دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — بعد إصابته بالتهاب السحايا الجرثومي، توفي عازف الغيتار الإنجليزي جيف بيك، الأربعاء، عن عمر يناهز 78 عامًا، وفقًا لبيان نُشر عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكّده وكيل أعماله لـCNN.
وجاء في البيان: “بالنيابة عن عائلته، نشارك خبر وفاة جيف بيك بحزن عميق. فبعد إصابته فجأة بالتهاب السحايا الجرثومي، توفي بسلام أمس. وتتمنى عائلته احترام الخصوصية أثناء التعامل مع هذه الخسارة الفادحة”.
وخلال ساعات، يمكن أن تحدث الوفاة الناجمة عن الإصابة بالتهاب السحايا الجرثومي، وهو التهاب في الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي.
يحدث التورّم عادة عندما تهاجم العدوى السائل المحيط بالدماغ والحبل النخاعي.
ومع ذلك، فإن معظم الاشخاص يتعافون من المرض، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
وأوضحت الوكالة الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني: “أولئك الذين يتعافون قد يعانون من إعاقات دائمة، مثل تلف الدماغ، وفقدان السمع، وصعوبات بالتعلّم”.
أعراض التهاب السحايا الجرثومي
قد تتشابه الأعراض مع تلك الخاصة بالإنفلونزا أو “كوفيد-19″، وتشمل الصداع، والحرارة، والغثيان أو القيء، وضباب الدماغ، والحساسية تجاه الضوء، والنعاس أو صعوبة الاستيقاظ، وتيبس الرقبة.
وبحسب ما ذكرته عيادة كليفلاند: “التهاب السحايا قد يكون حادًا، يترافق مع ظهور سريع للأعراض، وقد يكون مزمنًا، ويستمر لمدة شهر أو أكثر، أو قد يكون خفيفًا”.
وتجدر مراجعة الطبيب فورًا إذا عانيت أنت أو أحد أفراد عائلتك من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، أو صداع شديد ومستمر، أو من التشوش، أو القيء، أو تيبس في الرقبة مع مدى محدود من الحركة.
ويعد حديثو الولادة والرضع أكثر عرضة للإصابة من الفئات العمرية الأخرى، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض. وتشمل العلامات التي يجب البحث عنها التهيج، والقيء، والخمول، والتغذية السيئة، وردود الفعل غير الطبيعية، وانتفاخ الجزء الرخو أعلى رأس الطفل (اليافوخ).
أسباب الإصابة بالتهاب السحايا الجرثومي
يمكن أن تنتج الإصابة بالتهاب السحايا عن العدوى الفيروسية، أو العدوى الطفيلية، أو العدوى الفطرية، أو الأميبا، والحساسية تجاه الأدوية، وبعض أنواع السرطان.
ويختلف العلاج بناءً على سبب الإصابة بالتهاب السحايا، لذلك من المهم تحديد سببها. ويقوم الأطباء بذلك بواسطة جمع عينات من الدم أو إجراء البزل النخاعي، وإرسالها إلى المختبر لتحليلها.
ويعالج الأطباء التهاب السحايا الجرثومي بعدد من المضادات الحيوية. وشددت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على ضرورة بدأ العلاج “في أسرع وقت ممكن”.
ورغم خطورة التهاب السحايا الفيروسي، إلا أنّه يعد أقل فتكًا من التهاب السحايا الجرثومي/ البكتيري، إذ عادة ما يتحسن الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعة طبيعي من تلقاء أنفسهم، بحسب مراكز مكافحة الأمراض.
كما أنّ الحالة الفيروسية من التهاب السحايا “لا تعتبر معدية بشكل عام”، وفقًا لمؤسسة Meningitis Now الخيرية للإعلام والدعم، ومقرّها في المملكة المتحدة.
وشرحت المؤسسة بأن “التهاب السحايا الفيروسي لا ينتقل إلى الآخرين من خلال الاختلاط الوثيق، خلافًا للمكورات السحائية من التهاب السحايا الجرثومي، لذلك لا حاجة لتلقي أقارب المريض علاجًأ وقائيًا”.
ويمكن أن تنتشر أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا بطرق عدة. على سبيل المثال، قد تنتقل بكتيريا المكورات العقدية المجموعة “ب” وبكتريا الإشريكية القولونية من الأم إلى الطفل أثناء الولادة.
وأشارت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، إلى أن النساء الحوامل معرضات أيضًا لعدوى الليستريا المستوحدة، التي قد تؤدي إلى “الإجهاض، أو ولادة جنين متوفي، أو الولادة المبكرة، أو عدوى تهدد حياة الأطفال حديثي الولادة، ضمنًا التهاب السحايا”.
وهناك بعض سلالات البكتيريا الأخرى التي تسبّب التهاب السحايا البكتيري: المستدمية النزليّة، والمتفطرة السلية، والعقدية الرئوية، وتنتقل جميعها إلى الآخرين من طريق السعال أو العطس.
وتنتشر بكتيريا تسمى النيسرية السحائية من طريق مشاركة اللعاب أو البصاق، عادة عند التقبيل، أو عبر السعال، أو الاختلاط الحميم.
ويمكن أن يقوم بعض الأشخاص بنقل البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا، المحمولة في أنوفهم أو أجسادهم، من دون الإصابة بالمرض.
ولفتت مراكز مكافحة الأمراض إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، مثل عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، أو نقص المناعة الخطير، وأولئك الذين خضعوا لاستئصال الطحال والمرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
كما يُعد المسافرون إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يمتد “المسافرون إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يشيع “حزام التهاب السحايا” الذي يمتد من السنغال إلى إثيوبيا، معرضون أيضًا لخطر متزايد للإصابة بالمرض.
الوقاية من التهاب السحايا
أوصت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالبقاء على اطلاع دائم على اللقاحات، التي تعد وسيلة أساسية للوقاية من التهاب السحايا الجرثومي والفيروسي.
وهناك أربعة أنواع أساسية من اللقاحات: لقاح المكورات الرئوية، ولقاح المستدمية النزلية النوع ب، ولقاحان ضد المكورات السحائية، ولقاح “عُصية كالميت غيران”، المعروف باسم “بي سي جي”، الذي يقي من السل.
ويمكن أن تتضاءل فعالية اللقاح بمرور الوقت، لذلك يُفضّل مراجعة مقدم الرعاية الصحية لمعرفة إذا كنت تحتاج ربما إلى جرعة معززة.