التخطي إلى المحتوى

في أولى ردود فعله على العقوبات التي سلطتها الدول الغربية على بلاده، إثر قراره غزو أوكرانيا، فرض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الدول الأوروبية الدفع بالروبل مقابل الغاز الذي يشترونه منه.

كان وراء القرار، المساعد الاقتصادي للرئيس، ماكسيم أوريشكين، البالغ 40 عاما فقط، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.

ومنذ الغزو الروسي في 24 فبراير، ظهر أوريشكين كعضو رئيسي في الدائرة المقربة لبوتين، فهو مختص في الشؤون السياسة-الاقتصادية.

تقرير بلومبرغ وصفه بالقول إنه أحد المطّلعين الذين يتمتعون بخبرة مالية غربية ممن يساعدون الآن في توجيه استجابة الكرملين لمواقف الغرب المناوئة للغزو الروسي لأوكرانيا.

مكسيم أوريشكين

سيرغي غورييف، الخبير الاقتصادي الذي قدم المشورة للحكومة في السنوات الأولى من حكم بوتين، لكنه فر لاحقًا إلى باريس، حيث يعمل الآن، قال للوكالة إن “كل الأموال المكتسبة في روسيا تذهب لتمويل الحرب”.

تفادي الضرر

ساعدت دفاعات الكرملين على تجنب أسوأ الأضرار الاقتصادية التي كان يخشى حدوثها عندما فُرضت العقوبات لأول مرة. 

واستعاد الروبل خسائره المبكرة ليصبح الأفضل أداء مع تدفق عشرات المليارات من الدولارات واليورو على صادرات الطاقة وغيرها.

ومن خلال الاستفادة من نفوذ روسيا على إمدادات الغاز إلى أوروبا، سمح طلب أوريشكين من بوتين فرض الروبل بأن يبدو وكأنه يقاوم هجوم العقوبات الأولي فقط، لكن ذلك أجبر الاتحاد الأوروبي في النهاية على التراجع.

ووقع معظم المستهلكين الرئيسيين على الشروط الجديدة التي تضمنت شرط فتح حسابات خاصة وبالروبل الروسي.

قال أوريشكين حسبما نقلت عنه بلومبرغ، رافضا التعليق على دوره في ابتكار القرار: “إنني أعتبر تأثير استخدام نظام الروبل مقابل الغاز إيجابيا”.

ساعد أوريشكين أيضا في وضع خطط للحد من التداعيات الاقتصادية للعقوبات، حيث تم عزل البنوك الروسية عن نظام التبادلات المالية “سويفت” ما أبقى نمو الاقتصاد الروسي معزولًا عن العالم.

اصطحب بوتين، أوريشكين، في رحلته الأخيرة إلى إيران، التي لديها عقود من الخبرة في تجاوز العقوبات الغربية. 

وبسؤاله عن أفكار الجمهورية الإسلامية للتغلب على العقوبات، تفاخر أوريشكين قائلا “أفكارنا أفضل بكثير”، حسب بلومبرغ.

من هو؟

كان أوريشكين مصرفيا سابقا في الوحدة الروسية في “سوسييتي جينيرال”، وهو يستخدم الآن تجربته الغربية للتخفيف من تأثير العقوبات على موسكو.

أوريشكين جزء من كادر من المسؤولين الذين حاولوا منذ فترة طويلة السير على خط رفيع بين صياغة سياسة اقتصادية صديقة للمستثمرين وقمع بوتين المتزايد.

وإذ جعلت الحرب على أوكرانيا هذا التوازن شبه مستحيل، تعرض أوريشكين وزملاؤه للعقوبات الغربية، لأن سياساتهم الاقتصادية تخدم آلة الحرب في الكرملين.

تضم مجموعة أوريشكين مجموعة من التكنوقراطيين الشباب، بينهم نائب محافظ بنك روسيا أليكسي زابوتكين، 44 عامًا، ونائب وزير المالية فلاديمير كوليتشي، 39 عامًا. 

وأغلبهم من خريجي مدارس اقتصادية روسية رفيعة المستوى، قاموا بتحصيل وظائف في شركات أوروبية، قبل الفوز بالتعيينات لأعلى الوظائف في الدولة.

بعد التخلي عن القطاع الخاص، كرّسوا أنفسهم لبناء “حصن بوتين المالي”. 

وكلما كان بوتين أكثر قسوة مع منافسيه في الخارج وفي الداخل، أصبحوا أكثر حاجة في بناء نوع من المرونة للحفاظ على الاقتصاد “عندما تأتي الصدمات الكبيرة” يقول تقرير بلومبرغ.

وخلال فترة عمله في وزارة المالية التي دامت ثلاث سنوات، كان أوريشكين من بين المسؤولين الذين ابتكروا آلية لتحويل مئات المليارات من الدولارات من عائدات صادرات النفط والغاز إلى صندوق سيادي لمساعدة الكرملين في مواجهة الحزم الأولى من العقوبات الأميركية والأوروبية، إثر ضم موسكو  شبه جزيرة القرم عام 2014.

Scan the code