تاريخ النشر:
08 أغسطس 2022 21:13 GMT
تاريخ التحديث: 09 أغسطس 2022 15:31 GMT
بعد جدل سابق دار في مواقع التواصل الاجتماعي حول تضعيف حديث صيام يوم عرفة من عدمه، تكرر الجدل مرة أخرى ولكن بتضعيف حديث آخر وهو أجر صيام يوم عاشوراء.
وطالت الانتقادات مجددا الدكتور السعودي أحمد الغامدي المدير السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة، بعد تأكيده الإثنين ”ضعف حديث فضل صيام يوم عاشوراء أنه يكفر سنة“ بعد أن قام بتضعيف فضل صيام يوم عرفة انه يكفر سنتين، متوقعا الحملة التي ستشن عليه قبل وقوعها.
وذكر الغامدي، أنه لم يثبت في صيام عاشوراء فضل خاص، إنما يؤجر من صامه كيوم نافلة.
وقال الغامدي في تصريح خاص لـ“إرم نيوز“، إن ”ما روي عن أبي قتادة عند مسلم من أن صيامه يكفر سنة، فقد وقع في صحة ذلك خلاف بين مسلم والبخاري“.
وأضاف: ”الحق أنها لم تثبت على وجه التحقيق صحة ذلك الفضل الخاص، وعلل البخاري ذلك بأنه لايعرف لعبدالله بن معبد سماعا عن أبي قتادة، وهذا يدل على انقطاع سند الحديث وليس لمن يقول باتصال سنده حجة ظاهرة، لأن عبدالله بن معبد بصري وأبا قتادة الحارث بن ربعي مدني ولم يثبت بينهما احتمال اللقاء“.
وأشار إلى أن قول البخاري ”لا يُعرف لعبدالله بن معبد الزماني سماع عن أبي قتادة“ بات علة لانقطاع السند، والقرائن تؤكد قول البخاري، حيث إن ابن معبد من البصرة وأبا قتادة من المدينة ولم يثبت أنهما التقيا.
وأكد الغامدي أن الحجة الواضحة مع البخاري، مشيراً إلى أن الإمام مسلم يكتفي في تخريج الأحاديث بمعاصرة التلميذ لشيخه، فإذا كانا في عصر واحد فإنه يأخذ روايتهما على محمل ”أن التلميذ سمع من شيخه دون تحقق من ثبوت الالتقاء“، بينما مسلم لا يشترط سوى المعاصرة.
وأضاف: ”أما البخاري فلا يكتفي بذلك بل يشترط ثبوت اللقاء بين الراوي وشيخه في عصر واحد، فإذا لم يثبت اللقاء فإنه لم تقبل رواية الراوي عن شيخه، إلا إذا قامت القرائن على صحة تحمله عنه“.
وبين أن قول البخاري في هذا الحديث (لا يُعرف لعبد الله بن معبد سماع من أبي قتادة) أبلغ في الدلالة على انقطاع الإسناد.
ولفت الغامدي إلى أن الروايات الواردة في صيام عاشوراء تشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاء المدينة وشاهد اليهود تصومه وسأل عن ذلك، فقيل ”يوم نجى الله موسى فيه فيصومونه شكرا لله“، فقال نحن أولى بموسى منهم.
وقال: ”حينها صامه وأمر بصيامه ثم لما فُرض رمضان قال لأصحابه من شاء صامه ومن شاء فلا، فظلت مشروعية صومه استحبابا، أما ما روي من أن صيامه يكفر سنة فهو ضعيف، وما نرى اليوم من التواصي بصيامه والحرص على نشر ذلك وإظهاره، يعد عملا فهو من المبالغات التي نشأت مع الخطاب الديني المبالغ فيه من أوساط الصحوة في العقود السابقة“.
وأرجع الغامدي سبب الجدل الجديد المشابه للجدل السابق حينما صرح وضعف حديث ”أجر صيام يوم عرفة“، هو نتاج تكريس خطاب أحادي في المجتمع، إضافة إلى أن شريحة من الناس تسعى لتأجيج المجتمع ضد كل من يخالف أفكارها، وما فرضته من فقه أو فكر لسنوات طويلة لتبقى لهم السيطرة لهم على المجتمع قدر المستطاع.
وزاد بالقول ”لا يزال الناس تحت ذلك التأثير ويصعب على كثيرين منهم التخلص من تلك التبعية العمياء، فلذلك يبادر بعضهم برفض البحث والحوار والرجوع إلى الأدلة ويصر على تكريس الرأي الواحد والتعصب والتقليد لما تربو عليه“.