دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– هناك شيءٌ مُقلق بشأن وجبات الطعام الكبيرة. وسواءً ذهبت لحضور تجمّع لتناول وجبة طعام أثناء فترة الأعياد، أو انحرفت عن روتينك المعتاد من أجل لقاء في مطعم، يمكن أن يطغى “الشّعور بالعار” بحسب ما يصفه البعض، أو الخروج عن السيطرة على تلك المناسبات الممتعة.
وقالت أخصائيّة تغذية مُقيمة في ولاية كارولينا الشمالية الأمريكيّة، ناتالي موكاري، إن اللحظات الاحتفاليّة لا ينبغي أن تكون على هذا النحو.
وتتشكّل العديد من الطّرق التي يتعامل بها الأفراد مع تناول الطعام عبر ثقافة الحميات الغذائيّة، أو المعتقدات المجتمعيّة المشجّعة على تقييد الطعام للتمتّع بجسمٍ أكثر رشاقة.
ولكن أظهرت الأبحاث، والعديد من التّجارب الشخصيّة للأفراد أنّ اتّباع نظام غذائي مُقيّد نادرًا ما يؤدي إلى فقدان الوزن على المدى الطويل.
وتوصي موكاري الأشخاص بأن يُعيدوا الّتفكير بكيفيّة تناولهم لوجبات الطعام مع بدء العام الجديد.
واعتمادًا على حالتك الصحيّة الحاليّة، لا تحتاج بالضّرورة إلى تصنيف الأطعمة السكريّة أو المالحة كوجبات طعام ممنوعة، وفقًا لما ذكره لخبراء.
وقد يبدو تناول وجبة طعام أمرًا سهلاً لدرجة أنّه لا يحتاج إلى تعليمات، ولكن تقترح موكاري استخدام 3 استراتيجيّات للقيام بذلك بشكلٍ أفضل سواءً كنت في تجمّع خاص بالأعياد، أو في حال أردت إعادة التّفكير بأسلوب تناولك للطّعام في العام الجديد.
1. خذ عامل الرضا بعين الاعتبار
وتكمن الخطوة الأولى في طلب وتقديم وجبات الطعام التي تبدو جيّدة بالنّسبة لك، وليس فقط ما يتماشى مع نظام غذائي مُقيِّد.
وأشارت موكاري إلى أن اختيار شيء تعلم أنّك لا ترغب به كثيرًا، قد يؤدّي إلى الإفراط في تناول الطّعام بعد انتهاء الوجبة.
وشرحت: “تُخبرنا ثقافة الحميات الغذائيّة أن سلطة الدّجاج المشوي هي ما يجب علينا طلبه في مطعم لنكون أكثر صحّة، ولكن ليس من الضروري أن يكون هذا هو الحل”.
وعند تفقّد قائمة الطّعام، أو الوجبات المعروضة على الطّاولة خلال تجمّعات الأعياد، ذكرت موكاري أنّها تحب اتّخاذ القرارات بناءً على مدى الرّضى الذي ستشعر به بعد تناول الوجبة.
وإذا أردت زيادة العناصر الغذائيّة المُستهلكة، فيمكنك دائمًا إضافة أحد الأطباق الجانبية من الخضار.
2. استمع لمؤشرات الجوع والشبع
وتقييد ما تأكله، ومقدار ما تأكله بدلاً من السّماح لنفسك بالاستمتاع بوجبة هو سلوك قد يؤدّي إلى تناول الطّعام بمقدار يتجاوز الحد المريح لك فيما بعد، للتّعويض عن ذلك.
وأشارت موكاري إلى أنّ الانتباه للمؤشّرات الداخليّة للجوع والشّبع خطوة مهمّة في تناول وجبة مُرضية ومغذيّة، ويعني ذلك عدم تجويع نفسك طوال اليوم استعدادًا لتناول وجبة شهيّة لاحقًا.
واقترحت موكاري أيضًا وضع شوكتك في طبقك بين كل قضمة، ويمنح التّباطؤ الجسم وقتًا لإرسال الإشارات إلى دماغك، والتي تخبرك بأنّك راضٍ من دون الشّعور بالشّبع بشكلٍ غير مريح.
3. استمتع بالتّجربة
وأخيرًا، تخلّص من مشاعر الخوف والعار حتّى تتمكن من الاستمتاع بالتّجربة.
وقالت موكاري إن ذلك يعني الاستمتاع بمذاق وجبة الطعام، واستخدام كل حواسك لتقدير ما تتناوله.
ولا يجب أن يكون الطّعام خاليًا من التّوازن، وشرحت موكاري: “كلما تمكّنت من الموازنة على مدار الأسبوع، كلما أصبحت شخصًا أكثر توازنًا”.
ولدى غالبية الأشخاص أطعمة أو مشروبات كحوليّة مفضّلة لا يرغبون بالتّخلص منها بحسب ما ذكرته موكاري، ولذلك ادمجها في نظامك الغذائي بطريقةٍ مدروسة، ولا تقسو على نفسك عند قيامك بالأمر.
ولا تنس الاستمتاع بوقتك.
وقالت موكاري إن الطّعام وتناوله بمثابة أمرين مهمّين في الكثير من الأحداث الثقافيّة والاجتماعيّة، ولن ترغب بأن يفوتك ذلك لأنّك قلق بشأن الالتزام بقيودٍ معيّنة، مؤكدّة أن “مشاركة وجبة مع الأشخاص هي واحدة من مباهج الحياة العديدة”.