التخطي إلى المحتوى

“وظيفة للرجال الحقيقيين” موجهة إلى “الوطنيين الشجعان”، هكذا تنشر إعلانات عبر الإنترنت في روسيا للبحث عن متطوعين لدعم ما وصفته موسكو بـ “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.

وتقول شبكة “سي إن إن” الإخبارية إن كتائب المتطوعين يتم تشكيلها في جميع أنحاء روسيا لدعم الجهود الحربية في غزو أوكرانيا المستمر منذ 24 فبراير الماضي.

ويقدر المحللون أن أكثر من 30 ألف متطوع قد يتم حشدهم لدعم صفوف الجيش الروسي الذي استنزف خلال الأشهر الخمسة الماضية، حيث من المتوقع أن يتم إرسال المتطوعين للمعارك القتالية في منطقة دونباس الشرقية.

في الأسبوع الماضي، قال ريتشارد مور رئيس جهاز المخابرات البريطانية (إم آي 6) في تصريح للشبكة الأميركية إن “الروس سيجدون صعوبة متزايدة في توفير القوى العاملة والمواد خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.

لطالما قاوم بوتين فكرة التعبئة العامة في روسيا وكان استدعاء هذا الربيع مشابها لما حدث في عام 2021، حيث إن هذه الكتائب هي إحدى الطرق لزيادة القوة البشرية العسكرية الروسية دون اتخاذ هذه الخطوة الجذرية.

كما يبدو أنهم يركزون على المناطق الأكثر فقرا والمعزولة وذلك باستخدام إغراء السيولة النقدية السريعة، طبقا لشبكة “سي إن إن” الأميركية.

وتترواح عقود المتطوعين من أربعة أشهر إلى سنة، إذ يحصلون على وعود بأجور أعلى بكثير من المتوسط ​​في مناطقهم. على سبيل المثال، توفر الكتائب التي يتم تشكيلها في بيرم ومنطقة كيروف الروسية الغربية دخلا يبدأ من 300 ألف روبل شهريا (حوالي 5000 دولار)، بينما في باشكورتوستان بالقرب من الحدود مع كازاخستان، يبلغ الحد الأدنى 280 ألف روبل.

ووعد متطوعو بشكير من باشكورتوستان بدفع 8000 روبل إضافي يوميا للعمليات القتالية.

وقال إعلان تم تداوله على قنوات التواصل الاجتماعي في باشكورتوستان: “خلال الصيف يمكنك بسهولة كسب حوالي مليون روبل!”.

“يواصلون تكبد الخسائر”

وتقول الباحثة الروسية في معهد دراسة الحرب بواشنطن، كاترينا ستيبانينكو، “ستشارك بعض الكتائب حصريًا في عمليات الدعم القتالي (مثل كتائب اللوجيستيات أو كتائب الإشارة)، بينما سيعزز البعض الآخر الوحدات العسكرية الموجودة مسبقا أو تشكيل كتائب قتالية”.

وأضافت: “من غير المرجح أن يحول التدريب قصير المدى المتطوعين الذين ليس لديهم خبرة سابقة إلى جنود فعالين في أي وحدة”.

وطلبت شبكة “سي إن إن” التعليق من وزارة الدفاع الروسية على برنامج كتيبة المتطوعين.

ولا يشترط وجود خبرة عسكرية سابقة للانضمام للبرنامج الذي يقول أحد الإعلانات عبر الإنترنت إن التطوع فيه يستغرق 4 أشهر.

وفقا للإعلانات المنشورة،سيتم تدريب المتطوعين لمدة شهر واحدة، وهي مدة ليست كبيرة لحالات تجنيد أشخاص خبرتهم العسكرية قليلة أو معدومة.

ووفقا للسياسة القياسية لوزارة الدفاع الروسية، يجب أن يحصل جميع المجندين الذين يوقعون عقدا على أربعة أسابيع من التدريب المشترك على الأسلحة. 

ومن المناطق الأخرى التي بدأت في تكوين كتائب المتطوعين هي تشيليابينسك في جبال الأورال وبريمورسكي في الشرق الأقصى الروسي. ونشرت صور لما يقرب من 300 متطوع في تشيليابينسك الأسبوع الماضي.

وقالت ستيبانينكو إن الروس “يواصلون تكبد خسائر فادحة دون كسب الكثير من الأرض. وبالتالي، فإنهم يحتاجون إلى تدفق مستمر للقوى البشرية الروسية لتعويض خسائرهم”.

Scan the code