التخطي إلى المحتوى

تزايد التوتر بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بشكل أكبر الخميس، مع تبادلهما انتقادات بشأن خفض إنتاج النفط وموقف الرياض من موسكو.

وعند سؤاله خلال زيارة إلى لوس أنجليس بشأن التوترات مع السعودية، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن “نحن على وشك التحدث معهم”، بدون مزيد من التفاصيل.

وانتقدت واشنطن الرياض لاعتبارها أنها قدمت “دعما اقتصاديا” وكذلك “معنويا وعسكريا” لروسيا عبر الخفض الأخير في حصص إنتاج النفط.

وأعربت الرياض في بيان نادر صدر في وقت سابق الخميس عن “رفضها التام” للاتهامات الأمريكية لها بتقديم دعم لروسيا، وأكدت أن قرارات تحالف “أوبك+” تعتمد في أساسها على “منظور اقتصادي بحت”.

“خيبة أمل أمريكية”

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، إن الولايات المتحدة تراجع حاليا تداعيات قرار “أوبك بلاس” الأسبوع الماضي على علاقاتها مع السعودية.

وأضاف للصحفيين “لم نشعر بخيبة أمل عميقة من ذلك فحسب، وإنما نعتقد بأنه قصر نظر. وكما أوضح الرئيس، يجب أن يكون لهذا القرار عواقب وهذا شيء نراجعه بينما نتحدث”.

واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الخميس أن قرار “أوبك بلاس”، يقدم”دعما اقتصاديا” لروسيا أحد أكبر مصدري المحروقات.

وأضاف كيربي في تصريحات للصحافيين “إن ذلك يمثل أيضا دعما معنويا وعسكريا لأنه يسمح (لروسيا) بمواصلة تمويل آلتها الحربية”.

دواعي انتخابية

من جهتها، قالت الرياض إن الولايات المتحدة “اقترحت” تأجيل قرار “أوبك بلاس” لمدة شهر حتى لا يرتفع سعر البنزين وبالتالي التأثير على الناخبين الأمريكيين.

ويعني ذلك أن البيت الأبيض طلب من الرياض الانتظار إلى ما بعد الانتخابات التشريعية النصفية في الولايات المتحدة المقرر إجراؤها في 8 تشرين الثاني/نوفمبر والحاسمة في تحديد ما تبقى من ولاية جو بايدن الرئاسية، وهم ما لم تنكره واشنطن.

وحول هذه النقطة رد كيربي في بيان منفصل قال فيه “كان بإمكانهم بسهولة انتظار اجتماع أوبك المقبل ليروا كيف تتطور الأمور”.

وأضاف كيربي في بيانه أن السعودية “يمكن أن تحاول التلاعب أو تحويل الانتباه، لكن الوقائع واضحة”.

وتابع الأدميرال السابق الذي صار أحد الأصوات الرئيسية في البيت الأبيض في مجال الأمن والدبلوماسية، “في الأسابيع الأخيرة، أوضح لنا السعوديون سرا وعلنا أنهم يعتزمون خفض إنتاج النفط، مع علمهم أن ذلك سيزيد من عائدات روسيا ويخفف من تأثير العقوبات. لقد سلكوا الاتجاه الخاطئ”.

واتهم المملكة بـ”لي ذراع” دول أخرى أعضاء في أوبك “للحصول على ما تريد”، لكنه رفض ذكر أسمائها واكتفى بالتأكيد أنها أكثر من دولة.

وكان تحالف “أوبك بلاس” المكون من الدول الـ13 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفائهم العشرة بقيادة روسيا، قد قرر الأسبوع الماضي خفضاً كبيراً في حصص الانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر.

“عواقب”

وجاء القرار رغم تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنه ستكون هناك “عواقب” للخطوة التي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وبالتالي ملء خزائن روسيا من عائداتها النفطية لتمويل حربها في أوكرانيا.

وتعهد بايدن إجراء “إعادة تقييم” للعلاقة الإستراتيجية المديدة بين البلدين والتي تقوم على مبدأ بسيط: السعودية تزود السوق بالنفط وفي المقابل تضمن الولايات المتحدة أمنها لا سيما عبر صفقات سلاح ضخمة معها.

وأوردت وزارة الخارجية السعودية في بيانها أن “حكومة المملكة العربية السعودية اطلعت على التصريحات التي تضمنت وصف القرار بأنه بمثابة انحياز للمملكة في صراعات دولية وأنه قرار بُني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة الأمريكية”.

فرانس24/أ ف ب/رويترز

Scan the code