دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — 1 من كل 10 أمريكيين يأكل ما يكفي من الفاكهة والخضار التي تعتبر ممرًا رئيسيًا للتمتع بصحة جيدة. وتوصّلت دراسة جديدة إلى أنّ هناك فائدة واضحة من تناولها لأي شخص يعاني من ارتفاع الكوليسترول.
ودرس الباحثون مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) التي يُعرّف عنها غالبًا بالكوليسترول “الضار”، لأنّ تراكمها قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب. ووجدت الدراسة أنّ مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة تراجع بنسبة 10% لدى المشاركين، وانخفض الكوليسترول الكلي بنسبة 7٪ لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا مقارنة مع أولئك الذين نظامًا يضم اللحوم والنباتات.
وقالت المؤلفة الرئيسية، الدكتورة روث فريك شميدت، أستاذة الكيمياء الحيوية السريرية وكبيرة الأطباء في Rigshospitalet بكوبنهاغن، الدنمارك: “هذا يماثل ثلث تأثير تناول الأدوية الخافضة للكوليسترول مثل الستاتين، وبالتالي يخفّض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى شخص يتّبع نظامًًا غذائيًا نباتيًا لمدة خمس سنوات بنسبة 7٪”.
وأفادت فريك شميدت ببيان: “الأهم أننا وجدنا نتائج مماثلة عبر القارات، والأعمار، ونطاقات مختلفة من مؤشر كتلة الجسم، وبين الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مختلفة”. ورأت أنه في حال “بدأ الناس بتناول وجبات نباتية أو فيغان في سن مبكرة، فإن احتمالية الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الناجمة عن انسداد الشرايين تكون كبيرة”.
,استند التحليل إلى نتائج 30 تجربة سريرية عشوائية، نُشر أكثر من 2300 تجربة منها بين عامي 1982 و2022. وقد بحثت هذه الدراسات بتأثير الأنظمة الغذائية النباتية على جميع أنواع الكوليسترول وصميم البروتين الشحمي B (apoB)، وهو بروتين موجود في الدم ينظر إليه كمقياس جيد لمقدار الدهون والكوليسترول السيئ في الجسم.
وذكر مؤلفو الدراسة أن التحليل التلوي هذا هو الأول من نوعه الذي يركّز بشكل خاص على تأثير النظام الغذائي على تركيزات apoB. وأظهرت النتائج أنّ كونك فيغان أو نباتيًا ارتبط بانخفاض بنسبة 14٪ في مستويات البروتين الشحمي ب.
وأشارت تريسي باركر، اختصاصية التغذية لدى مؤسسة القلب البريطانية في برمنغهام، غير المشاركة في الدراسة ببيان، إلى أنّ “هذا التحليل الكبير يدعم ما نعرفه بالفعل: أن تضمين المزيد من الأطعمة النباتية في نظامك الغذائي مفيد لقلبك”.
ومع ذلك، ورد على لسان روبرت ستوري، أستاذ أمراض القلب في جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة، في بيان، أنّ الدراسة أوضحت أيضًا أنّ تأثير النظام الغذائي على الكوليسترول قد يكون محدودًا بالنسبة للأشخاص الذين “يرثون إنتاج أكبادهم الكثير من الكوليسترول، ما يعني أنّ ارتفاع الكوليسترول يتأثر بشدة بجيناتنا (DNA) أكثر من نظامنا الغذائي”.
وتابع ستوري غير المشارك في الدراسة: “هذا يفسر سبب الحاجة إلى الستاتين لمنع إنتاج الكوليسترول لدى الأشخاص المعرضين بشكل أكبر للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو أمراض أخرى مرتبطة بتراكم الكوليسترول في الأوعية الدموية، أو عانوا بالفعل منها”.
ولفتت فريك شميدت في بيان إلى أنّ علاج الستاتين يتفوق على الأنظمة الغذائية النباتية في تقليل مستويات الدهون والكوليسترول. وأضافت: “رغم ذلك، فإنّ نظامًا واحدًا لا يستبعد الآخر، ويرجح أن يكون الجمع بين العقاقير المخفضة للكوليسترول والوجبات الغذائية النباتية له تأثير تآزري، ما يؤدي إلى تأثير مفيد أكبر”.
نصائح الخبراء حول بدء نظام غذائي نباتي
على أي شخص يفكر بأن يصبح نباتيًا التأكد من أنه مخطّط بدقة كي يتضمين ما يكفي من الحديد واليود وفيتامين ب12 وفيتامين د، بحسب دوان ميلور، اختصاصي التغذية المسجل، زميل تدريس رئيسي بكلية الطب في جامعة أستون ببرمنغهام في المملكة المتحدة.
وأضاف ميلور، غير المشارك في الدراسة: “إذا كان شخص ما يفكر بإجراء تغيير في النظام الغذائي، فقد يكون من المفيد مناقشة ذلك مع اختصاصي صحي، وربما اختصاصي تغذية حتى يكون مصممًا على نحو جيد من الناحية الغذائية، ويساعد في معالجة مخاوفه الصحية، ويكون ممتعًا بشكل مثالي”.
إضافة إلى ذلك، على الأشخاص الذين ينتقلون إلى نظام غذائي نباتي الاطلاع على أنواع الأطعمة التي يتناولونها.
وأفادت أيدين كاسيدي، الأستاذة ومديرة البحوث متعددة الاختصاصات بمعهد الأمن الغذائي العالمي في جامعة كوينز بلفاست، في بيان: “ليست كل النظم الغذائية النباتية متساوية”.
وأوضحت كاسيدي غير المشاركة في الدراسة، أنّ الأنظمة الغذائية النباتية الصحية فقط التي تتميز بالفاكهة والخضار والحبوب الكاملة، تحسّن الصحة، في حين أن النظم الغذائية النباتية الأخرى التي تحتوي على الكربوهيدرات المكررة والأطعمة المصنعة عالية الدهون والسكر والملح لا تفعل ذلك. وتشمل هذه الأطعمة البطاطس المقلية المشهورة والدوناتس المقلية، بالإضافة إلى العديد من المخبوزات والحلويات الأخرى.
وأشارت باركر إلى أنه إذا كان الناس يواجهون صعوبة في التكيف مع نمط حياة نباتي أو نباتي كامل، ففكر في تجربة نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، الذي يركز في الغالب على الفاكهة والخضار والبقوليات والحبوب الكاملة والأسماك، مع القليل من البيض ومنتجات الألبان قليلة الدسم وقليل جدًا من اللحم.
وخلصت باركر في البيان إلى أنه “يوجد دليل كبير على أن هذا النوع من النظام الغذائي يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية من خلال تحسين مستويات الكوليسترول، وضغط الدم وتقليل الالتهابات، والسيطرة على مستويات الغلوكوز في الدم”.