التخطي إلى المحتوى

وضعت الولايات المتحدة وحلفاؤها اللمسات الأخيرة على إجراءات تهدف إلى زيادة الضغط العسكري والدبلوماسي والاقتصادي على روسيا بعد خطط الكرملين بضم أراضي أوكرانية.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إنه سيتم الإعلان، الجمعة، عن عقوبات جديدة على الكيانات داخل روسيا، وتلك الموجودة في الخارج التي تساهم في مجهودها الحربي، وفقا لمسؤولين أميركيين وأوروبيين. 

وبحسب الصحيفة، فإن الدول الغربية تتعهد بالتزامات طويلة الأمد لضمان استمرار تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا.

وكرر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، أن “الولايات المتحدة لا ولن تعترف أبدًا بشرعية أو نتيجة هذه الاستفتاءات الزائفة أو ضم روسيا المزعوم للأراضي الأوكرانية”.

من المقرر أن يوقع، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، اتفاقيات ضم الأراضي الأوكرانية لروسيا في “أكبر ضم قسري للأراضي بأوروبا منذ عام 1945″، بحسب شبكة “سي إن إن”.

وسيتم توقيع الاتفاقيات في حفل بالكرملين بعد ثلاثة أيام من الاستفتاءات التي أجريت على عجل واختتمت في أربع مناطق أوكرانية تعتبرها موسكو الآن أراضي روسية.

وتخطط روسيا لرفع علمها على مساحة تزيد عن 100 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها في انتهاك صارخ للقانون الدولي وبعد تصويتات رفضتها الغالبية العظمى من الدول، بما في ذلك بعض أصدقاء روسيا مثل صربيا.

ووفقا للكرملين، سيلقي بوتين خطابا ويلتقي بالقادة المدعومين من روسيا في المناطق الأربع المحتلة.

وقال الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أندريه كوليسنيكوف، لصحيفة “نيويورك تايمز” في مقابلة هاتفية من موسكو، “يعتقد أنه قادر على الفوز. إنه يثير تصعيد الحرب ونقلها إلى مكانة جديدة”.

ورفضت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون رفضا قاطعا الضم المخطط له للمناطق الأربع – دونيتسك ولوهانسك وجزء كبير من خيرسون وزابوريجيا، وهي مساحة شاسعة تحتوي على الصناعات الثقيلة والأراضي الزراعية الغنية وقناة المياه العذبة الهامة لشبه جزيرة القرم.

وتعد دونيتسك ولوهانسك موطنا لجمهوريتين انفصاليتين أعلنتا من طرف واحد تدعمهما موسكو منذ 2014، بينما تسيطر القوات الروسية على خيرسون وأجزاء من زابوريجيا بعد بدء الغزو أواخر فبراير.

خريطة توضح الأراضي التي ستضمها موسكو إلى روسيا

وبمجرد أن يرفرف العلم الروسي فوق هذه المناطق، فإنها ستكون أراضي تحصل على نفس مستوى الحماية مثل أي جزء آخر من الاتحاد الروسي، كما صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، السبت.

في الأسبوع الماضي، قال ألكسندر باونوف، من مؤسسة كارنيغي، إن الرسالة التي وجهها الكرملين إلى حلفاء أوكرانيا هي: “لقد اخترتم قتالنا في أوكرانيا. حاولوا الآن قتالنا في روسيا نفسها أو على وجه الدقة ما نسميها روسيا”.

“فترة خطيرة للغاية”

في عام 2020، وقع بوتين مرسوما بتحديث العقيدة النووية الروسية التي سمحت باستخدام الأسلحة النووية “في حالة العدوان على الاتحاد الروسي باستخدام الأسلحة التقليدية وعندما يكون وجود الدولة ذاته تحت التهديد”.

وقالت مصادر عدة لشبكة “سي إن إن” الإخبارية، الأربعاء، إن التهديد باللجوء للأسلحة النووية بالتأكيد “مرتفع” مقارنة بما كان عليه في وقت سابق من العام. 

وحذرت الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة روسيا بشكل خاص من اتخاذ مثل هذه الخطوة الكارثية. ولكن حتى الآن، لا توجد مؤشرات على أن روسيا تخطط لاستخدام وشيك للسلاح النووي وأن “التقييم العام لم يتغير” على حد قول أحد المصادر المطلعة على المعلومات الاستخباراتية لشبكة “سي إن إن”.

قال مسؤول أوروبي كبير لصحيفة “واشنطن بوست”: “لقد أعلنت روسيا أنها ستضم ببساطة أراضٍ (أوكرانية) وستجعل ذلك الجزء من روسيا مغطى أيضا بمظلة نووية – وهذا أمر شائن للغاية لدرجة أنه قوّض مبدأ وحدة الأراضي”. 

وأضاف: “لا يمكن لهذه البلدان أن تبقى بمعزل عن غيرها، ولا يمكنها البقاء على الحياد بشأن مبدأ حاسم في القانون الدولي يمكن استخدامه ضدها بالفعل”.

في حين أن المجتمع الدولي سيرفض خطة روسيا، فإن الضم تغير “الحقائق على الأرض” وتقلل من احتمالات أي تسوية تفاوضية.

وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنه إذا استمر الكرملين في الضم، فإن أي مفاوضات مع بوتين ستكون مستحيلة.

وعلى الرغم من النكسات التي تعرض لها بوتين في ساحة المعركة والرياح المحلية المعاكسة بعد قرار “التعبئة الجزئية”، قال محللون روس إنه لا يزال يرى طريقا إلى الانتصار في الحرب – حتى وإن لم يكن واضحا كيف سيحدد النصر بالضبط.

وقال فاسيلي كاشين، المتخصص في القضايا العسكرية والسياسية في الكلية العليا للاقتصاد بالعاصمة موسكو، إن بوتين يعتقد أن تدفق المجندين يمكن أن يغير المد في الحرب ويسمح لروسيا بمواصلة الهجوم في أوكرانيا. في الوقت نفسه، قال كاشين إن الحرب الحرب تدخل “فترة خطيرة للغاية”. 

في حديثه لصحيفة “نيويورك تايمز”، أضاف أنه بينما يرسل الغرب المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، لن يقبل بوتين فقدان السيطرة على المناطق التي يخطط لضمها، الجمعة، حتى لو كان ذلك يعني استخدام الأسلحة النووية وقبول خطر هذا النوع من التصعيد.

وتابع كاشين: “إننا نجتاز نقطة اللاعودة. بعد ذلك، لن نكون قادرين على الامتناع عن الدفاع عن هذه الأراضي بكل الوسائل، بما في ذلك الأسلحة النووية”.

Scan the code