انتصارات متتالية على ارضه وضعت الفريق في المركز الثالث عشر قبل رحلة السبت إلى برشلونة».
وقارن موقع بي بي سي سبورت بين حضور تركي آل الشيخ مباريات فريقه قبل وبعد انطلاق موسم الرياض، موضحا أن الموسم الذي يتضمن العديد من الفعاليات الثقافية النابضة بالحياة في العاصمة السعودية أخذ من وقت مالك نادي الميريا، واصفا إياه بأنه أكثر من مجرد شخصية بارزة، فهو كاتب أغاني وشاعر غزير الإنتاج.
واختتم الموقع: «من الواضح أن تركي شخص ديناميكي لا يخشى تحدي الأفكار المسبقة، ومن الجدير مراقبة هذا النادي سريع النمو».
