كشف الأستاذ المساعد في قسم الهندسة النووية بجامعة الملك عبدالعزيز د. عبدالسلام الهوساوي، عن اختيار المنطقة الشرقية، لانطلاق أولى مفاعلات المملكة النووية، وفق دراسات تعتمد على ضرورة توفر مصدر مائي يستخدم في تسخين الوقود النووي، وكذا البيئة المناسبة جغرافياً وصحياً، مؤكدا انه ليس بالضرورة بناء المفاعلات بالقرب من عنصر اليورانيوم الذي يكون غالباً في البيئة الجبلية إلى جانب الفوسفات .
وقال أن المملكة تتمتع بعنصر اليورانيوم بشكل كبير يصل إلى الاكتفاء والتصنيع الوقود النووي لتشغيل المفاعلات لمدة طويلة، ومع تقدم العلم والعنصر البشري والارادة الحكومية القوية التي تمتلكها المملكة ستصبح الرائدة في مجال الطاقة بكافة أنواعها .
اوضح د. الهوساوي لـ” اليوم” خلال جولتها بقسم الهندسة النووية في جامعة الملك عبد العزيز، أن اهم الدراسات التي قدمها القسم تتمثل في قياس أثر اضافة مفاعلات نووية في المملكة ومقارنتها مع الانبعاثات الصادرة من الطاقة التقليدية ، ودراسات طبية لعلاج انواع سرطانية، وهناك دراسة مع أحد الجامعات الكورية لتعظيم اثر للمفاعلات النووية الصغيرة وزيادة الآمان لتلك المفاعلات ، علاوة على دراسة لزيادة كفاءة الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية، ودراسات في رفع الامان عند تشغيل المفاعلات والعديد من الدراسات تتم الاستفادة منها على الواقع بالشراكات المحلية والدولية .
واضاف أن “الهندسة النووية” احد أقدم اقسام الجامعة وتأسس عام 1977، ويدعم 3 تخصصات تتمثل في تخصص هندسة المفاعلات النووية والذي يهتم بتصميم المفاعلات النووية من جهتين الاولى علم الوقود النووي والثانية علم استخراج الطاقة من المخرجات ، فيما يدعم التخصص الاخر هندسة الوقاية من الاشعاع، والتخصص الثالث هندسة الفيزيائية الطبية والذي يهتم بالمواد المشعة الطبية ، مؤكداً أن القسم هو الوحيد بالمملكة الذي يقدم البكالوريوس في هذا المجال، وان الجامعة ستفتح مجال الدكتوراه قريباً .
وبين د. الهوساوي ان مجالات العمل لخريجي القسم كبيرة وتوائم توجهات المملكة في الطاقة فيجد الخريج امامه العديد من الفرص الوظيفية التي تتمثل في المجال الاكاديمي واكمال المسار التعليمي في الماجستير ، وفيما يتعلق بالفرص الوظيفية ، فقد قامت وزارة الطاقة قبل فترة بافتتاح قسم الهندسة النووية ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة والتي تضم العديد من الاقسام أهمها هيئة الرقابة النووية في الرياض وشركة تهتم بادارة النفايات المشعة ، وايضا شركتين تهتمان في تشغيل المفاعلات النووية ، وكذا وزارة الداخلية بحاجة للخريجين في تطبيقات النظائر المشعة والهندسة النووية في المجال الامني ، وفي الجمارك والمساحة الجيولوجية والمستشفيات والشركات مع التقدم في الاستخدامات السلمية للنظائر المشعة في التعقيم ولقياس السموم وللكشف عن الهياكل الطائرات ولذلك امام الخريج القسم العديد من الجهات التي تتسابق عليهم في ظل التقدم السلمي للطاقة النووية ، موضحاً ان قسم الهندسة لديه العديد من الشراكات للجهات الحكومية والخاصة داخلياً وخارجياً منها شراكة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تعتبر أعلى جهة للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في العالم إضافة لشراكة مع جامعات دولية في الصين وامريكا والعديد من الدول ، مؤكداً ان نسبة التوظيف لخريجي القسم تصل إلى 100 % ، مبيناً أن الكادر البشري من أهم اسس مشاريع الطاقة النووية السلمية، مبيناً ان خريجي تخصصات القسم كفاءات ذات مهارة عالية بسبب التدريب والتطبيق العملي إلى جانب المعرفة .
من جانبه، أكد أحد خريجي القسم والفائز بالمركز الأول لأبحاث البكالوريوس في جامعة أبو ظبي م. ريان فورة، أن معامل الجامعة وفرت العديد من الإمكانيات لإجراء التجارب النوعية للطلاب إلى جانب الكادر التعليمي المميز. مبيناً أن مشروع كاشف الإشعاع هو عبارة عن عمل هندسة عكسية لكاشف إشعاع من نوع «جايجر مولر» والتعديل عليه، وذكر أن دعم المشروع من قبل قسم الهندسة النووية بجامعة الملك عبدالعزيز، جعله قادرا على المنافسة بالمسابقات المحلية والعالمية.
وأشار أحد طلاب قسم الهندسة النووية بجامعة الملك عبدالعزيز، م. طارق حسين، إلى أن مشروع تخرجه عبارة عن كاشف إشعاعي يستخدم الكريستالات الوميضية التي تتفاعل مع الإشعاعات المؤينة، تفاعلا كميا «ميكانيكا الكم» مما يولد فوتونات «ضوء» في الطيف المرئي، مبينا أنه ينتج عن المشروع إشارات من خلال معالج الديجيتال ويتم تحليلها بجهاز كمبيوتر وينتج عنها طيف للموجات الإشعاعية يمكن تحليله واستخدامه للكشف عن نوع المادة المشعة.
وقال أحد خريجي القسم ريان الأهدل، أن القسم يزخر بالعديد من المعامل أهمها معمل الكواشف الإشعاعية الذي تتم فيه أغلب التجارب ويحوي المعدات والكواشف الإشعاعية التي تستخدم فيه بعض التجارب لبعض العناصر المشعة لقياس المدى الإشعاعي والتأكد من دقة الكواشف وموازنة للتأكد من دقتها، ويحوي بعض العناصر المشعة المستخدمة وهي منخفضة المستويات الإشعاعية بما يتناسب مع التجارب الطلابية، لافتا إلى وجود معمل المحاكاة لبعض التجارب للعناصر عالية المستويات الإشعاعية التي يتم تجربتها على أرض الواقع عن طريق المحاكاة وبرامج متخصصة تعطي توقعات دقيقة من الحسابات اليدوية، وهناك معامل إلكترونية لعمل التجارب التي تتطلب قطعا كهربائية، وتركيب الكواشف الإشعاعية.