بينما لا يزال الغموض يحيط بظروف وملابسات وفاة الشقيقتين السعوديتين في شقتهما في أستراليا منذ 3 أشهر، كشفت صحيفة “ذا سيدني مورنينغ هيرالد” تفاصيل جديدة عن الحادثة وعن الشابتين إسراء عبد الله الصهلي، وأختها أمل الصهلي.
الخوف من شيء ما
كانت شرطة سيدني طلبت من أي شخص التقى بالضحيتين خلال أيامهما الأخيرة أن يتقدم إليها ليدلي بأية معلومات يمكن أن تكون لها علاقة بظروف حياتهما في سيدني، وذلك لمحاولة التوصل إلى علاقات الشقيقتين اللتين وصفتا على أنهما لم تخالطا الكثير من الناس أو الجيران.
ويعتقد أن إسراء وأمل توفيتا بداية مايو بينما اكتشفت جثتاهما أوائل يونيو الماضي عندما حاول صاحب المبنى الاتصال بهما لتحصيل الإيجار المتأخر.
تقول الصحيفة “كانتا لا تفتحان الباب لمن يطرق عليهما، يبدو أنهما كانتا خائفتين من شيء ما”.
ثم تابعت نقلا عن أحد الشهود: “عندما تم فتح باب الشقة عليهما وجدتا جثتين كالعصفورين الصغيرين في ركن إحدى الغرفتين في شقتهما”.
وعاشت الشابتان، اللتان تتراوح أعمارهن بين 24 و 23 عاما، في منطقة كانتربري، في جنوب غرب سيدني.
ونادرا ما كانتا تغادران شقتهما “بالكاد كان يُلاحظ وجودهن بالمبنى” تقول الصحيفة الأسترالية.
ويظهر مخطط الطابق الذي يضم شقتهما أن غرف نوم الشابتين كانت تطل على شرفتين مرئيتين تؤديان إلى الطريق العام المزدحم بحركة المرور، وسط كانتربري .
غموض
تقول الشرطة أيضا إن لديها معلومات شحيحة حول كيفية وظروف وفاة الأختين ولا تعرف الكثير عن حياتهما منذ وصولهما إلى أستراليا في سن المراهقة في عام 2017.
“بيد أن هناك دلائل على وجود أمر ما لا يزال خفيا على الشرطة” تضيف الصحيفة.
في أواخر العام الماضي، أخبرت الفتاتان، مدير المبنى، أنهما تخشيان أن يكون شخص ما يعبث في توصيلات طعامهما، لكن أحد موظفي شركة إدارة المباني، الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن فيديو المراقبة لم يظهر أي مشاكل.
كما أكد سباكٌ زار المبنى، مخاوف الشقيقتين، حيث قال للصحيفة: “كان هناك شيء غامض يحدث لهما”، حسبما نقلت الصحيفة الأسترالية.
إلى ذلك، قال عمال إدارة المبنى إنهم لاحظوا توتر الشقيقتين واتصلوا بالشرطة للتأكد من سلامتهما لكنهما “لم ترغبا في فتح الباب، بل لم تريدا الدخول في أي نوع من المحادثات.”
وخلال طرقهم الباب قال رجال الشرطة لهما “نحن قلقون بشأنكما، هل يمكننا مساعدتكما؟” لتردان بالرفض.
إحدى مديرات المبنى قالت للصحيفة “ألقيت نظرة واحدة على الفتاتين، وفكرت في نفسي: ” أنتما تخفيان شيئا ما.”
ثم تابعت “كانتا في غاية السرية، لقد حافظتا على عدم لفت الأنظار “.
وأشارت إلى أن شقتهما كانت قليلة الأثاث، وفوضوية، لكن بالشكل المعتاد بالنسبة للفتيات من سنهن.
يُذكر أن الشقيقتين كانتا تسكنان في الأصل في فيرفيلد في سيدني، قبل أن تنتقلا إلى كانتربري عام 2020.
وبحسب الصحيفة، كانتا تدفعان حوالي 500 دولار في الأسبوع مقابل تلك الشقة.
ولم تكشف الشرطة الأسترالية بعد عن طبيعة نشاطهن، وهل كانتا تعملان أم تدرسان.
إلا أن الصحيفة كشفت أن الشقيقة الكبرى، والتي تدعى إسراء، أودعت في عام 2018 ، طلب حماية من العنف “لكن تم سحبه ورفضه” وفق تعبير الصحيفة الأسترالية.
ونشرت الشرطة هذا الأسبوع صورا للأختين، اللتين انتقلتا إلى أستراليا في سن المراهقة في عام 2017 ، على أمل أن تستطيع تحصيل معلومات بشأنهما.
بعد 3 أشهر من الوفاة الغامضة في أستراليا.. تحديد هوية الشقيقتين السعوديتين
كشفت شرطة سيدني في أستراليا، الأربعاء، هوية مواطنتين سعوديتين، وجدتا مطلع الشهر الماضي مقتولتين في منزلهما.
ظروف إقامة مبهمة
شخص آخر على علم بالقضية، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن المرأتين طلبتا اللجوء في أستراليا، لكن متحدثة باسم الشرطة رفضت تأكيد ذلك، قائلة إن الشرطة لن تعلق على وضع الإقامة الخاص بهما.
في سياق متصل، ذكرت الصحيفة أنه في الفترة بين منتصف عام 2017 و2022، تقدمت 86 امرأة من المملكة العربية السعودية بطلب للحصول على الحماية الدائمة في أستراليا، وحصلت 75 منهن على تأشيرة حماية دائمة، حسبما أفادت وزارة الشؤون الداخلية لصحيفة هيرالد.
لكن المفتشة كلوديا ألكروفت من شرطة سيدني، قالت من جانبها “لم يكن هناك ما يشير إلى أنهما مشتبه بهما في أية قضية”، وأن لا دليل على أنهما هربتا من المملكة العربية السعودية خوفا من شيء ما.
واقعة مؤسفة
وكانت القنصلية السعودية في سيدني الأسترالية قالت في وقت سابق إنها تلقت بلاغات عن وفاة مواطنتين سعوديتين في مقر سكنهما.
وأضافت أنها تواصلت فورا مع الجهات الأسترالية المختصة “للوقوف على حيثيات الواقعة المؤسفة”.
وطلبت القنصلية من السلطات الأسترالية موافاتها في أسرع وقت بنتائج التحقيق في أسباب وفاتهما.