صحيفة المرصد: طرح الكاتب عبدالله بن بخيت، سؤالاً جاء فيه “هل السعودية واحدة من دول الخليج فعلاً؟!”.
تعريف جيوسياسي
وقال “بن بخيت”، في مقاله المنشور بصحيفة “عكاظ”:”منذ زمن بعيد أتساءل هل السعودية فعلاً واحدة من دول الخليج؟ نشأ هذا السؤال على أساس أن دول الخليج هي الدول العربية الواقعة شرق الخليج العربي، هذا الموقع الجغرافي هو أفضل تعريف جيوسياسي للدول الواقعة عليه. سؤال السعوية هو سؤال إيران هو سؤال العراق أيضاً. هل إيران دولة خليجية؟ أليست إيران تقع أيضاً على ضفاف الخليج؟ تختلف إيران والسعودية والعراق عن بقية دول الخليج بالامتدادات المترامية التي تجعل وجودها على الخليج قيمة بين قيم أخرى. تمتد السعودية على الخليج 1000 كيلومتر تقريباً، بينما تمتد على البحر الأحمر ما يقارب الثلاثة آلاف كيلومتر مما يجعلها جغرافياً تشترك مع مصر والسودان وفلسطين واليمن وجيبوتي في كثير من الخصائص الثقافية والعرقية والاقتصادية والأمنية أيضاً. علاقة السعودية مع اليمن على سبيل المثال أقوى من علاقتها بدول الخليج. الحدود المشتركة بين السعودية واليمن تمتد على طول ألف وخمسمائة كيلومتر؛ أي أكثر من الحدود المشتركة مع دول الخليج مجتمعة والتداخل الثقافي والتاريخي للسعودية مع مصر أعمق وأبعد من التداخل مع دول الخليج مجتمعة. هذا أيضاً ينسحب على الأردن فالسعوديون شمال المملكة روابطهم مع إخوانهم الأردنيين أكبر وأعمق من روابطهم مع دول الخليج. حتى على مستوى اللهجات ستجد أن لهجات السعوديين المتنوعة تميل أكثر حسب الدولة العربية المجاورة فمثلاً لهجة السعوديين في جيزان بعيدة كل البعد عن لهجة الخليجيين، ولهجة أهل الحجاز لا علاقة لها باللهجات الخليجية، وسعوديو الشمال لهجاتهم أقرب إلى لهجات الأردنيين والعراقيين. فكرت دائماً أن كلمة الخليجيين التي تطلق على أبناء دول الخليج والسعودية فيها شيء من عدم الإنصاف، فالأجدر أن يكون التعبير الرسمي الصحيح أن نقول (السعودية ودول الخليج)”.
دولة خليجية
وأشار:”نفصل السعودية عن كلمة خليج عند الحديث عن تكتل دول مجلس التعاون، سمات السعودية الثقافية والجغرافية والسياسية شيء وسمات بقية دول الخليج شيء آخر. دول الخليج يمكن أن يطلق عليها دول الخليج حيث تقع بالكامل على الخليج دون سواه، بينما وقوع السعودية على البحر الأحمر أهم لها من الخليج العربي وأكثر تأثيراً على المستوى التاريخي والسياسي”، لافتا:”من أسوأ ما يضر السعودية من مسألة خلجنتها تلك المقارنات التي تعقد بين حين وآخر. نسمع كثيراً من يقارن بين التنمية في السعودية والتنمية في الدول الخليجية. إذا خفضت دولة خليجية أسعار الكهرباء على سبيل المثال ستسمع من يمدح الدولة الخليجية على قاعدة إياك أعني واسمعي يا جاره. الإنسان العادي لا يدرك أن كمية الأسفلت التي تغطي الطريق من الرياض إلى مكة ربما تعادل كمية الأسفلت التي تغطي شوارع وطرقات دولة خليجية بأسرها، وميزانية التخصصي ربما تعادل ميزانية الصحة كلها في دولة خليجية. بقاء اسم السعودية مقروناً بكلمة خليجية يسبب مشاكل وتذمراً عند المواطن السعودي، وهذا لا يقلل من قيمة الدولة الخليجية، فلا يمكن أن تقارن فنلندا بفرنسا وبلجيكا بإنجلترا. هذا التماثل الوهمي مع دول الخليج يدفع الإنسان السعودي إلى المقارنة غير العادلة بين عطاء حكومته وعطاء حكومات الدول الخليجية”.
صعوبات طبيعة
وتابع:”المقارنة بين إنجازات الحكومة السعودية والحكومات الخليجية تؤدي إلى ضغينة. كيف تقارن دولة مساحتها أكثر من مليونين بدولة مساحتها بضع آلاف؟ كيف تقارن بين تنمية دولة مليئة بالجبا والوهاد والصحارى الشاسعة وسكانها أكثر من ثلاثين مليون نمسة ودولة لا تعاني من صعوبات طبيعة وعدد سكانها لا يتعدى مليون نسمة؟”.
تنصف حكومتك
وختم:””تعريفك لنفسك عامل من العوامل التي تقرر قيمتك وطريقة التعامل معك وتنصف حكومتك”.