تقدّمت موظفة في الرئاسة التركية بشكوى جنائية ضد كمال كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب “الشعب الجمهوري”، وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، على خلفية تصريحات استهدف فيها كيليتشدار أوغلو، فاطمة غولهام أبو شنب، المترجمة الخاصة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقود حزب “العدالة والتنمية” الحاكم.
وتعد المترجمة الخاصة للرئيس التركي، من بين المرافقين له في اجتماعاته الدبلوماسية رفيعة المستوى، فقد كانت أبو شنب متواجدة مع أردوغان عند لقائه بالرئيس الأميركي في يونيو من العام الماضي، لكن مع ذلك اتهمها كيليتشدار أوغلو مؤخراً بقلّة الخبرة وأن أردوغان أتاح لها فرصة الترجمة، لكونها ابنة السفيرة التركية في ماليزيا.
أردوغان يجب أن يرافقه موظفو وزارة الخارجية خلال الاجتماعات المهمة وليس مترجمة شابة بدون خبرة دبلوماسية
كيليتشدار أوغلو
وقال المحلل السياسي غسان إبراهيم، المتخصص في الشؤون التركية: “إذا انطلقنا من نقطة أساسية وهي أن القضاء التركي مسيّس، فهذا يمنح الرئيس التركي والمقرّبين منه وحزبه وأنصاره، حق استخدام القضاء في محاربة خصومهم مهما تعددت أسباب ذلك سياسياً وإيديولوجياً”.
وأضاف لـ”العربية.نت” أن “الشكوى الحالية التي تقدّمت بها المترجمة مؤخراً تشير كذلك إلى أن الحزب الحاكم ينوي استخدام كل السلطات ضد خصومه بما في ذلك القضاء”، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا في يونيو من العام المقبل.
ولم يبت القضاء التركي حتى الآن بشأن الشكوى التي تقدّمت بها أبو شنت قبل 3 أيام ضد زعيم المعارضة بعدما اتهمها بقلة الخبرة واستخدام العلاقات الشخصية للوصول إلى الوظيفة التي تشغلها حالياً.
رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو
واستندت المترجمة على تغريدة نشرها كيليتشدار أوغلو على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”، حيث كتب فيها: “كلما أخذ أردوغان هذه الشابة معه كمترجم فوري في اجتماعاتٍ ديبلوماسية، إما دخل ملايين من طالبي اللجوء غير الشرعيين بلادنا، أو جعلوا أمتنا توقع عقوداً بتكلفة باهظة للغاية”.
وتؤكد الشكوى، التي نشرها محامي أبو شنب، سازكين تونك، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن تصريحات زعيم المعارضة تشكل هجوماً على الحقوق الشخصية للمترجمة وهي ابنة ميرف كافاكجي، النائبة السابقة في البرلمان التركي والسفيرة الحالية لتركيا في كوالالمبور.
ويشكك زعيم المعارضة بقدرات أبو شنب في الترجمة، فهو يعتبر أنها تفتقر إلى مهارات الترجمة والمعرفة بالشؤون الدولية، رغم أنها حاصلة على درجة الماجستير من برنامج الدراسات الليبرالية في “جامعة جورج تاون” بالعاصمة الأميركية. وتمّ تعيينها كخبير في العلاقات الدولية في الرئاسة التركية في العام 2019.
وعقب رفع شكوى بحقه، دافع كيليتشدار أوغلو عن تصريحاته بشأن أبو شنب، قائلاً إن “أردوغان يجب أن يرافقه موظفو وزارة الخارجية خلال الاجتماعات المهمة وليس مترجمة شابة بدون خبرة دبلوماسية”.
كما اعتبر زعيم المعارضة أن أبو شنب أميركية الجنسية، وبالتالي يجب أن يرافق الرئيس التركي في رحلاته الخارجية، موظفون محليون من وزارة الخارجية لا أجانب من دولٍ أخرى.