(CNN)– أعلن أحمد الريسوني، رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، يوم الأحد، استقالته من منصبه، فيما أعرب “مجلس الأمناء للاتحاد”، في بيان، عن استجابته لـ”رغبة” الريسوني.
وقال الريسوني، في بيان نُشر على موقعه الإلكتروني، إن القرار جاء “تمسكا مني بمواقفي وآرائي الثابتة الراسخة التي لا تقبل المساومة، وحرصا على ممارسة حريتي في التعبير، بدون شروط ولا ضغوط”.
وأضاف أنه حاليا “في تواصل وتشاور مع الأمين العام للاتحاد الدولي لعلماء المسلمين علي القره داغي لتفعيل قرار الاستقالة وفق مقتضيات النظام الأساسي للاتحاد”.
ومن جانبه، أعلن “مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” عن استجابته لـ”رغبة” الريسوني بالاستقالة، وقال في بيان: ” توافق مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على الاستجابة لرغبة الشيخ الدكتور أحمد الريسوني بالاستقالة من رئاسة الاتحاد، وتغليبا للمصلحة وبناء على ما نص عليه النظام الأساسي للاتحاد فقد أحالها للجمعية العمومية الاستثنائية كونها جهة الاختصاص للبت فيها في مدة أقصاها شهر”.
يذكر أن أحمد الريسوني أوضح، مؤخرا، رأيه في المصالحات العربية بين المملكة العربية السعودية والإمارات وتركيا وبين السعودية وقطر ومصر وإيران، وذلك في مقابلة أجراها مع موقع عربي 21، ونقلها الاتحاد على موقعه الرسمي.
وقال: “نرجو أن تكون المصالحات المذكورة صادقة وصحيحة، ونرجو لها النجاح والدوام، ونرجو توسيعها حتى تعمّ كل الأقطار العربية بما فيها المغرب والجزائر، ونتمنى كذلك أن تكون هناك مصالحات بين الأنظمة والشعوب، وبين الأنظمة والنخب المثقفة السياسية التي تصنف كمعارضة؛ فيجب المصالحة بين الجميع بلا استثناء، وهذا كله نسعد به ونؤيده، وليس لنا تدخل في هذه المصالحات، بل نباركها من بعيد، ولم يطلب منا أحد التدخل فيها”.
وحول مدى تأثر الاتحاد بتصنيفه على قوائم الإرهاب، قال الريسوني: “تأثر عملنا في هذه الدول نفسها، والتي هي مصر والسعودية والبحرين والإمارات، حيث اُضطر كل أعضائنا تقريبا في هذه الدول إلى تجميد عضويتهم في الاتحاد، وبعضهم معتقلون حتى الآن، وبعضهم كتبوا إلينا يعلنون خروجهم من الاتحاد، وهم مضطرون ومعذورون في ذلك بطبيعة الحال، وبالتالي فإنه لا يوجد عاملون للاتحاد في تلك الدول، ولم يعد أحد يستطيع القول إنه عضو في الاتحاد، ولكننا نحن على يقين أن علماء هذه الدول قلوبهم وعقولهم معنا، ودعاؤهم معنا، إلى أن ينجلي هذا الليل”.
وتطرق الريسوني إلى مدى تأثر الحركات الإسلامية بالحملات المعادية بالسنوات الأخيرة، قائلا: “الحركات الإسلامية تأثرت تأثيرا سلبيا في الدول العربية التي تعرضت فيها للشيطنة والتنكيل؛ إذ تقلص نشاط الحركات الإسلامية بدون شك في السنوات الأخيرة منذ ما أسميه بالجحيم العربي الذي جاء بعد الربيع العربي.. الربيع العربي أنتجته الشعوب العربية، والجحيم العربي أنتجته الأنظمة العربية، ردا على ربيع الشعوب، ولكن كما نقول في المثل المغربي (دوام الحال من المحال). هذه مرحلة عابرة ربما تدوم سنوات أو أكثر، لكنها بلا شك ستكون عابرة، وعمر الحركة الإسلامية الآن يبلغ قرنا من الزمن، وقد مرت بفترات عديدة تعرضت خلالها لانتكاسات وانكسارات، ولكنها انبعثت ونهضت بعدها، وهذا ما سيقع قريبا إن شاء الله”.
يذكر أن كلا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، صنفت “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، على قوائم الإرهاب، وذلك ضمن ما وصفته بـ”الالتزام بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه”، وفقا لما نقله تقرير سابق نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وفاز أحمد الريسوني، في عام 2018، برئاسة “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، خلفا ليوسف القرضاوي، والذي يعتبر الزعيم الروحي لجماعة “الإخوان المسلمين”.
وذكر الموقع الرسمي للاتحاد، وقتها، أن الريسوني فاز بنسبة 93.4% من عدد الأصوات، حيث بلغ عدد المصوتين 410 مصوتا.