التخطي إلى المحتوى

تخطو شركة أبل الأمريكية بثقة وجرأة في مجال الإعلان بعد 18 شهرًا فقط من إطلاق مجموعة من ميزات الخصوصية لهواتفها (آيفون) التي تعوق قدرة فيس بوك عن تتبع المستخدمين.وكشف مقال في Digiday كيفية بناء أبل فريقًا لإدارة معالج الإشارة الرقمية (DSP) الخاصة بالإعلانات.

أرباح في ظل التضخم

بيَّن إعلان الوظيفة الذي نشرته أبل لإكمال فريق إدارة الإعلانات عزمَها “قيادة تصميم النظام الأساسي للطلب الإعلاني الأكثر تقدمًا والأكثر تطورًا للخصوصية”.

وتعدّ تلك الخطوة مهمة لشركة أبل لأن DSP “جزء أساسي من المجموعة الإعلانية لأي شركة لديها تخطيط للفوز بمزيد من الدولارات”، وفقًا لـ Digiday.

وDSP عبارة عن نظام أساسي يسمح للمُعلنين باستخدام الأتمتة لتعزيز الحملات الإعلامية والإعلانية، ما يؤدّي غالبًا إلى إنفاق مزيد من الأموال.

في الوقت نفسه، جرى تأكيد أن أبل تقدم مزيدًا من مواضع الإعلانات في متجرها للتطبيقات، في علامة التبويب “اليوم” وصفحات التطبيقات الفردية، بعد أن صدرت تعليمات لرئيس خدمات أبل، تود تيريسي، بالتركيز على فرص الإعلان.

وتشير التحركات الإعلانية الجديدة لصناع آيفون إلى حدوث تحوّل في كيفية تحقيق أبل أرباحها، فبيع الهواتف لم يعد يكفي وحده لتحقيق الأرباح، خاصة مع تزايد التضخم.

وما عليك لاستيعاب الأمر سوى إلقاء نظرة على ما يحدث مع منصة البث الترفيهي نيتفليكس Netflix، التي تفكر في نموذج قائم على الإعلانات وسط انخفاض أعداد المشتركين.

جوجل وفيس بوك وتويتر - رويترز

ضربة كبيرة لفيس بوك

يُعتبر انتقال شركة أبل إلى مجال الإعلانات ضربة كبيرة لفيس بوك، والشركات التي تعتمد التتبع عبر التطبيقات والمواقع الأخرى في نظام عملها الإعلاني.

وأمضى صنّاع آيفون العامين الماضيين في التحضير للانطلاقة الجديدة، في الوقت الذي كانت فيه الشركة تدفع بالخصوصية باعتبارها أولوية قصوى لها وخطًا أحمر.

وحاولت أبل الانتقال إلى الإعلان من قبل باستخدام iAd، الذي فشل عام 2016 بعد قلة الطلب، لكن الأمر مختلف تمامًا الآن، مع رغبة المستهلك في التغيير واتجاه المعلنين إلى احترام الخصوصية في بيع المنتجات، والخصوصية هي المجال الذي تتمتع فيه أبل بسمعة طيبة.

وتطلب ميزة Apple-breaker -وهي شفافية تتبع التطبيقات (ATT)- من الأشخاص الاشتراكَ في التتبع عبر معرّف المعلنين (IDFA)، وهي الخاصية التي أضافتها أبل لمنع فيس بوك وتطبيقات أخرى من استغلال عملائها في إعلانات غير مرغوب فيها.

وفور إطلاق الخاصية، اختار عديد من مستخدمي آيفون عدم الاشتراك في هذا النوع من التتبع، ومن المقدر أن يخسر فيس بوك أكثر من 12 مليار دولار نتيجة لذلك.

البيانات عملة القرن الحادي والعشرين

على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت البيانات -على نحو متزايد- عملة لشركات التكنولوجيا مثل جوجل و فيس بوك، لكن طرق انتهاك الخصوصية دفعت عديدًا من المستخدمين إلى الاحتجاج.

وتؤثر اللوائح، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات بالاتحاد الأوروبي، في عمل تلك الشركات، فلم يعد من السهل جمع المعلومات الشخصية ومشاركتها دون موافقة صريحة.

وقال جيك مور، مستشار الأمن السيبراني العالمي في ESET: “لقد حاولتْ أبل أن تكون شفافة بشأن تتبع التطبيقات، فقدمت المساعدة لتقليل كمية البيانات المرسلة إلى فيس بوك أو جوجل”.

ومع ذلك، حذَّر مور من أن البيانات “من الواضح أنها عملة القرن الحادي والعشرين”، ناصحًا بالحدّ من الوصول إلى البيانات عبر طلب الإذن من المستخدم أولًا.

وأشار إلى أن الإعلانات لن تختفي، لا سيّما في الوقت الذي ترتفع فيه تكاليف المعيشة، فالإعلانات تجعل العالم يدور، على حد تعبيره.

ولفت إلى أن المهم أن يجري ذلك على النحو الأمثل، مع احترام بيانات الأشخاص وخصوصيتهم، ومراعاة أي عوائق، على سبيل المثال، وضع المستخدمين في مجموعات على أساس الاهتمامات.

Scan the code