التخطي إلى المحتوى

اعتبرت ألمانيا أن الاستخدام الروسي المتزايد للمسيرات في الهجمات على أوكرانيا “علامة على يأس” موسكو، فيما حذرت وكالة الطاقة الدولية من “أول أزمة طاقة عالمية حقيقية”.

وفي مؤتمر بخصوص وضع خطة لإعادة إعمار أوكرانيا، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، الثلاثاء، إن الهجمات الروسية المستمرة بطائرات مسيرة تمثل مستوى متدنيا جديدا في حربها في أوكرانيا كما أنها أيضا علامة على يأس موسكو.

وأضاف في افتتاح المؤتمر ببرلين “هذا المؤتمر حول وضع خطة مارشال للقرن الحادي والعشرين، الالتزام تجاه أوكرانيا كعضو في الاتحاد الأوروبي هو أحد أهم القرارات السياسية في عصرنا”، مشيرا إلى خطة ساهمت في بدء التعافي بغرب أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

وخلال حضورها المؤتمر، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، إنه يتعين على العالم ألا يضيع الوقت وأن يساعد الأوكرانيين على إعادة بناء بلادهم سريعا، مضيفة أن “الاتحاد الأوروبي مستعد لتنسيق إجراءات إعادة الإعمار من خلال توفير أمانة لهذه المهمة”.

وأكدت أن “البنك الدولي يقدر خسائر بـ 350 مليار يورو”، مضيفة “هذا بالتأكيد أكثر ممّا يمكن أن يوفره أي بلد أو اتحاد بمفرده، نحن بحاجة إلى الجميع”، وفقا لـ”فرانس برس”.

وأشارت إلى الحاجة لإطلاق منصة تنسيق دولية لإعادة الإعمار “في أقرب وقت ممكن، ويفضل قبل نهاية العام أو مطلع العام المقبل”.

وفي السياق نفسه، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى تغطية عجز الميزانية لبلاده المتوقع للعام 2023.

وألقى الرئيس الأوكراني خطابا عبر الفيديو، ناشد خلاله دعم المجتمع الدولي أن “يتخذ قرارا خلال هذا المؤتمر لسد فجوة عجز الميزانية الأوكرانية للعام المقبل”، مضيفا “إنه مبلغ كبير جدا قدره 38 مليار دولار (…) إنها رواتب معلّمين وأطبّاء، إنها التقديمات الاجتماعية والمعاشات التقاعدية”.

أول أزمة طاقة عالمية حقيقية

من جانبه قال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، الثلاثاء، إن شح أسواق الغاز الطبيعي المسال في العالم وخفض كبار منتجي النفط الإمدادات وضع العالم في خضم “أول أزمة طاقة عالمية حقيقية”.

وأضاف خلال أسبوع الطاقة الدولي بسنغافورة أن زيادة واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال وسط أزمة أوكرانيا وانتعاش محتمل في طلب الصين على الوقود سيزيدان من شح السوق، التي لن يدخلها سوى 20 مليار متر مكعب العام المقبل، وفقا لـ”رويترز”.

وفي الوقت نفسه، شدد بيرول على أن القرار الأخير الذي اتخذته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف باسم أوبك+، بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا لهو قرار “محفوف بالمخاطر”، بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على النفط بنحو مليوني برميل يوميا هذا العام.

وقال “(القرار) محفوف بالمخاطر بشكل خاص لأن العديد من الاقتصادات حول العالم على شفا الركود، وإذا كنا نتحدث عن الركود العالمي… فإنني أجد هذا القرار مؤسفا حقا”.

ويفاقم ارتفاع الأسعار العالمية لعدد من مصادر الطاقة، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والفحم، معاناة المستهلكين في الوقت الذي يواجهون فيه بالفعل تزايد تضخم أسعار الغذاء والخدمات، وفقا لـ”رويترز”.

ومن المحتمل أن يشكل ارتفاع الأسعار والتقنين المحتمل خطرا على المستهلكين الأوروبيين الذين يستعدون لفصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، حسب “رويترز”.

وقال بيرول إن “من المحتمل أن تجتاز أوروبا هذا الشتاء سالمة، على الرغم من بعض الأضرار، إذا ظل الطقس طبيعيا”.

وأضاف: “ما لم نواجه شتاء شديد البرودة وطويلا، وما لم تكن هناك أي مفاجآت فيما يتعلق بما مر بنا، على سبيل المثال انفجار خط أنابيب نوردستريم، ينبغي أن تجتاز أوروبا هذا الشتاء مع بعض الأضرار السطحية الاقتصادية والاجتماعية”.

وبالنسبة للنفط، فقد قال إنه “من المتوقع زيادة الاستهلاك 1.7 مليون برميل يوميا في عام 2023، ومن ثم سيظل العالم بحاجة إلى النفط الروسي لتلبية الطلب”.

واقترحت دول مجموعة السبع آلية من شأنها أن تسمح للدول الناشئة بشراء النفط الروسي ولكن بأسعار أقل للحد من عائدات موسكو خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا، حسب “رويترز”.

وأشار بيرول إلى العديد من التفاصيل التي يجب الانتهاء منها فيما يتعلق بوضع سقف لأسعار النفط الروسي، وإن الأمر سيتطلب موافقة ودعما من الدول الرئيسية المستوردة للنفط.

Scan the code