التخطي إلى المحتوى

روى أسرى الحرب الأوكرانيين العديد من القصص المؤلمة عن بشاعة التعذيب الذي تعرضوا لهم على أيدي سجانيهم الروس، مؤكدين أن حدث لهم ينتهك اتفاقيات جنيف، وفقا لصحيفة “تايمز” البريطانية.

وكان الأسبوع الماضي قد شهد إطلاق سراح أكثر من 200 أسير أوكراني وأجنبي في صفقة تبادل غير متوقعة وسرية توسطت فيها تركيا والسعودية.

ومن جانبها، أفرجت كييف عن 55 جنديًا روسيًا بصحبة فيكتور ميدفيدشوك، النائب الأوكراني السابق والحليف المقرب للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والذي واجه اتهامات بـ”الخيانة العظمى”.

ومن بين المفرج عنهم من 108 من أفراد قوات كتيبة “آزوف” الأوكرانية وخمسة قادة عسكريين وعشرة أجانب نصفهم بريطانيون، منهم أيدن أسلين وشون بينر، اللذين كان قد حُكم عليهما بالإعدام في يونيو في محاكمة صورية إلى جانب إبراهيم سعدون، وهو طالب مغربي أُطلق سراحه بموجب الاتفاق.

وقال كل من بينر وأسلن عقب وصولهما إلى المملكة المتحدة إنهما تعرضا للضرب والصعق بالصدمات الكهربائية خلال فترة احتجازهما.

هزال وألم

وبدا الأسرى الأوكرانيين وقد ظهر عليهم آثار الهزال الشديد، في كان كان أحدهم يعاني من آلاما حادا في منطقة ذراعه المبتورة، مشيرا إلى أنه لم يكن يتلقى الرعاية الطبية اللازمة خلال فترة أسره القاسية.

وقال نائب قائد فوج آزوف المعروف باسم “كولسيان مولفار”، والذي أمضى يوم الخميس بعض الوقت مع السجناء المفرج عنهم في مكان غير محدد في أوكرانيا، إن “الكثيرين كانوا في حالة بدنية ونفسية سيئة”. 

وأشار إلى أنه تمت إحالتهم لإعادة التأهيل ودعم الصحة العقلية بعد تعرضهم لأنواع مختلفة من التعذيب، فضلاً عن سوء التغذية والحرمان من النوم.

وأوضح مولفار أن الأسرى المحررين كان مسرورين جدا بعد عودتهم إلى بلادهم، مردفا: “نفكر الآن في أولئك الذين ما زالوا في السجن. إنه بقعة مظلمة جدا للعقل والجسد”.

وكان من بين المفرج عنهم ثلاث نساء حوامل، ومن المتوقع أن يلدن في غضون أسابيع.

وقال جندي أوكراني معروف باسم “مانغو”، وهو عضو في “كتيبة آزوف” قضى أسابيع هذا العام قابعًا في سجن أولينيفكا بالقرب من مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا: “تعرضت للتعذيب وشاهدت آخرين يتعرضون للضرب والتعذيب”.

وأوضح مانجو الذي أطلق سراحه في يونيو “إنهم يعذبون ويضربون الناس بشدة لدرجة كسر أحد أطراف أحدهم أو ثقب رئته”.

وتابع: “ذات مرة شاهدت رجلاً أصيب بنوبة قلبية وفقد وعيه أثناء تعرضه للضرب ولم يقدموا له أي مساعدة بعد أن سحلوه جانبا، ولا أعرف ماذا حدث له لاحقا”.

وقال أسرى آخرون من المفرج حديثا عنهم إن السجانين اعتادو أن يأخذوا الأسرى إلى غرف التعذيب ليعود بعضهم وقد تهشمت أسنانه أو تكسرت أضلاعه، زاعمين أن بعضهم لم يرجع على الإطلاق، في إشارة إلى احتمال موتهم تحت التعذيب.

ووفقًا للأمم المتحدة، يعاني عدد من الأسرى الأوكرانيين من أمراض معدية، بما في ذلك التهاب الكبد والسل. 

وقالت رئيسة بعثة مراقبة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ماتيلدا بوجنر، إن الأسرى لم يُسمح لهم بالاتصال بأقاربهم لإخبارهم عن أوضاعهم أو حالتهم الصحية، مما ترك العائلات “محرومة من حقها في معرفة ما حدث لأحبائهم”.

وقال الصليب الأحمر أيضًا في بداية هذا الشهر إنه مُنع من الوصول إلى سجن أولينيفكا الذي كان قد زاره مرتين في مايو لتقييم احتياجات السجناء وتوصيل خزانات المياه.

وبحسب منظمات حقوقية يتم استجواب الأسرى في سجن أولينيفكا انتظام إذ يحاول الجنود الروس إجبارهم على توقيع وثيقة اعتراف تقول إنهم من دمروا مدينة ماريوبول وقتلوا مدنيين بأمر من قادتهم. 

وتشير أحدث التقديرات الأوكرانية إلى أن عدد القتلى في المدينة بلغ 87 ألفًا، في حين تشير تقديرات أخرى إلى أن الرقم يقترب من 20 ألف.

Scan the code