دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– يمثّل سن اليأس نهاية لحياة المرأة الإنجابية، وهو أمر سيمر به نصف سكان العالم تقريبًا إذا عاشوا لفترةٍ كافية. لكنّ هذه المرحلة، على غرار الكثير من الأمور المتّصلة بصحة المرأة، غير مفهومة بشكلٍ جيّد.
ويشكّل تراجع الهرمونات، لا سيّما هرمون الإستروجين، القوة الدافعة وراء انخفاض الخصوبة وانتهائها خلال مرحلة انقطاع الطمث.
رغم ذلك، تعاني النساء من قائمة طويلة من الأعراض الأخرى في المرحلة التي تسبق سن اليأس، التي تتخطى الأعضاء التناسلية، إلى الهبّات الساخنة، وضباب الدماغ، وتقلب المزاج، والإرهاق، واضطرابات النوم.
غير أنّ الباحثين لم يدركوا تأثير الإستروجين قد يمتد إلى خارج الرحم والمبيضين إلا في عام 1996، بحسب ما قالت ليزا موسكوني، الأستاذة المشاركة في علم الأعصاب، ومديرة “مبادرة دماغ المرأة” بكلية طب “وايل كورنيل” في مدينة نيويورك الأمريكية، لكبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا.
وقامت موسكوني وفريقها بتصوير أدمغة أكثر من 160 امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 و65 عامًا.
وكانت النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (انتظام الدورة الشهرية)، ومرحلة انقطاع الطمث، ومرحلة ما بعد انقطاع الطمث (بعد توقف الدورة الشهرية لأكثر من عام).
واكتشفت موسكوني وفريقها أمرًا مفاجئًا ثوريًا، وهو أنّ أدمغة النساء خضعت لعملية إعادة تشكيل، مع تقلص بعض المناطق، ونمو مناطق أخرى، وإعادة توصيل مناطق أخرى.
ما الذي يمكنكِ فعله للتغلب على هذا التحول الكبير في منتصف العمر بأفضل طريقة ممكنة؟ فيما يلي 5 نصائح من موسكوني.
تجنُّب التبغ
النصيحة الأولى التي قدمتها موسكوني تتمثّل بتجنب تدخين السجائر، وحتّى التدخين السلبي، ووصفته بكونه “سمًّا انتقائيًا للغاية للمبيض”.
وشرحت موسكوني: “إنّه يعطل أنسجة المبيضين حرفيًا”، ومن ثم أضافت: “لهذا السبب يرجح اختبار المدخنات الشرهات مرحلة سن اليأس في سنٍ مبكرة مقارنةً بغير المدخنات”.
كما يجعل التدخين أعراض سن اليأس أسوأ، “وهو أمر لا تريده أو تحتاج إليه أي امرأة حقًا”، وفقًا لما ذكرته.
الحركة بشكلٍ أكثر
قد تكون نصيحة موسكوني الثانية غير مُفاجِئة لأنّها أثبتت كونها مفيدة للغاية مع تقدمنا في السن، وهي الحرص على ممارسة الرياضة.
وشرحت موسكوني: “النشاط البدني يدعم الصحة الهرمونية وصحة الدماغ”.
وعندما يتعلق الأمر بصحة الهرمونات والدماغ، قالت موسكوني إنّ التمارين الرياضية، ضمنًا المشي السريع، تمنحك “أكبر قدر من الفائدة”، مشيرةً إلى أنّها مفيدة خصوصًا للتخفيف من شدة الهبّات الساخنة وتواترها، ولمعالجة ضباب الدماغ، والثغرات في الذاكرة، وتحسين الوظيفة المعرفية.
تناول الطعام الصحي
يُعد النظام الغذائي النباتي المليء بالأطعمة الكاملة مفيدًا للجميع.
ونصحت موسكوني “باتباع نظام غذائي متوازن، وصحي، وغني بالمحاصيل الغذائية، والفاكهة، والخضار، والأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة”.
وقالت موسكوني: “هناك الكثير من الأبحاث حول النظام الغذائي، وصحة الدماغ، وهناك عدد أقل بكثير من الأبحاث حول النظام الغذائي وصحة دماغ النساء، ومع ذلك، نمتلك المعلومات. أعتقد أنّها واقعية للغاية وتُظهر أنّ الأطعمة النباتية هي الأمر الأهم بالفعل بالنسبة لصحة المرأة لأسباب عدّة”.
وتشمل تلك الأسباب احتواءها على الألياف، ومضادات الأكسدة.
جعل النوم أولوية
أكّدت موسكوني أنّ عادات النوم الصحية مهمة جدًا للصحة الهرمونية أيضًا.
وفي الواقع، يُعَد تلقي الراحة التصالحية أمرًا ضروريًا لجوانب مختلفة من صحة الدماغ والجسم، من وظيفة الجهاز المناعي، إلى الحفاظ على وزن صحي، وحتى ترسيخ الذكريات.
العلاج بالهرمونات البديلة!
لسنوات طويلة اعتُقد أن العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) أمر سيّء.
لكن الدراسات الحديثة وجدت أنّه عند تلقيه في الوقت المناسب، وإعطائه للنساء المناسبات، يُصبح هذا العلاج آمنًا، ويمكنه تخفيف بعض من أعراض سن اليأس الأكثر إثارة للإزعاج.
وأوصت موسكوني بـ”التحدث إلى مقدم رعاية صحية بشأن الهرمونات، واكتشاف ما إذا كنتِ مؤهلة للعلاج بالهرمونات البديلة أم لا، وما إذا كان سيكون مفيدًا لكِ على وجه الخصوص أم لا”.
وشرحت موسكوني أنّ “هرمون الإستروجين لدى النساء، والتستوستيرون لدى الرجال، ليسا مجرد هرمونين متعلقين بالإنجاب، وهما ليسا مهمين للخصوبة فحسب، ذلك أنهما مهمان جدًا لصحة الدماغ ووظائفه”.
وأضافت أنّ هذه الهرمونات “تحافظ على نشاط عقلك، وتواظب على بث الحيوية في دماغك، وتُبقي دماغك شابًا لتمتعها بتأثير مضاد للشيخوخة أيضًا”.