«لدينا في الجامعة آليات لتقديم الدعم لمجتمعنا من الأساتذة والطلاب في القضايا المتعلقة بالصحة النفسية، ولكن هناك حاجة إلى فعل المزيد».
تدخل المبادرة حيز التطبيق بداية من العام المقبل، من خلال فريق اختارته الجامعة. وسيكون هذا الفريق مسؤولًا عن تقييم بيئة الحرم الجامعي الحالية، وتقديم توصيات حول كيفية ضمان أن ثقافة الحرم الجامعي تزيل وصمة العار عن قضايا الصحة النفسية، وتعزز وتدعم الصحة العقلية والرفاهية لجميع أفراد المجتمع.
مساحة «للبوح»
هانيا الشلقامي، الأستاذة بمركز البحوث الاجتماعية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، واحدة من الفريق الذي تشمل مهامه تقديم توصيات حول كيفية تأسيس نظام للخدمات النفسية، والاستجابة للضغوط في الجامعة. وتقول في اتصال هاتفي مع «الفنار للإعلام» إن التغير الذي شهدناه في حياتنا العامة، خلال السنوات الأخيرة، زاد من مساحة الضغوط النفسية، فأصبحنا أكثر عرضة للحوادث والأمراض نتيجة الضغوط، موضحة أن التعرض «الكثيف» لمواقع التواصل الاجتماعي، والفضاء العام ترك آثارًا كبيرة على نفسيتنا، دون اعتبار للخلفية الاجتماعية، أو المادية.
مطلع الشهر الجاري، قادت «الشلقامي»، ورشة عمل داخل الجامعة، لاستطلاع آراء المشاركين من الأساتذة والطلاب، حول توفير منصة لمجتمع الجامعة، تهدف إلى تبادل الخبرات، والأفكار لتحسين الصحة النفسية داخل وخارج الحرم الجامعي. وتضيف أن العبء النفسي أصبح قضية جماعية، ويؤثر على الطلبة والأساتذة معًا.
كما تشير إلى ظهور أعراض جديدة لهذه الأعباء النفسية، مثل الحدة، والقلق، والتشتت في الانتباه بسبب الضغوط اليومية، مؤكدة أن الجامعة أدركت أن تجاهل هذا الأمر سيجعل العواقب «صعبة جدًا»، وستنعكس على الأداء الأكاديمي، وقد تتحول إلى مرض نفسي، بحسب تعبيرها.
وتقترح الأكاديمية المصرية أن يكون هناك منصة لطلاب الجامعة عبر الإنترنت، لمشاركة مشكلاتهم الشخصية، والحصول على المشورة أيضًا، وكذلك اعتبارها مساحة «للبوح».
ومن المقرر أن تعمل المبادرة على ثلاثة محاور، وهي: تغيير ثقافة الجامعة حول الصحة النفسية، من خلال حملات إزالة الوصم عن المرض النفسي، والتوعية، والبرامج، وزيادة مستوى خدمات الصحة النفسية بالجامعة، وتحسين سياساتها وبروتوكولاتها وتقديم تدريب حول الصحة النفسية.
وتقول «الشلقامي» إن الحملة ينبغي أن تكون متعددة العناصر في أبعادها النفسية، والرياضية، والجنسية، والعاطفية، بحيث تشترك هذه العناصر في رؤية وهدف واحد حول التوعية بماهية الصحة النفسية، وما يرتبط بها من ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ، وﺳﺮﻳﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ووقت الانتظار لحين الحصول على الخدمات، والوصمة المرتبطة بالمرض النفسي داخل وخارج قاعة المحاضرات. كما توضح أن الحملة محاولة لإيجاد بيئة مواتية للصحة النفسية في الجامعة، وإحداث «نقلة مهمة» في التعامل مع الضغوط النفسية من كونها حالات «فردية» إلى تصميم بيئة صحية نفسية جيدة، تلبي احتياجات الجميع بهدف الحماية والوقاية.