أعلنت شركة جوجل، الخميس، طرح منصتها الذكية “بارد” Bard بـ40 لغة جديدة من بينها اللغة العربية، مع تقديم مجموعة من المزايا الجديدة المطورة خصيصاً لمستخدمي المنصة من المتحدثين بالعربية حول العالم.
وقالت الشركة خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة، إنَّ قدرة الرد على تساؤلات المستخدمين ومناقشتهم باللغة العربية ستفتح مجالاً واسعاً لاستكشاف قدرات “بارد”، والاستفادة منها للحصول على أفكار مبتكرة حول موضوعات ومجالات مختلفة.
وأوضح نجيب جرار، مدير تسويق منتجات جوجل في الشرق الأوسط، أنَّ “بارد” “سيقدم مزايا فائقة باللغة العربية في مجالات الإبداع والاستكشاف والإنتاجية، إذْ سيتيح للمستخدمين تقديم أفكار جديدة ومقترحات مختلفة عن الموضوعات التي يتساءلون عنها في العادة مثل الحصول على أفكار للرحلات أو بعض وصفات الطهي من مكونات معينة”.
أمَّا على مستوى الاستكشاف، يشير جرَّار إلى أنَّ المستخدم “سيكون بإمكانه الحصول على رؤى ووجهات نظر متعددة بشأن أي موضوع يحاول التعرف أكثر على جوانبه”.
وأكد أنَّ “بارد” باللغة العربية سيعتمد على أسلوبه المعهود، وهو تقديم 3 مسودات لإجابته على أسئلة المستخدم، ما يفتح المجال أمام الأخير للحصول على معلومات متنوعة عن ذات الموضوع.
سيكون “بارد” كذلك متمكناً في مسائل تبسيط المعلومات واختصار المحتوى وتلخيصه للمستخدم، ما سيوفر عليه المزيد من الوقت والجهد خلال عمليات البحث في موضوع عام.
ويمكنه من الوصول إلى معلومة عن جزئية محدَّدة ودقيقة في هذا الموضوع، عبر طرح سؤال مباشر وواضح عمَّا يرغب في معرفته.
إتقان اللهجات
زوَّدت جوجل منصة “بارد” بالقدرة على فهم مختلف لهجات العربية التي يتحدث بها المستخدمون في الشرق الأوسط، وهو ما يتيح لمستخدمي المنصة الكتابة بلغاتهم العامية، دون الحاجة إلى استعمال الفصحى.
في هذه الحالة، سيتمكَّن “بارد” من الفهم بشكل كامل، والرد على تساؤلات المستخدم، إلا أنَّ إجاباته ستكون بالفصحى فقط، ولن يستعمل لهجة المستخدم.
وأرجعت جوجل ذلك إلى الرغبة في توحيد شكل ردود “بارد” وتسهيل تطوير عملية ردوده باللغة العربية بشكل أسرع.
كما أنَّ التحديث الجديد سيتيح لـ”بارد” القدرة على فهم أسئلة المستخدم باللغة العربية عبر الأوامر الصوتية، حتى وإن كانت تلك الأوامر باللهجات العامية.
وستتيح المنصة الذكية أيضاً للمستخدم إمكانية الاستماع إلى ردوده النصية عبر زر مجاور لرد “بارد”.
وكشف نجيب جرار، مدير تسويق منتجات جوجل في الشرق الأوسط في تصريحات لـ”الشرق”، أنه قد يتم مستقبلاً توفير ميزة المناقشات الصوتية بين المستخدمين و”بارد” بمختلف اللغات، بحيث يسأل المستخدم بالصوت ويجيب “بارد” أيضاً بالصوت وكأنها محادثة حية، لكنه لم يضع نطاقاً زمنياً محدداً لتوفر تلك الميزة.
فهم الكلمات المُعربة
وقالت مروة خوست، مديرة جوجل لقطاع التواصل والعلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن الشركة على دراية تامة باستخدام مُتحدثي اللغة العربية لبعض الكلمات المُعرَّبة من الإنجليزية أو الفرنسية في حياتهم اليومية، لذلك قامت بتدريب “بارد” على فهم تلك الكلمات، مهما اختلفت لهجة المستخدمين.
على سبيل المثال، كلمة “بسين” في العامية المصرية تعني حمام السباحة، وهي معرَّبة من الفرنسية (piscine)، فإذا سأل المستخدم المصري عن أفضل توقيت لنزول “البسين”، فإنَّ “بارد” سيجيب بصورة سليمة، ويقدم معلومات واضحة ومرتبطة مباشرة بصُلب الموضوع.
ويستطيع “بارد” فهم السياق العام للحديث مع المستخدم عندما يكتب الأخير أسئلته بلغة عربية ممزوجة بكلمة أو أكثر من أي لغة أخرى، وخاصة الإنجليزية، إذ تقوم المنصة الذكية بفهم السياق بشكل واضح وتقديم إجابة كاملة بالعربية.
ويتيح “بارد” للمستخدم طرح السؤال باللغة الإنجليزية، مع مطالبة المنصة بالإجابة بالعربية، وهو ما يساعد المستخدمين ممن يتعاملون مع متحدثي العربية في العمل أو في علاقاتهم الشخصية، كما يساعد أيضاً المستخدمين العرب الذين لا يجيدون العربية الفصحى.
خدمة لتحليل المستندات
وأكد جرار أن تطور “بارد” “لن يؤثر على مستقبل مساعد جوجل الشخصي assistant ، فالشركة تنظر إلى المنصة الذكية باعتبار أنَّ هدفها الأول هو مساعدة المستخدمين على الإبداع والابتكار وكأنها رفيق يمُد المستخدم برؤية أوسع للأفكار، بينما المساعد الشخصي assistant يقدم معلومات فورية للمستخدم اعتماداً على الأوامر الصوتية”.
