وصف المبدع والإعلامي الإماراتي جمال مطر، اختياره شخصية العام المسرحية بالدورة الـ14 من مهرجان دبي لمسرح الشباب، بأهم جائزة تكريمية حصل عليها في حياته، مضيفاً خلال أمسية نظمت، أول من أمس، في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أنه يتجه اليوم إلى الرواية، مؤمناً بأن الأفكار الثرية القادرة على تقديم الحكاية والتأويل وإثارة الأسئلة هي جل ما يبحث عنه، إذ ابتعد عن الكتابة والإخراج للمسرح خلال هذه الفترة.
وأشاد جمال مطر في مستهلّ حديثه بمنهج هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، في تكريم المبدعين بمجالات متنوعة، سواء المسرح أو الموسيقى أو غيرهما، وأهمية التكريم لكل من تركوا بصمات وإنجازات. وعن بدايته والأعمال التي شكلت بداية مشواره كمخرج ومؤلف مسرحي، ومنها «جميلة»، قال إن هذا العمل كان استثنائياً، وحمل مشاهد تبدو سينمائية، والكثير من التحديات، إذ قدم في الهواء الطلق، وطرق غير معبدة، ومع ذلك قدم ما يقارب 29 عرضاً.
وعن علاقته بشعر أبي الطيب المتنبي، لاسيما أنه أصدر عنه كتاباً، أوضح: «لم أستفد من علاقتي بالمتنبي في المسرح سوى باللغة وبشاعريته، والكتاب الذي قدمته عنه أتى للتعبير عن علاقتي بشعره والحب والجفاء بيني وبينه، فأحياناً أقوم بحوارية بيني وبينه.. حوارية قائمة على العتب الشديد والحب الشديد أيضاً».
واستعرض مطر تجربته الإعلامية أيضاً خلال الأمسية، لافتاً إلى الحوارات المهمة التي أجراها، ومنها مع الشاعر أحمد شفيق كامل، مؤلف أغنية «أنت عمري» لأم كلثوم، وغيره من الشخصيات البارزة، كمنصور الرحباني وسعيد صالح وليلى علوي ويوسف شعبان.
اتجه مطر إلى الرواية، وأصدر أكثر من عمل، مثل «ربيع الغابة» الذي وصل إلى القائمة الطويلة في جائزة الشيخ زايد للكتاب. ونوّه بأنه استفاد من المسرح في الرواية، لاسيما أن من يقرأ الرواية يجد روح المسرح والسينما فيها، لاسيما في «ربيع الغابة» فضلاً عن حالة الشعر والتأثر بالمتنبي.
ولفت إلى أن هناك نقاداً كتبوا الكثير من الإيجابيات عن ذلك العمل، إذ وصفتها ناقدة مصرية بأنها رواية تبدو مكتوبة على صوت الناي، وتبشر بأدب رمزي في الإمارات.
وشدد على أنه لم يتجه إلى الرواية بسبب نضوب معينه المسرحي، بل على العكس، لأن الرواية هي الورطة الكبرى، فالمسرح تتدخل فيه الكثير من الأيادي، من المخرج إلى المؤلف، بينما الرواية يتحمل مبدعها المسؤولية كاملة.
ورأى أن روايته «ربيع الغابة» يمكن تحويلها إلى مسرحية أو فيلم رسوم متحركة يخرج من الإمارات للعالم، إذ تحمل الرواية الكثير من الرمزية والقابلية للتشكيل.
واعتبر أن مشكلة الكتابة الأساسية تكمن في غياب الحكاية، وهذا ما تقوم به الأفلام التي تعيد إنتاج سلسلة قصص بزخارف اللغة دون وجود حكاية حقيقية، وهذه إشكالية يقع فيها الكتّاب الذين يعوضون الحكاية بالزخرفة اللغوية.
جمال مطر:
• لم أتجه إلى الرواية بسبب نضوب معيني المسرحي، بل على العكس، لأن الرواية هي الورطة الكبرى.
• سعيد بالحوارات التي أجريتها مع شخصيات بارزة، مثل مؤلف «أنت عمري»، ومنصور الرحباني ويوسف شعبان.
شهادة رفاق الدرب
شهدت أمسية جمال مطر، العديد من المداخلات من ممثلين ومخرجين، من بينهم ناجي الحاي، وحسن يوسف البلوشي، ومرعي الحليان.
وأكد أصحاب المداخلات دعم جمال مطر لهم في بداياتهم المسرحية، من خلال تدريبهم على الارتجال.
وقال الفنان مرعي الحليان: «الممثل حين يبدأ حياته يحتاج إلى الجرأة في مواجهة الجمهور، وفن الارتجال الملتزم، وقد تعلمتهما مع جمال مطر في مسرحية (جميلة)، إذ قدم لي دور الراوي الذي يواجه الجمهور والمكتوب بسطرين، وطلب مني تطويره عبر الارتجال».
وأضاف «ممتن لهذه التجربة.. فإذا وجد الممثل مرعي الحليان في الإمارات، فواحد من مؤسسي هذا الممثل هو جمال مطر».