دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أظهرت دراسة جديدة أنّ المعينات السمعية قد تشكّل أداة مهمة في إطار الجهود المبذولة لمنع التدهور المعرفي والخرف.
وقال كبير مؤلفي الدراسة ووي شيانغ لوه، رئيس قسم طب الأنف والأذن والحنجرة في الجامعة الوطنية وجامعة سنغافورة الوطنية، إنّ الأبحاث أثبتت أنّ ضعف السمع يشكّل عامل خطر مهم لتطوير الخرف، لكن ما كان أقل وضوحًا هو إن كان التدخل لمعالجة فقدان السمع يحدّ من تطور التدهور المعرفي.
وقال لوه إنّ الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة “JAMA Neurology”، الاثنين، تقدم دليلاً على أنّ إدارة فقدان السمع قد تساعد بتقليل أو تأخير التدهور المعرفي.
وقام البحث بتحليل تلوي لـ3243 دراسة، استنادًا إلى الملاحظة والتجربة، ونظر بالعلاقة بين فقدان السمع والتدهور المعرفي خلال فترة تتراوح بين سنتين و25 سنة. ووجدت المراجعة أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، وارتدوا أجهزة معينة على السمع، كان أداؤهم أفضل بنسبة 3٪ في النتائج المعرفية على المدى القصير، وفقًا للدراسة.
ووجدت الدراسة أن استخدام المعينات السمعية كان مرتبطًا بالحد من التدهور المعرفي طويل الأمد بنسبة 19٪. ولاحظ مؤلفو الدراسة أنه عندما يتعلق الأمر بالتدهور المعرفي، فإنّ منع التقدم أمر مهم.
وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور بنجامين تان، زميل عميد بكلية يونغ لو لين للطب في جامعة سنغافورة الوطنية إنّه “من الأسهل بكثير تفادي الخرف وعلاجه، ذلك أنه من الصعب للغاية العودة إلى ما قبل ذلك”.
وأفاد الدكتور توماس هولاند، العالم الطبيب في معهد راش للشيخوخة الصحية، غير المشارك في الدراسة، أنه يسهل تصحيح فقدان السمع، الذي يمثل عامل خطر كبير في التراجع المعرفي، بالدول المتقدمة.
وقال هولاند: “اخضع لفحص فقدان السمع، وإذا كنت تعاني من ضعف بالسمع، فتحدث إلى اختصاصي سمع أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة، لضمان الحصول على العلاج المناسب والأمثل الذي يساعد بتجنب مخاطر الخرف المحتملة والتدهور المعرفي”.
هل حان الوقت لاستشارة طبيبك؟
وقال الباحثون إن السؤال التالي الذي يجب التحقق منه يتعلق بإذا كانت شدة فقدان السمع تغيّر من فعالية التدخلات عندما يتعلق الأمر بمنع التدهور المعرفي.
ورأى تان أنه في الأثناء، يتعيّن على الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع التحدث مع طبيبهم حول ما إذا كان مناسبًا استخدام المعينات السمعية.
وأضاف أنه ليس مبكرًا التدخل أبدًا، لافتًا إلى أنّ الدراسة الجديدة بيّنت أن الفوائد تتراكم بمرور الوقت.
وتابع تان في حديثه مع CNN: “لذلك، يجب أن يبدأ المرضى الذين لديهم إصابة بالعلاج فورًا، إذا كانوا يريدون الاستفادة خلال سنوات قليلة”.
وأشار أيضًا إلى أن استخدام هذه الأجهزة قد يفيد حتى من بدأوا بإظهار تراجع في الإدراك. وبحسب البحث الجديد، ما برح في إمكان المرضى لمس التقدّم حتى لو لم يضيفوا المعينات السمعية في وقت مبكر.
وأوضح تان أنّه “من الأمور المشجعة، أن المرضى الذين كانوا يعانون في البداية من ضعف إدراكي معتدل، والخرف المبكر، استفادوا أيضًا من استخدام السماعات، إذ قلّلوا من خطر تطور الخرف بنسبة 20٪”.
ولفت إلى أنّ “هذا يعني أنه لم يفت الأوان أبدًا لبدء استخدام المعينات السمعية، ولكن العلاج المبكر قد يساعد للحفاظ على معظم القدرات الإدراكية”.
وقال هولاند إن أجهزة السمع ليست الطريقة الوحيدة لمنع التدهور المعرفي، ومن المهم اتباع مقاربة وقائية شاملة للأمر.
وتابع: “بالتوازي مع فحص سمعك من قبل اختصاصي السمعيات أو الطبيب، عدّل بنمط الحياة الصحية التي ثبت أنها تبطئ أو تقلّل من خطر الإصابة بالالزهايمر”.
وأشار هولاند إلى أنّ هذا الأمر يشمل اتباع أنماط غذائية صحية مثل نظام مايند الغذائي، الذي يهدف إلى الوقاية من مرض الزهايمر، أو حمية البحر الأبيض المتوسط. ويشمل أيضًا النشاط البدني المعتدل إلى القوي، والحياة الاجتماعية النشطة، والنوم الجيد، وتقليل التوتر.
وأوصى هولاند بالتوجه إلى طبيب الرعاية الأولية الخاص بك مرة واحدة سنويًا لإجراء تقييم طبي للتحكم بشكل مناسب بنسبة السكر في الدم وضغط الدم، وهما من الأمور المهمة لصحة الدماغ.
وخلص هولاند إلى أنّ الأنشطة المعرفية المحفزة، مثل زيارة المتاحف، أو قراءة الكتب، أو بدء ممارسة هوايات جديدة، مهمة أيضًا لتحفيز القدرات الإدراكية.