وأشار إلى أن جوجل تعمل على تقديم مزايا “بارد” ضمن 25 خدمة من خدماتها، بما في ذلك assistant، لكنه لم يذكر جدولاً زمنياً لهذا التحديث.
كما أشار جرار إلى أن جوجل ليس لديها نية حالياً لعرض إعلانات في “بارد”، نظراً لكونها تعامل المنصة بوصفها تقنية تجريبية تحاول تحسينها بمرور الوقت، وستظل مجانية.
وبسؤاله عن خدمة إدارة الملفات النصية الجديدة NoteBookLM التي أعلنت الشركة الأربعاء طرحها للمستخدمين باللغة الإنجليزية، ألمح جرار إلى أنَّ الخدمة ستتوفر قريباً باللغة العربية.
يُذكر أنَّ هذه الخدمة هي الشكل النهائي لمشروع تجريبي باسم “Project Tailwind” استعرضته جوجل لأول مرة في مؤتمرها للمطورين IO 2023.
وتعتمد فكرة هذا المشروع على تمكين المستخدم لمجموعة كبيرة من الملفات حول موضوع معين أو موضوعات مختلفة من الدخول إلى نظام ذكاء اصطناعي لتحليل تلك المستندات وترتيبها، بحيث يتمكن المستخدم من سؤال النظام عن محتوى المستندات، والحصول على إجابات دقيقة ومباشرة، دون الحاجة إلى الخوض في المستندات بنفسه.
40 لغة
وتعد مزايا “بارد” باللغة العربية جزءاً من تحديث ضخم حصلت عليه منصة جوجل الذكية، حيث قدمت الشركة المنصة بـ40 لغة جديدة.
وإلى جانب العربية، شملت هذه اللغات الجديدة الصينية والإسبانية والهندية والألمانية والسواحلية، وذلك بحسب ما كشفته جوجل في مدونة لكبير مديري المنتجات في الشركة جاك كراوزيك.
كما أصبح بإمكان المستخدمين الآن الوصول إلى المنصة في مناطق جديدة بما في ذلك البرازيل وأوروبا.
وأوضح كراوزيك أن “بارد” الآن بات “متوفراً في أكثر من 200 دولة ومنطقة، وباللغات الأكثر انتشاراً”.
وقالت الشركة: “مع توسع بارد عبر المزيد من المناطق واللغات، سنستمر في استخدام مبادئ الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا كمرشد، وأخذ ملاحظات المستخدمين بعين الاعتبار، واتخاذ خطوات لحماية خصوصية الأشخاص وبياناتهم”.
مزايا أخرى
ويسمح التحديث الجديد للمستخدم بالرجوع إلى محادثاته السابقة مع “بارد”، مع تمكينه من حذف أي منها في أي وقت.
وفي حال لم يحذف المستخدم المحادثات، فإن الشركة تحتفظ بها لمدة 18 شهراً فقط، ثم تحذفها من خوادمها.
وأكدت جوجل أنه عندما يقوم أحد موظفيها بمراجعة محادثات المستخدم، للتأكد من دقة إجابات “بارد”، فإنها لا تقوم بربط تلك المحادثات بهوية المستخدم، وبالتالي يتم الحفاظ على خصوصية المستخدمين.
وعلى الرغم من معايير جوجل لحفظ خصوصية المستخدمين، إلا أن الشركة الأميركية شددت على ضرورة تجنب المستخدم الكشف عن أي معلومات حساسة أو شخصية، مثل أرقام حساباتهم البنكية أو بطاقاتهم الائتمانية.
إلى جانب ذلك، دعمت جوجل المنصة الجديدة بمزايا متعددة مثل إمكانية مشاركة ردود “بارد” والمحادثات الكاملة على شكل روابط، إلى جانب تزويد المبرمجين بإمكانية تصدير الأكواد البرمجية التي يكتبها “بارد” إلى مشروعاتهم على خدمات “Reptile” و”Google Collab” بشكل مباشر دون الحاجة للنسخ واللصق.
كما تشمل هذه المزايا التحكم في طبيعة صياغة ردود بارد وطولها، وإمكانية التفاعل مع الصور، بحيث يستطيع المستخدم تحميل صورة من جهازه، ومطالبة “بارد” بكتابة وصف أو الحصول على معلومات بشأن تفاصيل معينة تتعلق بتلك الصورة، وذلك اعتماداً على الربط بين “بارد” ومنصة جوجل الذكية “Lens” الخاصة بتحليل الصور.
ارتفاع الأسهم
وقفزت أسهم الشركة الأم لجوجل Alphabet، بأكثر من 4٪، الخميس، وذلك تزامناً مع إعلان جوجل توسيع نطاق توفر “بارد” المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ليشمل المزيد من البلدان، مع إضافة ميزات جديدة إلى المنصة.
ومع إطلاق التحديثات الجديدة، تأمل جوجل منافسة شركات أخرى سبقتها في المجال، وذلك مثل Bing مايكروسوفت، وChatGPT التابع لشركة OpenAI.
وفي فبراير الماضي، خسرت Alphabet، الشركة الأم لجوجل، 100 مليار دولار من قيمتها السوقية، وذلك بعد وقوع “بارد” في خطأ معلوماتي في أول عرض له، لتعلن جوجل حينها إخضاع المنصة للمراجعة، والعمل على إعادة إطلاقها.
اقرأ أيضاً: