صحيفة المرصد : عدد الأكاديمي تركي الحمد، 3 عوامل “تفسر” ما يجري في مصر، مؤكدا أن ذلك ليس تدخلا بشؤونها الداخلية.
وقال “الحمد” في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بتويتر : “الحديث عن مصر ليس حديثا عن أية دولة عربية أخرى، وليس تدخلا في شؤونها الداخلية، فمصر كادت أن تكون في يوم من الأيام هي كل العرب، وتاريخها الحديث يكاد يكون تاريخ كل العرب في طموحاتهم ونجاحاتهم واخفاقاتهم، لذلك فإن الحديث عنها هو حديث عن مصير عربي مشترك، فماذا يجري في مصر اليوم؟ مصر في الذهن العربي ليست مصرا واحدة، بل هي ‘مصران’: فهناك مصر ‘النموذج’، سواء كان هذا النموذج هو مصر التنوير والحداثة والنهضة منذ بدايات مصر الحديثة في عهد محمد علي الكبير، أو كان النموذج الناصري منذ عام 1952، نموذج الثورة والتنمية والمكانة الدولية المميزة. بمعنى أن لدينا نموذجان لمصر: مصر المزدهرة قبل عام 1952، ومصر الطموحة بعد ذلك التاريخ، وينقسم المراقبون إلى مؤيد ومعارض لهذا النموذج أو ذاك..”
وتابع: “في المقابل، هنالك مصر بواقعها الحالي، أي مصر البطالة، وأزمات الاقتصاد والسياسة ومعضلات المجتمع وتقلباته الجذرية العنيفة التي لا تنتمي لأي نموذج، ملكيا كان أو جمهوريا.. فما الذي حدث لمصر الثرية بثرواتها وإمكانياتها، والتي كانت تقرض المال وتساعد المحتاج، وها هي اليوم أسيرة صندوق النقد الدولي، مشرئبة العنق لكل مساعدة من هنا أو هناك، وهي أرض اللبن والعسل؟ حقيقة لا يمكن تفسير الحالة المصرية بعامل واحد، وخاصة بعد سقوط الملكية، وبدايات ‘الصعود إلى الهاوية’ بل هي عدة عوامل لعل من أبرزها، أولا: هيمنة الجيش المتصاعدة على الدولة، وخاصة الاقتصاد، بحيث لا يمر شيء في الدولة المصرية إلا عن طريق الجيش، وبإشراف الجيش، ومن خلال مؤسسات خاضعة للجيش، ولصالح متنفذين في الجيش، كما يرى بعض المراقبين مكامن الأزمة وجذورها، وكل ذلك على حساب مؤسسات المجتمع الأخرى سواء كنا نتحدث عن القطاع الخاص، أو مؤسسات المجتمع المدني، والذي كان في أقوى حالاته في العهد الملكي”.
وأضاف: ثانيا: البيروقراطية المصرية الهرمة المقاومة للتغيير، والتي تقف حجر عثرة في وجه أي استثمار اقتصادي ناجح، سواء داخلي أو خارجي، رغم أن مصر عبارة عن كنز لا ينضب من الفرص الاستثمارية.. ثالثا: الثقافة الشعبية المستسلمة والمستكينة والمنتظرة لكل ما يأتي من ‘فوق’، سواء كان هذا الفوق هو السماء ومفاجأتها وأبطالها المقبلين من الغيب، أو الدولة بجلال قدرها وفرعونها ذو الصولجان، ‘المالك’ لمفاتيح التغيير وخزائن ‘المن والسلوى’، مع غياب شبه تام لحس المبادرة المجتمعية المستقلة”.
وأردف: “هذه الثقافة ريفية الجذور، فرعونية التاريخ، ربما لها علاقة بالنيل في فيضانه وانحساره، وبالفرعون في بسطه وانقباضه. مثل هذه الثقافة كانت شبه قاصرة على القرية المصرية طوال التاريخ المصري، ومعزولة تماما عما تمر به المدن، وخاصة القاهرة والاسكندرية تحديدا، من حركات تحديث وتنوير ومبادرات.. مجتمعية مستقلة في العصر الحديث، ولكن مع فتح الباب لاجتياح الريف للمدينة في أعقاب حركة يوليو، أصبحت هي الثقافة السائدة كليا في كل مصر تقريبا. هذه هي أهم ثلاث عوامل لا يمكن فهم ما يجري في مصر دون أخذها في الاعتبار وفق ظني، وليس كل الظن إثم في كل حال..” .
1)الحديث عن مصر ليس حديثا عن أية دولة عربية أخرى،وليس تدخلا في شؤونها الداخلية،فمصر كادت أن تكون في يوم من الأيام هي كل العرب،وتاريخها الحديث يكاد يكون تاريخ كل العرب في طموحاتهم ونجاحاتهم واخفاقاتم،لذلك فإن الحديث عنها هو حديث عن مصير عربي مشترك،فماذا يجري في مصر اليوم؟مصر في..
- تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) January 26, 2023