04:05 م
الجمعة 20 أكتوبر 2023
قال باحثون إنه يمكن أخيرًا حل لغز الإشارات الغامضة الصادرة عن “كوكب الجحيم” الذي يقع على بعد 40 سنة ضوئية من الأرض بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي.
وتشير دراسة جديدة إلى أن البراكين في هذا العالم الجهنمي تنفتح بشكل دوري وتطلق غازًا ساخنًا يشكل غلافًا جويًا، ثم يحترق هذا الغلاف الجوي ويترك الكوكب أصلع مرة أخرى.
والكوكب الذي يحمل الاسم العلمي 55 Cancri e، هو عالم صخري تبلغ كتلته حوالي 8 أضعاف كوكبنا، وتم اكتشافه في عام 2004، حسب موقع لايف ساينس.
الكوكب قريب جدًا من نجمه الأم، على بعد أقل من 2% من المسافة بين الأرض والشمس، ما يجعله يدور حوله بالكامل خلال 17 ساعة فقط. يؤدي هذا إلى ظهور بعض الظروف القاسية إلى حد ما على الكوكب والتي تستعصي على التفسير.
ولعل الجانب الأكثر إثارة للحيرة في هذا الكوكب، حسب ورقة بحثية في مجلة Astrophysical Journal Letters، عندما يمر 55 Cancri e خلف نجمه، لا يأتي أي ضوء مرئي من الكوكب نفسه، بينما في أحيان أخرى يصدر الكوكب إشارة ضوئية مرئية قوية. في ضوء الأشعة تحت الحمراء، هناك دائمًا إشارة، على الرغم من أن هذه الإشارة تختلف في قوتها.
أشارت ملاحظات ضوء الأشعة تحت الحمراء باستخدام تلسكوب سبيتزر الفضائي إلى أن الجانب النهاري من الكوكب شهد درجات حرارة حارقة بشكل استثنائي تزيد على (2427 درجة مئوية)، في حين أن الجانب الليلي كان أكثر برودة، ولكن لا يزال جهنميًا، حيث بلغت درجات الحرارة حوالي (1127 درجة مئوية).
في الدراسة الجديدة، يفترض المؤلفون أن قرب الكوكب من نجمه يتسبب في إطلاق الغازات، مما يعني أن البراكين العملاقة والفتحات الحرارية تنفتح، وتقذف العناصر الساخنة الغنية بالكربون إلى الغلاف الجوي. لكن الكوكب لا يستطيع الاحتفاظ بهذا الغلاف الجوي لفترة طويلة بسبب الحرارة الشديدة، وفي النهاية يتطاير هذا الغاز، تاركًا الكوكب خاليًا حتى يبدأ إطلاق الغازات مرة أخرى.
على عكس معظم الكواكب، فإن الغلاف الجوي لكوكب الجحيم غير مستقر. تحاول عملية إطلاق الغازات زيادة حجم الغلاف الجوي، في حين أن الإشعاع الشديد والرياح الشمسية الصادرة عن النجم تطفئه. لكن هاتين العمليتين ليستا متوازنتين، مما يؤدي إلى الحالة التي يكون فيها الكوكب في بعض الأحيان له غلاف جوي، وفي أحيان أخرى لا يكون له غلاف جوي.
ويعتقد الباحثون أن هذا الخلل في الغلاف الجوي للكوكب يمكن أن يفسر الإشارات الغريبة. عندما يكون الكوكب في مرحلته “الأصلع” الخالية من الغلاف الجوي، لا يأتي أي ضوء مرئي من الغلاف الجوي للكوكب، لأنه لا يوجد أصلا، لكن سطح الكوكب الساخن ينبعث منه ضوء الأشعة تحت الحمراء. عندما ينتفخ الغلاف الجوي، يظهر كل من الضوء المرئي وجميع الإشعاعات القادمة من السطح في الإشارة العبور.
على الرغم من أن هذه مجرد فرضية، إلا أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي لديه طريقة لاختبارها. ومن خلال قياس ضغط ودرجة حرارة الغلاف الجوي للكوكب، يمكن للعلماء تحديد ما إذا كان الغلاف الجوي موجودًا دائمًا أم لا.