التخطي إلى المحتوى

 أعلن المستشار الرئاسي الأوكراني، بدء عملية “تحرير خيرسون” من قبضة الروس، بينما تكثف القوات الروسية قصفها المدفعي والصاروخي على عدة مدن أوكرانية على رأسها “خاركيف”.

وشنت قوات روسية، الخميس، قصفا صاروخيا مكثفا على منطقتي كييف وتشرنيهيف الأوكرانيتين، واللتين لم يتعرضا للاستهداف منذ أسابيع، فيما أعلن مسؤولون أوكرانيون انطلاق عملية لتحرير منطقة محتلة جنوب البلاد.

وقال حاكم إقليم كييف، أوليكسي كوليبا، على تليغرام، إن المناطق السكنية في منطقة فيشغورود استُهدفت في ساعة مبكرة من صباح الخميس، واستهدف القصف “البنية التحتية”، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك إصابات، وفقا لـ”فرانس برس”.

وذكر حاكم تشيرنيهيف، فياتشيسلاف تشاوس، أن منطقة هونشاريفسكا تعرض لقصف بعدة صواريخ أطلقت من الأراضي البيلاروسية.

وانسحبت القوات الروسية من منطقتي كييف وتشيرنيهيف منذ أشهر، وفشلت في الاستيلاء على أي منهما. 

وتأتي الغارات التي استهدفت المنطقة بعد يوم من دعوة زعيم الانفصاليين الموالين للكرملين في الشرق، دينيس بوشلين، القوات الروسية إلى ما اسماه “تحرير المدن الروسية التي أسسها الشعب الروسي”، وتحدث زعيم الانفالصين عن ” كييف وتشيرنيهيف وبولتافا وأوديسا ودنيبروبتروفسك وخاركيف وزاباروجيا ولوتسك”.

وفي سياق متصل، تعرضت مدينة ميكولايف للقصف، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح، وفقا لما نقلته “فرانس برس”.
 

الروس يحاولون “تدمير خاركيف”

روسيا تكثف قصفها على خاركيف/ أوكرانيا / 26 يوليو 2022

من جانبه قال رئيس بلدية خاركيف، إيهور تيريخوف، إن خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، تعرضت أيضا لوابل من الصواريخ خلال الليل.

ووجدت خاركيف، وهي مدينة يتحدث معظم سكانها الروسية وتقع على مسافة عشرات الكيلومترات من الحدود، نفسها على خط المواجهة منذ 24 فبراير وكانت مسرحا لعمليات قصف ومعارك مكثفة. 

لكن الروس لم يتمكنوا من احتلالها، وبدأوا التراجع أمام مقاومة الجيش الأوكراني منذ منتصف أبريل، ومع ذلك، لا تزال المدينة تتعرض لقصف مكثف وتسجل ضحايا يوميا.

وفي حوار مع “فرانس برس”، يقول إن الروس “يحاولون تحويل خاركيف الى مدينة بائسة مثل المدن الموجودة في روسيا، لكنهم لن ينجحوا”.

ويتابع رئيس البلدية “تضم المدينة تسعة أحياء تعرضت كلها للقصف بدرجات متفاوتة وفي أوقات مختلفة. لذلك، يمكننا القول إنه لا يوجد مكان آمن في خاركيف”، مضيفا “نعم، تكونون بأمان في الملاجئ وفي المترو، لكن هذا كل شيء”.

وبحلول نهاية مارس، كان نحو ثلث سكان خاركيف التي كانت تعد 1,4 مليون نسمة قبل الحرب، قد فروا إلى الغرب، وحظيت المدينة بفترة راحة قصيرة مطلع مايو عندما تراجعت القوات الروسية لتركز القتال الرئيسي على معركة دونباس في الشرق.

في ذلك الوقت، كان حوالى ألفي شخص يعودون إلى خاركيف يوميا، وكانت المتاجر تفتح أبوابها وبدأ السكان يخرجون من ملاجئهم، لكن الهدنة لم تستمر طويلا.

ويقدر  إيغور تيريخوف عدد الضحايا بالمئات، لكنه لا يملك حصيلة دقيقة، ويقول “نحن نواجه إبادة جماعية ضد الشعب والأمة الأوكرانية”.

دُمر نحو 30 بالمئة من المنازل والشقق في المدينة، كما يفيد رئيس البلدية الذي يقدر عدد الأشخاص المشردين بـ 150 ألفا.

ويوضح تيريخوف “101 روضة أطفال و110 مدارس و53 مؤسسة طبية ومركزا للولادة دمرت” مشيرا إلى أن “معظم هذه البنى التحتية لا يمكن إعادة بنائها”.

ويخشى العديد من مسؤولي البلدية من أن تقوم القوات الروسية بمحاولة جديدة للسيطرة على خاركيف.

ويقول رئيس البلدية “نحن نستعد لها، وجيشنا يستعد لها، وسندافع عن مدينتنا” مقرا في الوقت نفسه بأنه لا يعرف ما هي النيات الروسية لكنه أعرب عن أمله في أن يتحقق النصر الأوكراني “في أقرب وقت ممكن”.

أوكرانيا تبدأ عملية “تحرير خيرسون”

A Russian military truck drives past an unexploded munition during Ukraine-Russia conflict in the Russia-controlled village of…

شاحنة عسكرية روسية قرية تشورنوبايفكا/ خيرسون/ أوكرانيا / 26 يوليو 2022

وفي غضون ذلك، واصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في منطقة خيرسون الجنوبية المحتلة، حيث قصف جسرا رئيسيا فوق نهر دنيبر، الأربعاء. 

ونقلت وسائل الإعلام الأوكرانية، الخميس، عن المستشار الرئاسي الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، قوله إن عملية تحرير خيرسون “بدأت بالفعل”.

وأشار أريستوفيتش إلى أن قوات كييف كانت تخطط لعزل القوات الروسية هناك وتركها أمام ثلاثة خيارات وهي “التراجع، إذا أمكن، أو الاستسلام أو تدميرها”، حسب “فرانس برس”.

وقال الحاكم العسكري لمنطقة خيرسون، دميترو بوتري، إن القوات الأوكرانية حررت حتى الآن 44 بلدة وقرية، بما يعادل حوالي 15 في المئة من الأراضي التي احتلتها روسيا، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.

وتنقل روسيا بعض قواتها من شرق أوكرانيا إلى أجزاء من منطقة خيرسون ومنطقة زابوريزهزهيا في جنوب أوكرانيا، لمواجهة التحركات الأوكرانية.

وتستفيد كييف من إمدادات الأسلحة الغربية التي “غيرت التوازن في ساحة المعركة وساهمت في تباطؤ ملحوظ في مسعى روسيا للاستيلاء على الأراضي في منطقة دونباس شرق أوكرانيا”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.

Scan the code