التخطي إلى المحتوى

كشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست أن السلطات الإيرانية لا تكتفي بملاحقة الناشطين ضمن حملاتها لقمع الاحتجاجات التي عمت البلاد، إذ أن قوات الأمن تتابع عائلات وأصدقاء هؤلاء الناشطين.

ومنذ بداية الاحتجاجات التي اندلعت منتصف سبتمبر، اعتقل عشرات الأشخاص من المجتمع المدني بما يضم نشطاء وصحفيون ومحامون، بحسب مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك.

وأشار التقرير إلى أن ما تفعله السلطات الإيرانية جزء من “استراتيجية يستخدمها قادة إيران منذ سنوات لسحق المعارضة، ومنع حركات الاحتجاج من تهديد سلطتهم”. ولفتت الصحيفة إلى أن غالبية هؤلاء النشطاء تم اعتقالهم أكثر من مرة من قبل السلطات في طهران.

وعرضت الصحيفة ما تعرض له الناشط الحقوقي حسين روناغي، إذ جاء رجال الأمن ليأخذوه أثناء إجرائه مقابلة تلفزيونية مباشرة في طهران، وتم استدعاؤه لمحكمة سجن إيفين، وبمجرد وصوله إلى هناك هاجمه رجال الأمن وضربوه.

وبعد دخول روناغي المحكمة لم يكن الحال أفضل حالا، إذ أمر القاضي بأن يتم احتجازه هو ومحاميه، حيث تم سجنه في سجن إيفين سيئ السمعة، وتمكن من الاتصال بوالدته، وما أن أخبرها أنهم كسروا ساقيه حتى قُطع الاتصال.

وفي اليوم الذي اعتقل فيه روناغي، احتجز رجال المخابرات والده في بلدة ملكان، وأبلغوه رسالة واضحة “لا تتحدث عن قضية ابنك أو ستواجه المصير نفسه”، وتم إطلاق سراحه بعد ساعات.

ولم تتوقف الضغوط على روناغي عند هذا الحد، إذ توجه رجال الأمن إلى سمانة موسوي، وهي طبيبة أسنان صديقة لروناغي ليتم اعتقالها.

وقتل ما لا يقل عن 92 شخصا منذ 16 سبتمبر وفق منظمة “حقوق الإنسان في إيران” غير الحكومية ومقرها في أوسلو، فيما بلغت الحصيلة الرسمية 60 قتيلا بينهم 12 من عناصر قوات الأمن.

وتوفيت الشابة الكردية أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر في المستشفى حيث كانت ترقد في غيبوبة، وذلك بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران على أيدي شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها قواعد اللباس الإسلامي.

وتزعم السلطات في طهران أن أميني توفيت نتيجة تداعيات حالة مرضية سابقة وليس بسبب “ضربات” على أعضاء حيوية.

ونقلت الصحيفة عن مدير مركز حقوق الإنسان، هادي غيمي قوله إن السلطات الإيرانية “تريد وضع أي شخص يمكن أن يصبح صوتا للمتظاهرين خلف القضبان”.

وأضاف أن طهران تريد تحييد أي “صوت جماعي” يمكنه التأثير على الاحتجاجات، وجعلها بلا قيادة أو شعبية.

ويشير المركز إلى أن طهران استهدفت اعتقال الصحفيين ضمن حملتها للقمع، إذ احتجزت ما لا يقل عن 29 صحفيا منذ منتصف سبتمبر، ومن بينهم الصحفية نيلوفر حميدي من صحيفة الشرق اليومية، التي كانت من أوائل من كتبوا عن قضية أميني، وهي الآن في الحبس الإنفرادي في “إيفين” بحسب محاميها.

Scan the code